من اللائق أن يسكت الأشقاء في مصر، طالما أن نتائج الجزائر في كأس إفريقيا لا تعنيهم حتى الآن، وإذا أرادوا إبداء أي رأي حول هذه المشاركة سلبية كانت أو إيجابية، فعليهم أن يتحلوا بنوع من اللباقة والذوق، دون البحث عن مفردات التشفي التي تبين حقدهم الدفين تجاهنا. وأظن أن الأشقاء المصريين يدركون أكثر من غيرهم بأن أهداف الجزائر وبعد أن قهروا الفراعنة وصعدوا للدورة النهائية من المونديال قد تغيرت و"الكان" أصبح لنا مجرد مرحلة انتقالية تحضيرية لا تهم فيها النتيجة مهما كانت حتى ولو صعدنا للدور النهائي. لكن عليهم أن يرفعوا أيديهم إلى السماء ويستمروا في الدعاء حتى لا تقذف بهم الأقدار ثانية في طريقنا، إذا كتب لنا الصعود إلى أدوار متقدمة وكتب لهم أيضا طالما أنه لاشيء مضمون في منافسة تتغير فيها الأهداف من يوم إلى آخر ومن مباراة إلى أخرى. ومن العيب أن يتحدث المدرب حسن شحاتة باستخفاف كلما ذكر اسم الجزائر كما أنه من العيب أن يعود الإعلام المصري للخوض وبسذاجة كبيرة في نتائج المنتخب الجزائري، وكأني بهم تناسوا أن هذا المنتخب هو الذي مرغهم في أرض ملعب أم درمان وأن ما حدث له في لقاء مالاوي كان سيحدث لأي منتخب يلعب تحت درجة حرار تفوق 38 درجة وفي وقت القيلولة التي يتأثر بها أي كائن أو مخلوق فوق الأرض إذا لم يكن ذلك المناخ قد ضغط على رحم من ولدته. إننا عندما نتحدث عن هذه الهزيمة لا نهدف إلى إيجاد مبررات بقدرما نقول لقد انهزمنا كرويا أمام مالاوي وأننا تقبلنا مصيرنا، وعلى المصريين الذين تشبعوا بأساليب التشفي أن يتجنبوا مثل هذا اللغو والحديث النبوي الشريف كفيل بالرد على مثل هذه الغطرسة، فقد يعافينا اللّه ويبتليكم..