انطلقت، أمس، بمعهد القراءات بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة، المسابقة الخاصة بالأئمة، الأساتذة والمرشدات الدينيات، وذلك في إطار توظيف هؤلاء في المناصب المالية التي استفاد منها قطاع الشؤون الدينية في الفترة الأخيرة، لسد العجز المسجل في العديد من ولايات الوطن خاصة ما تعلق بالمرشدات اللواتي يقمن بمهام مختلفة وعلى مستويات متعددة. وقد تقدم امس 400 مترشح للامتحان المهني الخاص بالأئمة المدرسين لترقيتهم الى أئمة أساتذة ممن يملكون أقدمية خمس سنوات أوأكثر، حيث خصص لذلك 470 منصبا ماليا. ويجري هؤلاء امتحانا كتابيا خلال يومين، يتعلق بالثقافة الإسلامية، الشريعة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم والحديث النبوي، على أن يجري الامتحان الشفهي بعد خمسة عشر يوما، حيث سيتم الكشف عن نتائج الامتحان الكتابي. من جهة أخرى؛ تجري مسابقة أخرى لتوظيف الأئمة الأساتذة من الحاصلين على شهادة ليسانس في الشريعة وحفظة القرآن الكريم كاملا، حيث خصص لهذا السلك حوالي تسعين منصبا ماليا من المناصب التي تحصلت عليها الوصاية في إطار قانون المالية التكميلي لسنة 2009. وموازاة مع ذلك انطلقت مسابقة خاصة بالمرشدات الدينيات لمن توفرت فيهن الشروط سالفة الذكر، حيث تقدمت للمسابقة إحدى عشرة مترشحة، مقابل ثلاثين منصبا خصص لهذا السلك، حيث أوضح المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية السيد عدة فلاحي في تصريح ل"المساء" أن قلة عدد المترشحات مقارنة بالمناصب المتوفرة، راجع الى شرط حفظ القرآن الكريم الذي لا يتوفر عادة في الراغبات في الالتحاق بهذا المنصب، مضيفا أن الوصاية ستعمل مستقبلا على تدارك هذا العجز وتنظيم مسابقة أخرى من اجل الحرص على حفظ القرآن الكريم. وفي هذا الصدد؛ أشار محدثنا الى أن الخريطة المسجدية مازالت تعاني عجزا في الأئمة يقدر بحوالي 500 منصب على المستوى الوطني، مضيفا أن المسابقات التي تجري ستغطي العجز من جهة وتحسن مستوى إطارات قطاع شؤون القطاع وأئمته الذين أعاد لهم القانون الأساسي الخاص الذي صودق عليه في نوفمبر 2008 الاعتبار، حيث تم رفع أجورهم واستحدثت عدة مناصب مالية مثل منصب المرشدة، التي أثبتت التجربة أنها تقوم بعدة مهام على مستويات متعددة، منها الإشراف على تعليم وتحفيط القرآن، محو الأمية، كما أوكلت لها مهمة التوجيه الديني لبعض الذين يطلبون التفقه في الدين، وكذا التنقل إلى المستشفيات وزيارة المرضى وعيادتهم من أجل التخفيف عنهم وعن آلامهم، وزيارة النزيلات بالسجون ومحاولة معرفة الهموم والمشاكل والدوافع التي أدت بهن إلى السجن ومحاولة إرشادهن لاستبعادهن من الوقوع في المعاصي ومخالفة القانون. يذكر أن عدد المرشدات يبلغ حاليا 218 مرشدة على المستوى الوطني وهو قليل مقارنة مع الأهداف والطموحات التي تعمل الوزارة لتحقيقها.