كنت في العدد السابق من الذين قالوا يجب أن نهنئ الفريق الصاعد إلى الدور النهائى لأنه سيمثل العرب في نهائي الأفارقة، وقلت يجب علينا طي الماضي بما يحمله من رواسب وصفحات سيئة في تاريخ المواجهات الكروية بين الجزائر ومصر، لكن وبعد الذي شاهدته في رابع مواجهة بيننا وبين الفراعنة في ظرف قياسي، ووجدت نفسي أقول على ماذا أهنئ المنتخب الفائز هل أهنئه على تواطئه مع الحكم ضدنا أم أهنئه على براعة ترتيبه لنتيجة اللقاء في دهاليز مقر الكافبالقاهرة حيث يسيطر آل فهمي الذين لا يعلو فوقهم قانون ولا سلطة حياتو؟ إنه سؤال محير لم أجد له تفسيرا مقنعا على الاطلاق وأنا أفكر كيف يكون نص التهنئة التي يجب أن تليق بمكانة هذا الذي سيمثلنا كعرب شمال افريقيا في نهائي كأس القارة، لكن عندما وجدت الحكم كوجيا ينوب عن شحاتة في رسم الخطة التي تستفز المنتخب الجزائري، أدركت أن الرجلين أكلا في مطعم واحد واتفقا على سيناريو الفوز وشخصا سويا هوية ومراكز ضحايا مؤامراتهما تمهيدا للانقضاض على الفريسة في نهاية المطاف. وهنا أدركت بأنني لن أقدر على تهنئة المنتخب الفائز وهو على هذه الصورة والاعتراف له بفوزه والإقرار له بأحقيته في لعب المباراة النهائية أوالفوز فيها وتتويجه بطلا للقارة، لأن التهاني لاتقدم عادة إلا للأبطال الحقيقيين.. والأبطال في رأيي غيبوا قصرا واغتيلوا قهرا في حاجز مزيف دبر بالتواطؤ بين القاهرة والحكم كوجيا الذي هو على أبواب التقاعد. ان تهنئة الفراعنة بانجاز مغشوش وبهدية من حكم متغطرس ومتواطئ قد تعتبر نفاقا، والنفاق ليس من شيمنا وقد تعتبر مجاملة دبلومامسية لكن وحتى في مثل هذه الحالة لا يجب أن تقدم لمتواطئ منافق يكيد لك في الكواليس ويطلق العنان لتصريحات دافئة تروج لمصالحة خبيثة وينصب في طريقك الحواجز المزيفة، لا لشيء سوى لتقزيمك والتقليل من انتصاراتك عليه، وهذا ما لا يجب القبول به أو التعامل معه. لكن وفي كل الحالات نقول للفراعنة لا تفرحوا كثيرا لأن تأهلكم بهذه الصورة لا يذهب بكم بعيدا، ومع ذلك نهنئهم على نجاحهم في التواطؤ مع الحكم كوجيا كوفي، في تغيير قوانين اللعبة التي أصبحت غير متكافئة تلعب بين فريقين أحدهما يلعب 12 أساسيا بما فيهم الحكم وثانيهما يلعب رغم أنفه ب 8 لاعبين فقط.. سبعة في الميدان وثامنهم في الحراسة.