كشف وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس عن زيادة في معاشات المجاهدين وأرامل الشهداء وذوي الحقوق، بنسبة قدرها 25 بالمائة، ابتداء من الشهر الجاري، معلنا عن تنظيم ندوة دولية خاصة بالتجارب النووية الاستعمارية في الجزائر خلال السنة الجارية، وإنجاز مجمع ضخم للذاكرة الوطنية بمدينة سيدي عبد الله الجديدة. وأوضح الوزير لدى إشرافه أمس على الاجتماع التقييمي السنوي الذي جمعه بالإطارات المركزية للوزارة والمدراء الولائيين، أن الزيادة التي تعرفها منح تقاعد هذه الشريحة الاجتماعية، تأتي بعد رفع الحد الأدنى المضمون للأجور إلى 15 ألف دج، الشهر الماضي، وتندرج أيضا في إطار تأمين الحياة الكريمة وتحسين الظروف المعيشية للمجاهدين وأرامل الشهداء ومعطوبي حرب التحرير وذوي الحقوق، تطبيقا لتوجهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر بالتكفل بكل العمليات الخاصة بذوي الحقوق في السنة المالية 2010. وفي إطار تكفل الدولة بتحسين الظروف المعيشية لهذه الشريحة أعلن السيد محمد الشريف عباس، أن المنح الأخرى التي لا ترتبط بالزيادة في الحد الأدنى للأجور، ستعرف زيادة يجري تدارسها بين وزارتي المجاهدين والمالية قبل ضبطها ووضعها في إطارها القانوني. وعن البرنامج التنفيذي المسطر لسنة 2010، أكد وزير المجاهدين أن تأمين الحياة الكريمة لهذه الشريحة وتحسين ظروف معيشتها وتكثيف الجهود للحفاظ على مآثر الثورة وتمجيد ذاكرة الأمة، تأتي في مقدمة هذا البرنامج تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية في جلسات الاستماع الرمضانية وتطبيقا للبرنامج الرئاسي في هذا المجال، والتعديل الدستوري الأخير لا سيما بشأن حماية مآثر الثورة وصيانة رموزها والدور السياسي للدولة في كتابة التاريخ حيث السعي إلى مدرسة جزائرية لكتابة هذا التاريخ يكون متحررا من رواسب الاستعمار والمدرسة الكولونيالية. وذكر الوزير بشأن آفاق نشاط القطاع خلال السنة الجارية، أنه سيتم برمجة عدة عمليات لإنجاز وتجهيز مراكز الراحة والاستجمام في كل منابع المياه المعدنية ومراكز أخرى على طول الشريط الساحلي، بأجهزة التدليك والعلاج المتخصصة. وكشف في هذا المجال عن إنشاء مجمع ضخم للذاكرة بمدينة سيدي عبد الله يحتوي على بانوراما وقاعة للمؤتمرات، من أجل تمجيد جانب مهم من تاريخ الشعب الجزائري، إلى جانب ذلك مواصلة دعم نشاطات اللجنة الوطنية لإحياء الاحتفالات الوطنية من خلال إنتاج أفلام وأشرطة وومضات إشهارية عن الثورة الجزائرية تكون في اتجاه تمجيد كفاح الشعب الجزائري. ومن النشاطات الثقافية والتاريخية التي يقوم بها القطاع هذه السنة، طبع كتيبات تحت عنوان "أمجاد الجزائر"، توضع تحت تصرف وزارة التربية الوطنية، لتعزيز وترسيخ الذاكرة التاريخية لدى الناشئة. إلى جانب ذلك ستواصل الوزارة تنظيم الملتقيات الوطنية والدولية حول مآثر الثورة ورموزها وأعلن الوزير في هذا السياق عن تنظيم ندوة دولية خلال هذه السنة حول التجارب النووية الاستعمارية بالجزائر، يجري التحضير لها من طرف خبراء وباحثين. وسئل الوزير على هامش حفل الافتتاح الرسمي لأشغال الاجتماع التقييمي للقطاع عن المطالب الجزائرية حيال فرنسا بشأن الاعتراف والاعتذار والتعويض عن آثار التجارب النووية، فأجاب بأن هذا المطلب مفروغ منه بالنسبة للجزائر ويبقى قائما، معتبرا إعلان فرنسا بتعويض المتضررين من هذه التجارب النووية بأنه عمل سياسي أكثر منه مالي، مادام لكل طرف مصالح من هذه الملفات، نافيا أن يكون للجزائر إحصاء دقيق لعدد المتضررين من هذه التجارب على اعتبار أن الكثير منهم قد رحل، ويجهل حال الكثير من الأحياء منهم، ولعل هذه الندوة التي ستنظم حول هذا الموضوع ستسلط الأضواء على بعض خفايا هذا الملف.