انطلقت حكايته مع الموسيقى وعمره لم يتجاوز 6 سنوات بعد، كان في أسبوع واحد يتردد على ثلاث مدارس هي جمعية الفخارجية الموسيقية والمعهد البلدي للموسيقى و"الكونسرفتوار"، تتلمذ على يد أساتذة كبار في الطابع الأندلسي على غرار المرحوم عبد الكريم دالي ودحمان بن عاشور، قدم مجموعة من الأعمال التراثية لتضاف إلى رصيده الفني، ولديه الكثير من المفاجآت، إنه الفنان نصر الدين شاولي الذي استضفناه ونقلنا لكم هذا الحوار... - ما هو جديدك؟ * في سنة 2008 أنجزت صندوقا يحمل أربع نوبات في الموسيقى العربية أندلسية في طابع السيكا، المايا والزيدان والحسين، وكان ذلك باقتراح من " الديوان الوطني لحقوق المؤلف (ONDH)، وأنا حاليا بصدد مواصلة المشروع الضخم حيث سأقدم البوما جديدا في التراث الأندلسي يحمل كل من المصدر والبطايحي، وذلك بهدف إحياء التراث، كما اعتدت ان أقدم ملخصا لكل أعمالي الفنية او الباست أوف في كل سنتين من انطلاقتي الفنية، وسأقوم بتسجيل البوم يضم كل أعمالي في الحوزي هذه السنة وسيحمل عنوان Best Of 2010، كما ستحمل الأعمال القادمة أشياء جديدة. - ما هو الجانب الإبداعي الجديد في هذه الأعمال؟ * الحمد لله أنا فنان محترف وقد خرجت من الطقطوقات التي عرفت بها في الثمانينيات مثل "قفطانك محلول"،" تحت الياسمينة"، العطار" وقد اقترح علي نصر الدين بغدادي الباحث في التراث، كلمات أغنيات جديدة لكل الفئات، شباب كهول وكبار، وستدخل في التركيبة الجديدة لعملي القادم، علما أن التراث الجزائري يزخر بكم إبداعي غير متناه لهذا أحب إبرازه. - قدمت مؤخرا ديو مع مطربة ناشئة على القناة الثالثة، لماذا؟ * بالفعل، لقد قدمت وصلات غنائية مع مطربة ناشئة تدعى نسرين أعجبت بقدراتها الصوتية والفنية، وقد كان ذلك بطلب منها، وأنا فعلا أتنبأ لها بمستقبل فني حافل، خصوصا أنها مثقفة وتدرس بمعهد كيير بباريس. - كنت سفير أغنية الحوزي، كيف تقيم مسيرتك؟ * كانت مسيرتي طويلة وشاقة، ففي سنة 1993 أي مند احترافي الحوزي، أحييت الكثير من الحفلات بعدة بلدان عربية وغربية على غرار أمريكا فرنسا، والحمد لله لقد مثلت الفن الجزائري أحسن تمثيل، وقد جبت به الكثير من المناطق وخطفت التصفيقات الحارة وهذا فخر كبير لي وللجزائر. - منذ الاحترافية واظبت على ارتداء اللباس التقليدي، هل هو ميل شخصي أم إظهار للثقافة الجزائرية في المحافل الدولية؟ * بالفعل، أنا أحرص على تمثيل الثقافة الجزائرية، ففي سنة 96 شاركت في فعاليات المهرجان الفني ببون وكانت الجزائر وقتذاك تعاني من النظرة السلبية بسبب سنوات العشرية السوداء، إلا أنني ارتديت الزي التقليدي الجزائري وقدمت وصلات غنائية شدت الانتباه. - في رأيك ما أثر الحوزي على الشعوب التي سمعته؟ * كانت هناك العديد من الحفلات المبرمجة من طرف وزارة الثقافة في إطار التبادل الثقافي، فغالبا ما كانت الصالات التي غنيت بها صامتة خلال الأداء، وما إن أكمل وصلتي حتى اسمع دوي التصفيقات المشجعة بقوة، فرغم أن الكثيرين لا يفهمون اللغة الا ان الريتم والصوت يصنعان الحدث. - لو طلب منك أداء أغنية شرقية أو رايوية، ما تعليقك؟ * لو قبلت هذا العرض سأغني لأحمد وهبي أو بلاوي الهواري، لكن الأغاني الأخرى لها أصحابها، وأفضل أن يغني كل فنان في اختصاصه، فأنا شخصيا قد تجاوزت الهواية وأصبحت محترفا ولدي بصمتي الفنية ولا أظن أن جمهوري سيقبل مني هذا التغيير. - هل يوجد ضمن تلاميذك بالمعهد الموسيقي بباريس من سيحل يوما ما مكانك أو مكان عبد الكريم دالي؟ * لدي إيضاح أود تقديمه، هذه المدرسة ليست ملكي كما يعتقد البعض، وإنما هي اقتراح من المركز الثقافي الجزائريبفرنسا بالتنسيق مع سفارة الجزائر بباريس، ويوجد بها العديد من الأقسام، قسم تعليم اللغة العربية، قسم القرآن الكريم، قسم الموسيقى وغيرها... بما أنني مختص في الحوزي فإنني ادرس هذا الفن، صراحة لم تكن المهمة سهلة، لأنني وجدت نفسي مصححا للمفاهيم وموضحا للشباب هناك مقومات الأخلاق والأصالة الجزائرية، لكنني توقفت وذلك لانشغالي المتواصل بالنوبات والحوزي داخل الوطن، كما أنني مشغول حاليا بمشروعي الجديد مع رشيد قرباص مستشار المهرجان الدولي. - كيف ترى علاقة الشباب بالتراث؟ * الشباب واع جدا، وأنا شخصيا تلقيت طلبات عديدة حول كتابة قصائد أو بعض النصوص من الحوزي لهؤلاء الشباب، كما أن النجاح الباهر الذي حققه العميد الهاشمي قروابي كان بفضل تواصله الدائم مع التراث. - على ذكر العميد هل ترشح شخصا ما لخلافته؟ * أنا أؤمن بالتقليد لكن لفترة معينة فهناك من قلد ويقلد قروابي، ولديه قدرات غنية كبيرة إلا انه لم يكتشفها بعد، وهنا يطرح السؤال ما هي البصمة الخاصة التي تركها هذا الفنان، وأنا شخصيا قمت بإعادة بعض الأغاني باقتراح منه، وهي" حكمت" " نفسي وأنا مولاها " و"يا الورقة"، وفعلا نجحت لأنني أديتها بصوتي وإحساسي، وقد نفذت وصية أستاذي مصطفى اسكندراني الذي نصحني بعدم تقليد عبد الكريم دالي لانني امتلك قدرات فنية لا يستهان بها وعلي أن أوضفها، وأنا شخصيا لا أرشح أحد لخلافة العميد مثلما لا يوجد من ينوب عبد الوهاب وفضيلة الدزيرية. - كلمة أخيرة... * أتقدم بجزيل الشكر لجريدة "المساء" التي كان لها الفضل في مساعدتي خلال بدايتي الفنية وذلك قبل 20 عاما، كما أتوجه بالشكر إلى كل من وزارة الثقافة وسONDHس وإلى السيدة تلتلي، وتحياتي لوالداي اللذين يرجع فضل نجاحي إليهما، والله يرحم الشيوخ الذين ماتوا والذين مازالوا على قيد الحياة.