تمنيت لو أنني لم أتابع مباراة شبيبة بجاية - النادي المصري حتى لا أسقط في شرك المدرب حسام حسن ولا تواطؤ شقيقه إبراهيم، لأن ذلك كان سيجنبني تناول فعلته، لكن ما باليد حيلة، طالما أن هوس الكرة عندي قد أرغمني على متابعة المباراة بأعصاب مشدودة، ولسان حالي يقول اللهم اجعلها بردا وسلاما على الجميع، حتى لا يقع ما يعكر صفو العلاقات الرياضية بين الجمهورين الجزائري والمصري. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حيث جاءت تصرفات أشهر توأم في العالم لتشوش على كل الأفكار، كيف لا وحسن يعيث فسادا في كل ما صادفه فوق الميدان، ضرب يمينا وشمالا، فلم يفرق بين بشر وجهاز، واجه الجميع بمفرده، لم يردعه لا ضمير ولا خلق ولا شرف عائلة ولا سمعة بلده ولا البلد الذي استضافه أو الجمهور الذي صفق له. لقد كان أشبه بعربيد فقد وعيه وحسه وذوقه، إلى درجة أنه التفت إلى الجماهير ليلحق بها من الإساءة ما أراد ومن الشتم على المباشر بالكيفية التي تشفي نفسه المريضة، مما اضطر العائلات الجزائرية التي تابعت اللقاء من خلال الشاشة، إلى الهروب بعد أن أحست بالاستخفاف من متهور كان أشبه بثور أعور كان من الأجدر الزج به في اول إسطبل أوإحالته على محكمة الآداب. ومع ذلك ومهما كانت خطورة الإساءة، فيكفي القول أن بيانات الاستنكار التي وصلتنا من الأشقاء المصريين الذين تألموا مثلنا لهذا الفعل المشين، قد تجعلنا نضطر لإعادة النظر في قراءتنا لسيناريو هذا التوأم، بل ونعمل على تجاوزه حتى لا يبقى عالقا في الأذهان، لكن ومن باب النصيحة نقول لأحسن لاعب لأكبر مشاركة في العالم حتى الآن، عليه أن يلجأ الى مهنة غير التدريب الكروي، طالما أن براعته في الضرب والرفس قد تؤهله ليكون مدربا ومروضا في زريبة حيوانات. أما تصرفاته ومهما بلغت من الحماقة والشماتة والعنف والإساءة، فهي لن تنال من متانة العلاقات الكروية بين الجماهير الجزائرية والمصرية، وعليه يمكن إلقاء ما حدث في مزبلة التاريخ، وعلينا جميعا أن نستعد للعرس الكروي القادم بين "الأفناك" و"الفراعنة"، وليتأهل منهما من يستحق التأهل دون الالتفات إلى حماقة حسن أو رعونة إبراهيم، فهما لا يستحقان أكثر من هذه الوقفة ليكونا عبرة لغيرهما في ملاعبنا، ويكفيهما أنهما تحولا في لحظة طيش إلى أسوإ توأم في المعمورة.