لا تزال ظاهرة الانتحار في اتساع مستمر خاصة في اوساط الشباب، بسبب المشاكل الاجتماعية، حيث أكدت مصالح الدرك الوطني تسجيل 203 حالة انتحار عبر مختلف ولايات الوطن تصدرتها ولاية بجاية ب 26 حالة خلال السنة المنصرمة، في حين تم التصدي ل 372 حالة أخرى، علما أن أغلبية المنتحرين ذكور، أما أغلبية الذين حاولوا وضع حد لحياتهم وفشلوا في ذلك فهم من النساء. وتبقى ولاية بجاية دائما تتصدر القائمة بانتحار 23 من فئة الذكور و3 من الإناث، في الوقت الذي لم ينجح فيه 17 شخصا آخر من وضع حد لحياتهم، وتأتي العاصمة في المرتبة الثانية بعد بجاية بتسجيلها ل 13 حالة انتحار منها 11 لذكور و3 لإناث، ثم ولاية سطيف وباتنة. وتبقى أغلب حالات الانتحار في معظم ولايات الوطن في صفوف الذكور، بسبب المشاكل الاجتماعية كالبطالة التي تبقى السبب الرئيسي الذي يدفع بالشباب إلى وضع حد لحياتهم، بالاضافة الى بعض المشاكل النفسية والامراض العقلية وكذا فقدان الأمل. وتبين الأرقام أن الإناث عادة ما يفشلن في وضع حد لحياتهن لاعتبارات عديدة، حيث بلغ عدد الفتيات اللواتي فشلن في الانتحار 255 فتاة. ويدو من خلال التقارير أن الانتحار عن طريق الشنق يبقى الوسيلة المفضلة لدى فئة المنتحرين ب 70 بالمائة، وهي الطريقة الأكثر تداولا لدى المنتحرين الذكور، وتبقى 30 بالمائة من وسائل الانتحار هي التسمم واستخدام الاسلحة النارية والبيضاء أو الرمي بالنفس من شرفات العمارات والجسور. وتنحصر معظم حالات الانتحار التي يتم رصدها في مناطق مختلفة من الجزائر في سن المراهقة التي يعيش فيها المرء نوعا من الفراغ الذي تصاحبه الكثير من الإسئلة والاستفسارات المعلقة، إضافة الى التغييرات النفسية والجسدية، وهو ما يزيد من حدة شعور المراهق بالخطر المدحق به، وما عدا هذه الهوامش المشتتة لذهن الفرد في تلك المرحلة، فإن سوء تعامل الأهل والمجتمع بصفة عامة مع هؤلاء الذين يمرون بمرحلة عمرية حساسة جدا، سيزيد من الطين بلة، ومعه سيشعر المراهق أنه عضو زائد في تركيبة المجتمع، خاصة إذا ما قوبلت كل رغباته وطموحاته بالرفض والنهي الحاد.