كمال غيلاس الذي كان ضمن المجموعة التي حققت التأهل إلى كأس العالم وجد نفسه بعد ملحمة أم درمان خارج تعداد المنتخب الوطني رفقة رفيق جبور الذي كان بدون فريق، لكن الجميع لم يفهم سر إبعاد غيلاس الذي كان حاضرا في كل التصفيات خاصة أن لاعب “هال سيتي” أصبح منذ إبعاده من صفوف “الخضر” لا يلعب في النادي الإنجليزي ومر بفترة فراغ رهيبة فضّل فيها اللاعب أن لا يجري أي حوارات قبل أن يقبل بأن يخصنا حصريا بحوار بقلب مفتوح كشف فيه عن العديد من الأمور التي يكشف عنها لأول مرة. “الإنجليز يستصغرون الجزائر لكن ليس كابيلو... ولم أفقد الأمل في المشاركة في المونديال” “عمرو زكي هنأني بعد الفوز أمام كوت ديفوار وأنا بدوري قمت بذلك بعد تتويج مصر بالكأس” “الجميع نسي ربما أنني سجدت فوق العلم الجزائري بعد الفوز في الخرطوم” “منذ مباراة الخرطوم أعيش مرحلة صعبة جدا” “حملت علما يحمل الشعار الأمازيغي تحية للوالدين فقط” “عندما سجل بوڤرة الهدف أمام كوت ديفوار كل جيراني سمعوا صراخي” بعدما كنت أساسيا في بداية الموسم مع هال سيتي، أصبحت مهمشا إلى درجة أنك لم تعد تستدعى لمباريات فريقك، ما هو السبب؟ لقد كنت ألعب بانتظام في الأشهر الثلاثة الأولى وكانت الأمور تسير بشكل عاد، ولكن الأمور تغيرت منذ مواجهة مصر التي تبقى “الحفرة السوداء”، حيث لم يعد المدرب يعتمد علي ولم أفهم الأسباب الحقيقية لإبعادي، لقد تحدثت مع المدرب في عدة مناسبات ولكنه كان في كل مرة يبرر موقفه بأنه مجرد خيار تكتيكي وأنه سيعتمد عليّ، ومنذ ذلك الحين وأنا أنتظر إشراكي في الفريق. قد يكون ذلك بسبب غيابك المتكرر بسبب مشاركتك مع “الخضر“ في التصفيات؟ لقد كنت أشارك مع المنتخب الجزائري إلا في تواريخ “الفيفا“ فقط، ولا أظن أنه السبب الحقيقي لإبعادي خاصة أنني لست اللاعب الدولي الوحيد في هال سيتي، ويبقى السبب الحقيقي مجهولا بالنسبة لي وكما قلت لك “إنها حفرة سوداء”. ولكن خط هجوم فريقك لا يسجل كثيرا و يعاني، هل يعني ذلك أن المدرب لا يحبذ التغيير؟ هذا هو الأمر الذي جعلني محتارا ولم أفهم الأسباب، ورغم ذلك أبقى أحترم خيارات المدرب مادام أنه هو “الباترون” ومن جهتي سأبقى أعمل بجد لاسترجاع مكانتي في التشكيلة الأساسية. وهل تحدثت الصحافة المحلية عن هذا المشكل؟ لا أدري، أنا لا أطالع الصحف وأحب ذلك لأنني أفضل طرح القضية مباشرة مع المدرب لأفهم الأسباب، وفي كل مرة يطالبني بالصبر والعمل وهو ما أقوم به لأنني أحترم خياراته وعازم على استرجاع ثقة مدرب هال سيتي. وبما أن المساوئ تأتي جملة واحدة، فقد تم إبعادك من النخبة الوطنية ولم تشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي لعبت في أنغولا، كيف استقبلت الخبر؟ بحسرة وألم...صعب أن تقبل هذا القرار خاصة عندما تكون لاعب كرة قدم ويكون هدفك لعب منافسة عالية المستوى مثل كأس أمم إفريقيا، لقد كنت في المنتخب منذ ثلاث سنوات كاملة وكنت أنتظر بشوق أن ألعب هذه المنافسة، وتصور كيف كان إحساسي وأنا أبعد من المجموعة بعد أن شاركت في التصفيات ولم أستطع الدفاع عن ألوان بلدي. ربما كان القرار راجعا إلى أنك لم تلعب بانتظام مع فريقك؟ لست أدري، قد يكون السبب وراء إبعادي نقص المنافسة ولكن لا أحد أبلغني الأسباب الحقيقية وراء إبعادي...المهم أنني لم أتقبل قرار إبعادي من المجموعة وأنا الذي شاركت في التصفيات. وهل أخبرك الناخب الوطني سعدان أو ممثل من “الفاف” بالأسباب الحقيقية لإبعادك فيما بعد؟ لا، لحد الساعة لم يتصل بي أي شخص ليشرح لي أسباب إبعادي. هناك إشاعات تتحدث عن أسباب غير رياضية وراء إبعادك؟ لا أظن ذلك..عن أي إشاعات تتحدث؟ عن قضية العلم الأمازيغي؟ بالفعل، هناك حديث عن رفعك العلم الأمازيغي للاحتفال بفوز الجزائر أمام مصر في مباراة الخرطوم؟ أقول لك بصراحة أنه إذا كان هذا هو السبب الحقيقي وراء إبعادي فإنه حماقة و”هبال” (يتعجب)، لقد أكدت في عدة مناسبات أنني جزائري وليس معقولا أن أبعد من هذه المنافسة بسبب أنني رفعت علم أمازيغي احتفالا بالتأهل إلى المونديال؟ لماذا لم يتحدث هؤلاء أنني قبلت العلم الجزائري ووضعته في منطقة القلب؟ لماذا لم يتحدثوا عن الراية التي كنت أضعها في معصم اليد أو في الرأس رفقة بقية زملائي في كل الأندية التي لعبت فيها ومنذ عدة سنوات؟ لماذا لا يتحدثون عني عندما كنت أقول إنني جزائري في كل لقاء ألعبه مع فريقي أو المنتخب وكنت في كل مرة أفتخر بجزائريتي...لقد نسوا كل هذا وركزوا على قضية العلم الأمازيغي الذي رفعته إرضاءا والدي لأن أصلهما من بجاية ولذلك رفعت الراية بكل فخر. إذن حملك للعلم الأمازيغي هو تحية لوالديك أليس كذلك؟ هذا أكيد، وفي غرف حفظ الملابس كنت أردد “وان تو ثري فيفا لالجيري”ولم أردد عبارات أخرى غيرها، وما قمت به هو تحية من طرفي إلى سكان منطقة القبائل باعتبارها بلاد أجدادي، ولكن لا يمكن أن أتجاهل بأني جزائري قبل كل شيء، وعلى غرار لاعبي المنتخب الجزائري كل واحد منهم يشيد بالمنطقة التي ينتمي إليها، هذا من وهران، والآخر من قسنطينة، وأعيد ما قلته سابقا، إذا تم الاستغناء عني لأني حملت العلم الأمازيغي فهذا أمر تافه وساذج، ولكني مقتنع أنه ليس السبب الحقيقي. يمكن القول إنك عرفت بداية سنة حزينة، بشطب اسمك من المنتخب الوطني، ولا تشارك بصفة عادية مع ناديك هال سيتي.. لنقل إني قضيت نهاية سنة حزينة 2009 وبداية أخرى أسوأ 2010، ومن الصعب التعايش مع واقع مثل ذلك، والآن يمكن القول إنني تجاوزت تلك المرحلة وهو أمر كان أكثر من ضروري، ووجدت لنفسي أكثر من عذر لأقتنع أنها الفرصة لكي أطوّر مستواي بشكل أفضل، وأنا سعيد لأني استطعت أن أجتاز ذلك الظرف، والدليل هو أني أضاعف العمل في التدريبات، وأقوم بعمل مضن من أجل أن أعود إلى التشكيلة الأساسية لفريقي. ألم تفكر في تغيير الأجواء في “الميركاتو“؟ لأكون صريحا معكم، أقول إني تلقيت العديد من العروض ولكني فضلت البقاء في هال سيتي، وهذا لسبب بسيط، وهو أنه إذا غيرت الأجواء كان مصيري سيكون الفشل الذريع وأنا شخص أكره الفشل بطبعي، وقررت البقاء ومضاعفة العمل من أجل العودة إلى التشكيلة الأساسية خاصة وأني أعرف الأجواء جيدا في البطولة الإنجليزية، ويمكن القول إنني اخترت التحدي الرياضي وأنا أتحمل مسؤولياتي كاملة. كيف عشت كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، وهل يمكن القول إنك تابعت كل اللقاءات؟ نعم شاهدت كل المباريات وتابعت مشوار المنتخب الجزائري مثلي مثل أي مواطن وشجعتهم من البداية إلى النهاية على شاشة التلفزيون، كنت أرغب أن أكون على أرضية الميدان، لكني تفاعلت مع كل اللقطات التي كان يقوم بها زملائي، والدليل على كلامي، هو أني بقيت على اتصال ببعضهم قبل المباريات من أجل تشجيعهم وبعدها لكي أهنئهم، وما يمكنني قوله، هو أنني فخور جدا بالوجه الذي أبانوا عنه، خصوصا وأنهم وصلوا إلى الدور نصف النهائي وأعتبر هذا الأمر إنجازا قبل كأس العالم المقبلة والتي ستحمل العديد من الأشياء الجيدة لأنصار المنتخب الجزائري. خصوصا بعد أن هزمنا كوت ديفوار، فقد أصبحنا أحد أقوى المنتخبات التي تعلق عليها القارة السمراء آمالا عريضة، أليس كذلك؟ أكيد، وسأقول لكم أمرا مهما لتعرفوا الحالة التي كنت فيها يوم اللقاء، عندما سجل عبد القادر كايتا هدف “الفيلة” الثاني في (د89) أحسست بقدماي بُترتا وكأن السماء انطبقت على رأسي، لكن بعد هدف “بوڤي” الذي عادل به النتيجة برأسيته الرائعة، صدقوني أن جيراني سمعوا كلهم ودون استثناء صرخة الفرحة التي جعلت الجميع يتساءل عما حدث لي. وكيف يمكن أن نصف حالتك بعد أن أضاف بوعزة الثالث؟ في تلك اللحظات مدينة “هال” كلها سمعت صيحاتي(يضحك)، صراحة أنا فخور جدا بما قام به أصدقائي. منذ بداية السنة أصبح هناك لاعب ينشط معك في نفس الفريق هو المهاجم المصري عمرو زكي الذي يلعب في نفس منصبك، فكيف هي العلاقة بينكما في الفريق ؟ الأمور تسير بطريقة احترافية، فنحن نتبادل التحية كل صباح ونتحدث عن ما نقوم به فوق الميدان وفي التدريبات نعمل بصفة عادية. هل هذا معناه أنكما طويتما الصفحة بعد الذي حدث بين المنتخبين الجزائري والمصري ؟ شخصيا لا يمكنني أبدا أن أنسى ما حدث لنا في مصر، وإذا كان هناك من هو مستعد لنسيان ذلك فأنا لن أنسى أبدا، لكنني لا أخلط الأمور لأن زكي زميل لي في الفريق وواجب علينا أن نعمل مع بعض لأن العكس قد يعرضنا مع بعض لمشاكل مع النادي، لذا نحن نحترم بعضنا البعض وهذا طبيعي لأننا نعمل مع بعض. لقد لاحظنا أنكما في المباريات مع الفريق الاحتياطي تتبادلان كثيرا الكرات، وفي إحدى المرات تعانقتما بعد هدف سجل لصالح فريق هال سيتي ؟ هذا طبيعي فلا يجب أن نخلط بين العمل والعواطف الداخلية، فهناك احترام متبادل بيننا كما قلت، فمثلا بعد فوزنا أمام كوت ديفوار قام بتقديم التهاني لي على هذا الفوز وأنا بدوري بعد فوز مصر بالتاج القاري قلت له كذلك مبروك التتويج فليس هناك عداوة بيننا. أنتم الاثنان لم تلعبا نهائيات كأس إفريقيا فهل كنتما تقومان بالتعليق على المباريات في اليوم الموالي قبل انطلاق التدريبات ؟ ليس بالضرورة فزملاؤنا الإنجليز والأفارقة في الفريق كانوا يتحدثون معنا عن المباريات، في حين أن زكي كان يهنئني فقط على انتصارات الجزائر، وأنا أيضا كنت أقوم بذلك. قلت أن زملاءك الإنجليز هم الذين كانوا يتحدثون معك عن مباريات الجزائر، هل هذا راجع لكون إنجلترا ستواجه الجزائر في كأس العالم ؟ نعم، فزملائي الإنجليز تابعوا كل مباريات المنتخب الجزائري، وحتى اللاعب ألتيدور الأمريكي هو الآخر الذي أتذكر أننا تابعنا مع بعض مباراة الجزائر أمام مالاوي، وهذا لكوننا كنا على موعد مع التدريبات مباشرة بعد هذه المواجهة، وقد ظل زملائي يسخرون مني بعد الهزيمة لكنني قلت لهم “حذار الجزائر بإمكانها دائما العودة بقوة أين لا يكون الجميع ينتظرها، وبعد أن انطلق منتخبنا في تحقيق النتائج الإيجابية أمام منتخبات قوية الجميع غيّر رأيه وأعطوني الحق، الآن الجميع يعترف أن المنتخب الجزائري يملك قيمة حقيقية وقادر على تحقيق نتائج إيجابية لكنني أقول لهم في كل مرة أنكم لم تشاهدوا شيئا والجزائر ستفاجئ الكثير في جنوب إفريقيا. وهل تشعر باهتمام الإنجليز ووسائل الإعلام في هذا البلد بكل ما هو جزائري ؟ نعم هذا أكيد فهم يسألون عن كل الأخبار المتعلقة بالمنتخب الجزائري، وبعد الهزيمة أمام صربيا كانت هناك تعاليق ساخرة عن منتخبنا ولكنني أكتفي في كل مرة بالقول أنه يجب انتظار المونديال لتروا ما يمكن أن يصنعه “الخضر“. ألا تعتبر أن هذا الأمر يمكنه أن يكون في صالح الخضر بأن يستصغرهم الإنجليز ؟ ممكن أن اللاعبين الإنجليز يستصغرون الجزائر، لكن تأكدوا أن المدرب فابيو كابيلو لا يستصغر الجزائر لأنه يعلم أن أي منتخب مكان الجزائر سيكون محفّزا للغاية لمواجهة منتخب يعتبره الجميع أقوى منه، ثم إن المدرب كابيلو لا يترك أي شيء هكذا وهو يحضّر نفسه لكل شيء، لذا فيما يخص مسألة استصغار الخصم فهذا المدرب من المستحيل أن يحتقر أي منتخب. قبل 3 أشهر من انطلاق المونديال هل ما يزال غيلاس يطمح في أن يلعب المونديال ويكون ضمن قائمة ال 23 ؟ نعم بطبيعة الحال إنني أحتفظ بالأمل في أن أكون في هذا العرس الكروي، فأنا أعمل بجدية كبيرة في التدريبات وطلبت أن ألعب مع الفريق الاحتياطي حتى أحافظ على لياقتي ولا أعاني من نقص المنافسة في انتظار عودتي للفريق الأول هنا في هال سيتي، ليبقى حلمي المساهمة في إنقاذ الفريق من السقوط والمشاركة في المونديال، فأنا لم يكن لي أي مشكل مع الشيخ سعدان، لذا أعتقد أنه سيستدعيني بمجرد عودتي لمستواي، وأنا لم أفقد الأمل في المشاركة في كأس العالم. ------------------------ ريبيري: “أنا فخور بإسلامي وارتباطي بالجزائر” في تصريح له عبر قناة “الجزيرة الرياضية“ عقب نهاية لقاء فريقه بايرن ميونيخ سهرة الثلاثاء أمام فيورنتينا، أعرب المهاجم الفرنسي فرانك ريبيري عن افتخاره الشديد بإسلامه وقال: “لا يمكنني أن أخفي افتخاري الشديد بإسلامي، لا أجد أي حرج في الإعلان عن ذلك في كل مرة. علاقتي بالجزائريين رائعة وأنا سعيد بزواجي من امرأة جزائرية أصيلة وأتمنى أن أزور الجزائر مرة أخرى بعد زيارتي الأولى لها التي لم تدم طويلا بسبب ارتباطاتي العديدة”.