لايمكن لأي بلد أن يراهن على البترول لضمان تنمية مستدامة، لأنه من المواد الزائلة، إذا لم تنضب بعد 30 أو 50 سنة فإنها ستنضب بعد مائة أو مائتي سنة· وبالتالي فإن البحث عن مصادر وموارد بديلة للثروة الوطنية بات ضرورة حتمية· والجزائر منّ عليها الله بكل مايسمح لها بالإقلاع التنموي، من بترول وغاز، ثروات بحرية، ثروات باطنية وأراض فلاحية وكذا مناظر ومواقع سياحية· وكل ذلك بحاجة إلى استغلال فعلي للتخلص من التبعية للبترول وتحقيق نمو اقتصادي خارج المحروقات· إن ماينقصنا اليوم هو استراتيجية وطنية لتطوير السياحة باستغلال الثروات من خلال برنامج عمل ميداني من شأنه أن ينفض الغبار عن هذا القطاع الحيوي الذي تحول في بلدان كثيرة إلى اقتصاد قائم بذاته تفوق مداخيله ماتدره المصانع الكبرى أو الحقول البترولية· ومن هذا المنطلق، فإننا نرى بأن بداية الاهتمام بهذا القطاع في مخططات دعم النمو وفتح آفاق الاستثمار الوطني والأجنبي عليه، دليل على أهمية مساهمته في الاقتصاد الوطني· وفي هذا السياق تستعد الجزائر لاحتضان الجلسات الوطنية والدولية حول السياحة الأسبوع القادم، للترويج للقدرات السياحية ببلادنا وإبراز إمكانيات الاستثمار بها، بهدف تطوير السياحة وجعلها رافداً من روافد النمو الاقتصادي وصمام أمان للإقتصاد الوطني بعد نضوب البترول يوما ما، لأن السياحة ثروة لاتنضب·