وأخيرا تحدث المدرب الوطني رابح سعدان باللغة التي نريد سماعها جميعا، إذ قال لقد تأهلنا إلى المونديال ويجب ألا نكتفي بلعب الأدوار الثانوية في أنغولا وأظن أن مثل هذا الكلام موجه للاعبين، الذين قال لهم رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في آخر اجتماع قبل شد الرحال إلى أنغولا، يجب أن تلعبوا من أجل الجزائر لأنه بدون الجزائر لا أحد يسمع بكم. هذا ما كنا جميعا نريد سماعه، لنعرف أين ندور وكيف نشجع المنتخب الوطني، كيف نتفهم ظروفه وكيف يتصرف الذين يشرفون على إدارته لعبا وتخطيطا وكيف يتعاملون مع اللاعبين وفيما يفكر هؤلاء وإلى اين نتجه بمنتخبنا الوطني . اليوم نقول لسعدان كر وأنت حر، وإذا كان خصومك في أنغولا أمامك يتربصون بك الدوائر، فكل الجزائر وراءك أنت والكومندوس الذي اخترته عن قناعة للدفاع عن ألوان الجزائر ولعب الأدوار المشرفة التي تراها تحقق أهدافك وتجعل مشاركتنا مشرفة إلى أبعد الحدود في هذه المنافسة القارية الكبيرة. اليوم أيضا نقول للاعبينا تذكروا النشيد الوطني وتسلحوا بحب الوطن الذي تعتزون بانتمائكم إليه وتلعبون لرايته، فلا تبخلوا عليه بعرقكم وجهدكم، طالما أن هذا الوطن تبناكم وأعطاكم ما لم يعطه غيره، تذكروا أنكم تلعبون لجزائر العزة، جزائر الشهداء، جزائر الشهامة، جزائر التحديات، تذكروا ملحمة خيخون وأم درمان وتذكروا كيف حولتم هزيمة القاهرة إلى انتصار فتح لكم أبواب المجد والشهرة والتألق وزاد في سهم كل واحد منكم في بورصة الكبار. تذكروا تصريحات كل واحد منكم بعد لقاء أم درمان أمام الفراعنة، وكيف أقسمتم أنكم لا ولن تنشغلوا بأية مغريات أو إغراءات ولن تنحرفوا عن سكة التتويجات، وها أنتم في الموعد للوفاء بالتزاماتكم ووعودكم، لأن ذلك سيزيدكم شهرة إذا عرفتم كيف تستغلون دورة أنغولا التي تعتبر مرحلة انتقالية لتحضير مونديال جنوب إفريقيا، حيث ينتظركم كل الجزائريين وكل العرب لتكونوا خير معبر عن تطلعاتهم. هذا ما نريده منكم وهذا ما نريد سماعه من سعدان، الذي لا نطالبه بأكثر من لعب أدوار مشرفة في بطولة ندرك أنها صعبة، لكننا ندرك أيضا بأنه إذا توفرت الإرادة بالإمكان تذليل كل الصعوبات والمعوقات وتحقيق ما نصبو إليه من نتائج. وما أجمل التفاؤل في محطة كهذه وما أجمل أن يقول سعدان لقد تأهلنا إلى المونديال ولا يجب أن نكتفي بلعب أدوار ثانوية في أنغولا وما أجمل أن يفكر كل اللاعبين بعقل واحد ويتحدثون بلغة الواثقين من إمكانية لعب الأدوار الأولى.