يقدم المخرج اللبناني يحيى سعادة بانوراما رومانسية جميلة عن الحب والحرب، رسم شخصياتها وأحداثها بدقة، فبدت أشبه بلوحات فنية متتالية تنساب الواحدة تلو الأخرى، يمتزج فيها الواقع بأحلام اليقظة، يختلط الرحيل بهواجس اللهفة ولوعة الوحدة، بمخاوف الضياع وأمل العودة· هي المرة الأولى ربما التي نرى فيها نوال تتنازل عن أزيائها، وترفها، وبهرجتها، في عمل مصور، لتلبس ثوب فتاة قروية شابة، تعيش مع عريسها في منزل مشيد من الطين، حيطانه مغطاة بالجص الأبيض، ترتدي جزمة مغبرة، وينساب شعرها على طبيعته، مكياج خفيف، وشال صوفي أسود ينسدل على كتفيها، ولا يكدر صفو هذا الثنائي الشاب سوى قرع طبول الحرب القادمة· المشهد الأول: تقف في المطبخ تعد له الطعام، بينما يجلس هو في الغرفة المجاورة تتصارع في داخله مشاعر مختلطة، بين نداء الواجب، وبين حبيبته التي سيخلفها وحيدة، طعم الفراق مر كالعلقم، يتجرعانه كل على حدى·تمتد يدها لترتب له هندامه، وتناوله الزاد قبيل الرحيل، يثبتها على الحائط بقسوة، وكأنه يقول لها إياك واللحاق بي، تنهار وهي حزينة ومتألمة··· المشهد الثاني: تتهادى في شوارع الضيعة ضائعة، تلحق به بجسدها أم بأفكارها؟ لا ندري، تختلط المشاهد ما بين الواقع والخيال··· ندخل إلى منطقة مضيئة، وانتقى يحيى ومدير التصوير بيار معركش إضاءة بيضاء قوية نورانية لهذا المشهد ··· نوال وسامر ضائعان، يبحثان عن بعضهما البعض بين الستائر البيضاء الشفافة··· أمل ··· سراب··· ثم فراغ··· فظلام··· ووحدة· المشهد الثالث: تنتقل هي إلى أرض المعركة محاطة بالجنود، والبنادق، والدماء، وجوه تمر الواحد تلو الآخر تبحث بينهم فلا تراه·· السماء تثلج، ربما لترمز إلى نقاء المشاعر، الشمس خجلة في الأفق تستعد للمغيب··· وحول هذه الصور قالت نوال" أردنا أن تنتسب بعض المشاهد للمجهول أو لمخيلة المشاهد· شعورها قبل عرض الكليب على الجمهور؟ قالت إنها "مرعوبة" لأنني غامرت كثيراً في هذا العمل، كل شيء فيه مختلف عن الأعمال التي سبقته، ابتداءاً من الأغنية، مروراً بالشخصية التي أؤديها، وانتهاءً بثيمة العمل ككل··· صورة كلاسيكية شاعرية بسيطة جديدة علي تماماً ، ولا أعلم كيف يمكن أن يتلقاها الجمهور، وهل سيحبني بهذه الصورة أم لا، سيتقبلني بهذا الشكل أم لا ···· هناك قلق حتماً· وسيزول هذا القلق مع أول لقاء عام لي بالجمهور بعد أن يصبح كل شيء في متناول يده، ويطلق حكمه النهائي تجاه العمل · خلاص سامحت ··· لمن تقولينها···؟ لمن يستحقها··· فليس كل من أساء لك يستحق السماح·وعن الأغنية الأقرب إلى قلبها قالت الزغبي "في البداية كنت لا أكف عن الاستماع لأغنية الهوى وعمايلوا، وبعد أن سجلت قلبي سألوا أحببتها كثيراً، ثم تعلقت بأغنية لو كان، والآن أجدني مشدودة كثيراً لأغنية شو هالقلب··· من الصعب الاختيار بين أغنياتك، فالاختيار بينهم أشبه بالتفرقة بين أبنائك وعن سر اختيارها ل 8 أغان قالت "جربت في الألبومات السابقة إصدار 12 أو 13 أغنية في العمل الواحد واكتشفت أن الكثرة لا تخدم الأغنية الجميلة، لأنني لا أعتمد سياسة تضمين 3 أو 4 أغنيات ضاربة والبقية تكون مجرد حشو في الألبومين كما يفعل غيري·· ولذلك ظلمت أغنيات كثيرة كانت تستحق التصوير أو تسليط الضوء عليها من خلال دعمها إعلامياً عبر تأديتها بالحفلات أو البرامج المصورة··· وفي الألبوم السابق وحده صورت خمس أغنيات ودعمت ثلاث أغنيات أخرى عبر الحفلات، ولكن بقيت أغنيات رائعة مثل القاسي، وآخر مرة، وبتسأل دون دعم··· من هنا آثرت عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى، وأصررت على أن لا يحتوى هذا الألبوم على أكثر من 8 أغنيات، لتأخذ كل أغنية حقها، وأتبع مدير أعمالي إيلي ديب أسلوباً جديداً لتسليط الضوء على أكثر من أغنية في نفس الوقت، فأطلقنا على الألبوم اسم خلاص سامحت، وصورنا أغنية قلبي اسالوا لندعم أغنيتين في نفس الوقت··