" نسور قرطاج" و" الفراعنة"في مواجهة شراسة "الأسود" وطموح"الفهود" تدخل كرة القدم العربية هذا الاثنين اختبارا جديدا في كأس الأمم الافريقية عندما يلتقي المنتخب المصري مع نظيره الانغولي وتونس ضد الكاميرون في مواجهتين مثيرتين لحساب الدور ربع النهائي·فعلى ملغب "بابا يارا" في مدينة كوماسي يسعى "الفراعنة" للتقدم خطوة جديدة في طريق الدفاع عن لقبه القاري· ورغم الفارق الكبير بين الفريقين في الخبرة والتاريخ والانجازات تبدو المواجهة في قمة الاثارة نظرا للمستوى الرائع الذي وصل إليه الأنغوليون في السنوات القليلة الماضية· وإذا كان المصريون قد شقوا طريقهم بنجاح إلى المحطة الثانية من السباق بعدما تسيدوا المجموعة الثالثة بتغلبهم على الكاميرون 4/2 والسودان 3/0 ثم تعادلهم أمام زامبيا1/1، فإن الأنغوليون حققوابدورهم مشوارا دون خطأ، حيث تعادلوا في المباراة الاولى مع جنوب أفريقيا1/1، ثم فجروا كبرى مفاجآت الدورالاول بالفوز على السينغال 3/1، قبل أن ينتزعوا نقطة التأهل من التونسيين·· وبعيدا عن النتائج تباين أداء التشكيلتين بشكل كبير، ففي الوقت الذي حافظ فيه المنتخب الأنغولي على مستواه في المباريات الثلاث بل وارتقى أداؤه تدريجيا ، بدأ حامل للقب المنافسة بشكل جيد ثم تراجع تدريجيا حتى وصل لأدنى درجات الاداء في نهاية مباراته مع زامبيا· ولذلك يحتاج المصريون إلى الارتقاء مجددا بمستواهم في مباراة اليوم والعودة لما كانوا عليه في الشوط الأول أمام الكاميرون أوالشوط الثاني في مباراة السودان إذا أرادوا عبور عقبة "الفهود السمر" والتأهل للدور نصف النهائي· ويعيب المنتخب المصري أن أداءه يتباين من شوط إلى آخر ويغلب عليه التراجع في المستوى في الشوط الثاني وهو ما يزعج االطاقم الفني ق بقيادة المدرب الوطني حسن شحاتة خاصة وأن المنتخب الأنغولي يتميز بارتفاع لياقته البدنية وحرصه على اللعب بقوة منذ البداية وحتى صفارة النهاية· ومن المشاكل التي تزعج شحاتة أيضا كثرة اللاعبين الجاهزين في صفوف الفريق في ظل وجود أكثر من لاعب على مستوى عالي من الكفاءة في كل مركز وهو ما يجعل المفاضلة بين اللاعبين في غاية الصعوبة·ولا يختلف اثنان على مستوى نجوم الفريق المصري رغم أنه أقل الفرق التي وصلت للدور ربع النهائي من حيث عدد المحترفين ، حيث يعتمد الفريق على 19 لاعبا من الأندية المحلية، بينما تضم القائمة أربعة عناصر محترفة· وفي المقابل يعتمد المنتخب البرتغالي على مجموعة كبيرة من المحترفين ولكن أبرزهم مانوتشو بالاضافة إلى فلافيو وجيلبرتو نجمي الأهلي المصري واللذين يبرزان ضمن الأعمدة الأساسية في الفريق ·وتشير جميع المؤشرات من خلال تدريبات الفريقين في اليومين الماضيين أنهما سيخوضا اللقاء بخطة متوازنة مع السعي لحسم الموقف وعدم الانتظارحتى الشوط الثاني أو الوقت الإضافي خاصة وأن عنصر اللياقة لن يكون في صالح المنتخب المصري· ولذلك قد يلجأ الانغوليون إذا فشلوا في هز الشباك مبكرا إلى استدراج خصمه للوقت الإضافي أو للضربات الترجيحية التي تدرب عليها لاعبو أنغولا كثيرا في تدريبات السبت ·وعلى ملعب مدينة تامالي تنتظر المنتخب التونسي مهمة إنتحارية أمام الكاميرون التي أكدت بالفعل أنها قد تسقط في الفخ المفاجئ لكنها لا تقهر حيث تستعيد توازنها سريعا وتعود إلى المقدمة· فبعد الهزيمة الثقيلة التي منيوا بها أمام مصر في المباراة الأولى ، توقع كثيرون أن المنتخب الكاميروني سيجد صعوبات كبيرة لاجتياز الدورالاول رغم أنه كان أحد المرشحين للفوز باللقب، غير أن إيتو ورفاقه استعادوا توازنهم بسرعة وأمطروا شباك منافسيهم بكم رائع من الأهداف، حيث سحقوا زامبيا 5/1 ثم ضربوا بثلاثية أمام السودان · وانطلاقا من هذه المعطيات فإن المواجهة تلوح مثيرة بين فريق يقوده الألماني أوتوفيستر صاحب الخبرة الكبيرة والذي يحظى بتشجيع كبير في غانا لما له من بصمة رائعة سابقة في كرة القدم الغاني و آخر يدير شؤونه الفرنسي روجي لومير الذي سبق أن قاد التونسيين إلى اللقب في دورة 2004· ويبرز من بين نجوم المنتخب الكاميروني صامويل إيتو الذي يسعى إلى إهداء بلده تاجا جديدا هذا العام بعدما خرج الفريق مبكرا في الدورة الماضية بمصر وفشل أيضا في التأهل إلى مونديال ألمانيا · ولكن المنتخب التونسي لا يقل طموحا عن نظيره الكاميروني خاصة في ظل وجود أكثر من لاعب مميز منهم لاعبو النجم الساحلي التونسي وعلى رأسهم المهاجم أمين الشرميطي الذي فاز قبل ثلاثة أيام بلقب أفضل لاعب شاب في أفريقيا لعام 2007·