سيصدر عبد القادر بن دعماش كاتبا مختصا في التراث الموسيقي الجزائري في بداية شهر جويلية القادم سلسلة من الكتب و الدواوين حول الموسيقى الجزائرية و الشعر الشعبي و الشخصيات التي ميزت الموسيقى الجزائرية. و أوضح بن دعماش أن الأمر يتعلق بسبعة مؤلفات مخصصة للشخصيات التي تركت آثارها في الموسيقى الجزائرية سلسلة تتكون من 5 أجزاء بعنوان "منتقيات من الموسيقى الجزائرية" و سلسلة أخرى تضم أجزاء بعنوان "أهم ما ورد في ديوان الشعر الشعبي لبلادنا". و أشار الكاتب في حديث أن الكتاب الأول من السلسلة المتكونة من سبعة كتب الذي قامت بنشره المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية خصص للسيرة الذاتية الكاملة للحاج عبد الكريم دالي و هو "شخصية عظيمة" ميزت الثقافة الجزائرية. و اعتبر أن المرحوم دالي كون الكثيرين في التراث الموسيقي الحضري الجزائري و المتمثل في الحوزي و الأندلسي و الشعبي واصفا إياه ب "ناقل" الثقافة الموسيقية في الجزائر بحيث تتمثل مهمته الأساسية في "التعليم". أما الكتاب الثاني الذي نشر أيضا فقد كرس لبودالي سفير و هو "إسم مشهور في الثقافة الجزائرية كونه ميز تاريخ الأدب الوطني". و أضاف بن دعماش أن "بودالي سفير كان صحفيا كبيرا مثل أخيه عبد القادر و باحث في الموسيقى و مهتم بكل جوانب الموسيقى الجزائرية" معتبرا إياه "مختصا و كاتبا كبيرا في الموسيقى في الجزائر". كما كان المرحوم سفيرا محاضرا يناقش مختلف المواضيع المتعلقة بالثقافة العربية و الأدب الأوروبي إضافة إلى الأدب الجزائري و التيارات الكبرى للموسيقى في الجزائر. و في الختام أشار بن دعماش أن هذا الباحث في الموسيقى سفير دالي أنهى مشواره كمدير فني بالإذاعة الجزائرية في سنة 1940 كما كان وراء إنشاء أجواق الإذاعة سنة 1946 فارضا بهذا الثقافة الجزائرية على المستعمر. حينها عين سفير ضمن هذه الأجواق شخصيات من الموسيقى الجزائرية على غرار محمد الفخارجي و خليفي أحمد (الغناء البدوي) و نور الدين مزيان (الطبع القبائلي) و مصطفى اسكندراني (الطبع العصري) و العنقى في طبع موسيقي لم يكن قد أطلق عليه بعد اسم "الشعبي" بل المديح الديني. و أوضح بن دعماش الذي سيعيد أيضا نشر الكتاب الخاص بالكاتب و الملحن الراحل محبوباتي "أن الفضل يعود لسفير في إطلاق اسم الشعبي على الطبع الموسيقي الذي ابتكره الحاج العنقى و حاج الناظور و غيرهم". أما فيما يخص سلسلة الأجزاء حول منتقيات الموسيقى الجزائرية ذكر بن دعماش أنه عرض جزءين في السوق لم يعودا متوفرين مضيفا أنه سيتم إعادة نشرهما مع جزء ثالث قبل 2 جويلية فيما سيتم نشر الجزءين الآخرين في وقت لاحق. هذا و يكرس كل كتاب ل 75 فنانا إذ يتطرق الجزءان الأولان إلى الفنانين الراحلين فقط و يتعلق الأمر "بمؤلفات حول ذاكرتنا الموسيقية من شأنها أن ترد الاعتبار لفنانين غير مشهورين لدى الجيل الصاعد أمثال أحمد وهبي و الحسناوي و نورة و خليفي أحمد أو سليمان عزام". في معرض حديثه عن مغني الطبع القبائلي سليمان عزام أشار بن دعماش أنه "فنان أسيء إلى صمعته في التاريخ و يتعين علينا تصحيح صورته و التركيز على كونه شخص أحب ثقافته و بلده و شعبه بطريقته الخاصة". كما سينشر بن دعماش قبل 2 جويلية ديوان للشعر الشعبي تحت عنوان "أهم ما ورد في ديوان الشعر الشعبي لبلادنا" هذا و سيتطرق في هذا الجزء الأول إلى كبار الشعراء. و حسب الكاتب فان جمعية سيدي عبد الرحمان الثعالبي ستنظم في 2 جويلية بقصر الرياس (الجزائر العاصمة) بيعا بالإهداء لكل هذه المؤلفات.