سيكون عشية اليوم المنتخب المصري على أعتاب تحقيق انجاز تاريخي غير مسبوق في العاصمة الأنغولية لواندا عندما يواجه نظيره الغاني على ملعب الحادي عشر من نوفمبر في المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2010. ففي حالة فوز منتخب الفراعنة باللقب سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول منتخب يحقق لقب البطولة ثلاث مرات متتالية بعد أن كان قد توج بطلاً للقارة السمراء عام 2006 عندما استضاف البطولة على أرضه، ثم دافع عنه بنجاح بعد عامين في غانا وتبدو كفة المصريين هي الأرجح في المواجهة أمام غانا. ولكن المهمة لن تكون سهلة للفراعنة، فرغم افتقاد معظم عناصر المنتخب الغاني لخبرة اللعب في مثل هذه البطولات الكبرى، حيث لا يتجاوز سن معظم لاعبيه الأساسيين ثلاثة وعشرين عاماً، قدمت هذه العناصر الشابة حتى الآن مستوى أكثر من رائع خلال البطولة. فهل تنجح خبرة الفراعنة في تجاوز حماس الشباب الغاني وتخطي العقبة الأخيرة أمام تحقيق الإنجاز الأفريقي الغير مسبوق، مهما كانت نتيجة اللقاء، من المؤكد أن المواجهة المرتقبة يوم الأحد لن تخلو من الإثارة بوجود اختلاف كبير في طريقة لعب المنتخبين وإمكانيات اللاعبين الفردية. واثبت مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة بما لا يدع مجالاً للشك أنه أحد أفضل المدربين ليس في تاريخ الكرة المصرية فقط، بل في تاريخ القارة السمراء، فمنذ توليه تدريب الفراعنة في عام 2004 نجح في إيجاد الحلول التكتيكية لمواجهة أقوى المنتخبات الأفريقية التي تضم بين صفوفها أبرز اللاعبين المحترفين في أوروبا، وقادهم لمنصة التتويج مرتين متتاليتين. لطالما اعتبر منتخب غانا – أو منتخب »النجوم السوداء« كما يلقبه مشجعوه – من أبرز المنتخبات الأفريقية، ولكن الفريق فشل في إثبات ذلك على الصعيد القاري خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فكانت أيام مجده الحقيقة خلال الستينات والسبعينات، أما آخر تتويج له فكان في عام 1982 عندما نال لقبه الرابع في كأس إفريقيا للأمم في ليبيا. لتأتي بطولة عام 2010 في أنغولا بالمزيد من النجاحات، فبالرغم من غياب عدد كبير من نجوم المنتخب الغاني عن منافسات البطولة على رأسهم مايكل إيسيان الذي تعرض لإصابة في المباراة الأولى أمام كوت ديفوار، هاهم النجوم السوداء في المباراة النهائية. وعلى عكس شحاتة يخوض المدرب الصربي ميلان راييفاتش أولى تجاربه في القارة السمراء، وهو لا يملك أي خبرة سابقة على مستوى تدريب المنتخبات، وتقتصر خبرته على تدريب عدد من الأندية الصربية من أشهرها راد ستار بلغراد.