تعيش العديد من العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية والسكنات الهشة على مستوى بلدية الرغاية، ظروفا معيشية صعبة منذ اكثر من عشريتين من الزمن، بعد أن اختارت أطراف الوادي للإقامة وهو ما يزيد وضعيتها تعقيدا في فترات سقوط الامطار، علاوة على المشاكل الصحية المنجرة عن هذه الظاهرة التي تميز العديد من بلديات العاصمة على وجه التحديد، في الوقت الذي تحصي فيه السلطات المحلية نحو 3115 بيت قصديري وهش. وحسب مصدر من المجلس الشعبي البلدي للرغاية، فإن هذه المعطيات تعود الى الاحصائيات الرسمية المنجزة في شهر جويلية 2007 والمنتهية في جانفي 2008، في إطار جهود الدولة الرامية الى القضاء على البيوت القصديرية والهشة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الخاص بالسكن، وهذا قبل حلول سنة 2012، والهادف الى استئصال الظاهرة نهائيا عبر ربوع الوطن، أبرزها ولاية الجزائر. ويتوزع 3115 بيت فوضوي على مستوى بلدية الرغاية في بؤر معروفة لدى الجميع وعبر مختلف الأحياء، من بينها موقع القرية في شرق البلدية والذي يضم المئات من العائلات في ظروف معيشية وصحية مزرية تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم، مثلما هو متعارف لدى جميع قاطني مثل هذا النوع من السكنات، اين تختلف دوافع هذه الاسر التي تقطن الحي منذ اكثر من عشرين سنة، حيث يرجعها البعض ممن تحدثت إليهم »المساء«، الى الواقع الامني الذي عرفته الجزائر خلال العشرية السواء، بالإضافة الى دافع الفقر الذي حتم على البعض آنذاك قصد بلدية الرغاية التي كانت تابعة لولاية بومرداس، وهذا بغرض العمل بالمنطقة الصناعية وموقعها الذي كان ولا يزال يشكل مركز عبور نحو العاصمة، بالإضافة الى اسباب اجتماعية متعددة.كما تبرز ظاهرة القصدير بصفة اكبر الى الواجهة إذا ما تعلق الامر بتلك المتواجدة على حافة وادي الرغاية المعروف بوادي جاكار، اين تنتشر العشرات من "البيوت الانتحارية" ان صح التعبير، وهذا منذ سنوات طويلة، معرضة لانجراف التربة نتيجة تشبع الوادي بمياه الأمطار غالبا وهو ما يثير مخاوف سكانها خاصة ونحن مقبولون على فصل الشتاء الذي سبقه تساقط الامطار في الآونة الأخيرة والذي كاد ان يؤدي الى مالا تحمد عقباه، وهو ما يستدعي تسوية وضعية هؤلاء على المدى القريب والمتوسط، ضمن استراتيجية القضاء على البيوت القصديرية والهشة خاصة تلك المتعلقة بمنع انشائها على ضفاف الاودية. ولعل ما يبرز اهمية هذه الإستراتيجية بالمنطقة هو الاستفادة من الجيوب العقارية التي تحتلها السكنات القصديرية والهشة من خلال استثمارها في المشاريع الجوارية التنموية، اهمها ادراج الخدمات الصحية ضمن المخطط الجواري لفائدة أكثر من 82 ألف نسمة من سكان بلدية الرغاية، حيث سيشمل هذا الاخير انجاز عيادة ثانية متعددة الخدمات علاوة على 9 قاعات للعلاج وهو ما تطرقت إليه »المساء« في عدد سابق. وفي نفس السياق يعد هدم 47 بيتا فوضويا بحي عيسات مصطفى في شهر ماي المنصرم، إحدى أهم الخطوات في هذا الإطار، وهو ما سمح ببرمجة مشروع انجاز عيادة متعددة الخدمات ودار حضانة لفائدة سكان الاحياء الجنوبية التي تضم احياء ليزيريس والمحطة والمقدر عددهم بنحو 20 ألف نسمة في انتظار تجسيد مشروع مركز البريد الذي ينتظره هؤلاء منذ ازيد من 10 سنوات.وتجدر الإشارة الى أن عملية ترحيل غالبية 47 عائلة التي عاشت أزمة القصدير طيلة 20 سنة، كانت نحو سكنات اجتماعية ببلدية هراوة المعروفة باحتضانها للعديد من المشاريع السكنية ابرزها تسطير مشروع اجاز 1430 وحدة سكنية ولائية للقضاء على البيوت الفوضوية، وهذا منذ 6 أشهر تحت اشراف ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، حسب ما أكدته مصادر مطلعة ل»المساء«، حيث يندرج المشروع ضمن البرنامج الولائي الذي يشمل القضاء على السكنات الفوضوية بالعاصمة.وأمام هذه المعطيات التي تلخص واقع الظاهرة ببلدية الرغاية، تبقى هذه العائلات تعاني القصدير على امل ترحيل المستحقين الحقيقيين منها الى سكنات لائقة، في اطار جهود الدولة الرامية الى القضاء على البيوت القصديرية والهشة قبل حلول سنة 2012.