نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله وجود أية نية لدى قطاعه في التخلي عن تنظيم موسم الحج وتسليمه للقطاع الخاص، فيما يبدو أنه التزام بقرار مجلس الحكومة السابق، الذي رفض مشروعا بهذا الخصوص، وأكد غلام الله أن ما تخطط له وزارة الشؤون الدينية لا يتعدى إنشاء ديوان تابع للقطاع العمومي يتولى المهام الإدارية والمالية للحج، فيما تتكفل الوزارة الوصية بالجوانب التوجيهية والسياسية. وقال غلام الله على هامش الملتقى التكويني للموظفين الناجحين في مسابقة التوظيف لهذه السنة، والذي تحتضنه دار الإمام بالمحمدية بالعاصمة على مدار يومين، إن اللجنة الوطنية للحج في نسختها الحالية، تتكون من ممثلين عن وزارات كل من الشؤون الدينية والأوقاف، الصحة والسكان، والداخلية والجماعات المحلية، وأكد أنهم يلتقون ثلاث مرات كل سنة، يخرجون من خلالها بتوصيات وتوجيهات تقدم عادة لموظفين تابعين لقطاع الشؤون الدينية يتم انتدابهم لتنفيذها في كل موسم حج، على أن يعود هؤلاء الموظفين إلى مناصبهم الأصلية بعد فراغهم من مهمتهم، الأمر الذي يقود، كما قال إلى حدوث اختلالات بسبب هذا الانتداب المرحلي. وانطلاقا من هذه الوضعية، جاء التفكير، برأي الوزير، في إنشاء آلية أخرى، هي عبارة عن هيئة يؤطرها موظفون دائمون، يتولون القيام بكل ما له علاقة بعملية الحج من بدايتها إلى نهايته، في حين يبقى الإعداد والتوجيه من صلاحيات وزارة الشؤون الديني، التي تتكفل بإعداد المرشدين والمرافقين للحجاج، ووزارة الصحة والسكان تلتزم بتوفير الأطباء والممرضين وكل ما تعلق بهذا الجانب. أما الأعمال الإدارية ذات السيادة ذات السيادة، فتقع على عاتق وزارة الداخلية، وهي إجراءات، قال بوعبد الله غلام الله، إنها "عادية ولا تفصل الديني عن الإداري الذي يجب أن يكون له أناس متخصصون". وعلى صعيد الترتيبات الأخيرة للموسم الجاري، أكد غلام الله أن 24 ألف حاج تحصلوا على تأشيراتهم، ولم يتبق غير عشرة أو 12 ألف تأشيرة ستكون جاهزة قبل أقل من أسبوعين. من جهة أخرى، شدد ممثل الحكومة في الكلمة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي حضره الموظفون الجدد من أئمة أساتذة، ومؤطرين ومرشدات وإداريين، على ضرورة تفادي ممارسة العمل السياسي في المساجد، أو الانضمام إلى أية تشكيلة سياسية، وقال "المتدين من حقه الوقوف إلى جاني صف ضد آخر، لكن العامل في المسجد، سواء كان إماما أو مرشدة، فليس من حقهما فعل ذلك، لأن تقلدهما لهذا المنصب كان باسم الشعب جميعا، وليس باسم فئة دون أخرى". وقد استفاد 100 إطار من اجتياز مسابقة التوظيف للسنة الجارية على مستوى قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، ويتعلق الأمر ب 55 إماما و18 مرشدة و09 مفتشين، وخمس أساتذة وجهوا للتعليم الثانوي، ووكيل أوقاف واحد، غير أن 90 بالمائة من هؤلاء تمت ترقيتهم، مقابل 10 بالمائة فقط جاءوا من خارج القطاع. هذا، وأكد بوعبد الله غلام الله أن قطاعه يعاني من نقص كبير في عدد المستخدمين، الذين يجب ألا يقل عن 70 ألف، لكنه أشار إلى أن وزارته تتدارك هذا النقص شيئا فشيئا من خلال مسابقات التوظيف التي تنظمها سنويا. محمد مسلم