أحزاب المعارضة النيجيرية تطالب بتسريع العودة إلى الحياة المدنية خرجت أحزاب المعارضة النيجيرية عن صمتها يوما بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا لمطالبة الانقلابيين بالإسراع في تنظيم انتخابات "حرة وشفافة" ضمن مذكرة تم تسليمها أمس إلى قيادة الانقلابيين. وأكدت عدة أحزاب سياسية معارضة شكلت تحالفا للمعارضة أنها مستعدة لتقديم مساهمتها في إنجاح عملية التحول الديمقراطي من خلال إعداد مشروع نص دستور جديد يحظى بقبول الجميع وينتهي بتنظيم انتخابات عامة حرة وشفافة". وأكد تحالف تنسيقية قوى الديمقراطية من أجل الجمهورية الذي يتكون من عدة أحزاب سياسية ومنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات عمالية أن العودة إلى الحياة الدستورية يبقى مرحلة لا مفر منها لتمكين دولة النيجر من العودة إلى الساحة الدولية". وتم تسليم المذكرة لأحد قادة الانقلابيين النقيب هارونا جبريلا ادامو الذي حضر تجمعا للمعارضة عقد بالعاصمة نيامي دعما للانقلاب الذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا. وفي غياب أية معلومات رسمية عن مصير هذا الأخير أكدت مصادر متطابقة بالعاصمة المغربية الرباط أن الرئيس المطاح به يكون قد انتقل إلى المغرب كمنفى اختياري له بعد عشر سنوات من الحكم في النيجر وبعد سنوات من قبضة حديدية بينه وبين أحزاب المعارضة التي رفضت تمديد عهدته الرئاسية. وفي محاولة لتهدئة النفوس وطمأنة المجموعة الدولية على حسن نواياها بخصوص عملية الانقلاب أعلن الانقلابيون عن إنشاء مجلس استشاري لتحديد مستقبل البلاد ضمن خطوة أولى من اجل إعادة الحياة الدستورية إلى البلاد. ويكون قرار قيادة الانقلاب برفع العمل بقانون حظر التجول وإعادة فتح الحدود هي التي شفعت لها لدى الرأي العام النيجري الذي خرج عشرة آلاف منهم إلى شوارع العاصمة نيامي لتأكيد مساندتهم للانقلابيين الذين تعهدوا بتحقيق الديمقراطية في البلاد . وتجمع أكثر من عشرة آلاف نيجيري أمس أمام مقر البرلمان تلبية لنداء تنسيقية القوى الديمقراطية من اجل الجمهورية التي وقفت في وجه رغبة الرئيس المطاح به بتعديل الدستور خارج الأطر الدستورية بكيفية تمكنه من تمديد عهدته وإمكانية خوضه لعهدة رئاسية ثالثة بعد عهدتين متتاليتين من عشر سنوات. ولكن الكثير من السياسيين النيجيريين أكدوا على أملهم في أن يسارع الانقلابيون في تسليم السلطة إلى المدنيين من خلال الإسراع في تنظيم انتخابات ديمقراطية وان ينسحب الجيش من الحياة السياسية في البلاد. وفي هذا الإطار وصل أمس وفد عن منظمة دول غرب إفريقيا إلى العاصمة نيامي حيث عقدوا لقاء مع رئيس الانقلابيين طالبوه بضرورة تنظيم انتخابات "نزيهة" وفي اقرب الآجال. وقال محمد ابن شامباس رئيس لجنة هذه المنظمة الإقليمية التي تنتمي إليها دولة النيجر "أننا نريد إقامة مرحلة انتقالية هادئة تنتهي بإجراء انتخابات ذات مصداقية وان تتم في شفافية تامة ومفتوحة لكل القوى السياسية في البلاد".