لقن "صبيان" منتخب غانا فراعنة مصر في اللقاء النهائي لكأس أمم إفريقيا، يوم الأحد، درسا في أبجديات كرة القدم، لكن الحظ فقط ابتسم للفريق المصري، من خطأ في دفاع "النجوم" كشف عن نقص تجربة شبان غانا في مثل هذه الدورات، وحتى وإن اعتبر هذا الفريق صاحب اللقب القاري لفئة الأواسط، إلا أنه على هذا المستوى فإن التجربة كانت هي صاحبة الكلمة الأخيرة، لفريق مصري كاد أن يضيع كل شيء في لقاء نهائي أمام فريق كان الأحسن فوق الميدان من كل الجوانب وأظهر إرادة كبيرة، حيث لعب دون أي مركب نقص أمام صاحب اللقب القاري مرتين على التوالي. شبان الفريق الغاني أظهروا خلال هذه المقابلة أن لديهم مستقبل كبير، وأكدوا لكل العالم أنهم يستحقون بالفعل لقب "برازيل" القارة السمراء، فقد كانوا منظمين ومنضبطين فوق الميدان ولعبوا براحة كبيرة دون أن يظهروا أن المباراة تجمعهم مع المصريين، الذين ارتبكوا كثيرا في فترات المقابلة، ولولا نقص تجربة النجوم السوداء، لما تمكنوا من إحراز اللقب مرة أخرى فقد تمكن أبناء عبيدي بيلي من خلط أوراق شحاتة، الذي لم يجد الحلول للوصول إلى شباك غانا إلا بشق الأنفس وبعد عناء كبير، وقد اعتبر كل المتتبعين أن منتخب غانا يستحق التتويج بكأس أمم إفريقيا ولكن كرة القدم غريبة، وكثيرا ما كانت الفرق في مستوى كبير إلا أنها سقطت في آخر المطاف، على إثر بعض الأخطاء التي ترتكب والتي لا تسمح. المنتخب الغاني المتأهل إلى كأس العالم، بجنوب إفريقيا ينذر منذ الآن كل العالم أن هذا الفريق الصغير الآن بالنظر إلى معدل عمر لاعبيه، سيكون كبيرا في المستقبل القريب، والأكيد ستكون له كلمته حتى في المونديال، بمثل الأداء والروح الجماعية والطريقة الرائعة في اللعب والتي قد تجعل منهم ندا من الصعب الوقوف أمامه في المستقبل ، خاصة وأن لاعبيه قد أثبتوا بأنهم يشكلون نخبة متجانسة في كل جوانب اللعب. ويمكن القول أن هذا المنتخب الشاب قد أرغم كل الاختصاصيين على مراجعة حساباتهم التي كانت تضع أبناء غانا خارج دائرة رهان اللقب القاري، حيث ركز النقاد اهتماماتهم على الكبار فقط بحجة أن الغانيين تجربتهم محدودة انطلاقا من عامل السن، غير أن عدم إعطاء هذا الفريق الاهتمام الكبير جعل غانا تسير بهدوء خلال هذه الدورة بعد أن انهزمت في اللقاء الأول ضد كوت ديفوار 3 مقابل 1، ثم حققت فوزا مهما على بوركينا فاسو بهدف لصفر في مجموعة عرفت انسحاب الطوغو، ليصل هؤلاء النجوم الصغار إلى دور الربع النهائي فواجهوا منتخب البلد المنظم أنغولا، أين فازوا عليه بهدف واحد كان كافيا للتأهل إلى النصف نهائي وبدون أية عقدة مر أبناء المدرب ميلوفان راجفاك إلى النصف نهائي لمقابلة أحد عمالقة الكرة الإفريقية، منتخب النسور الممتازة بكل نجومه ليفوزوا عليه بهدف مقابل صفر حتى وصلوا إلى اللقاء النهائي، أين ضيع لقب كأس إفريقيا أمام مصر. مشوار إيجابي سجله النجوم السوداء في كأس أمم إفريقيا التي جرت في أنغولا، غير أن كرة القدم لا ترحم والفوز بالمباريات يتوقف في بعض الأحيان على بعض التفاصيل الصغيرة، التي يستغلها الفريق الذي لديه خبث كروي أكبر من الآخر، وهذا ما حدث في اللقاء النهائي بين غانا ومصر.