في الوقت الذي تملك الخوف الشارع الرياضي الجزائري من مشاركة كارثية في مونديال، بعد الخسارة القاسية (03) والأداء الشاحب لزملاء زياني أمام صربيا الأربعاء الماضي، وهو شعور مشروع بالنظر الى اقتراب موعد جنوب افريقيا، خرج المدرب الوطني واللاعبون بتصريحات مطمئنة. مؤكدين أن هذه المواجهة تبقى مقابلة تحضيرية فقط وليس هناك أي مجال للقلق على مستقبل "الخضر" في العرس الكروي العالمي، لكن هل تكفي مثل هذه العبارات لإعادة الثقة إلى نفوس المناصرين والاختصاصيين الذين اكتشفوا عيوبا كثيرة في التشكيلة الوطنية لا يراها الناخب الوطني وعناصره كذلك. وفي هذا الصدد، نبه رابح سعدان إلى أنه لا يجب إعطاء أهمية كبيرة للنتيجة المسجلة، بحكم أن المواجهة كانت مجرد لقاء ودي. وأضاف قائلا: " لقد لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول حيث أحدثنا عدة فرص سانحة للتسجيل وضيعناها بسبب نقص الفعالية.. وعلى أية حال فإن المباراة كانت اختبارا جيدا بالنسبة لنا وما علينا سوى استخلاص الدروس تحسبا لمبارياتنا القادمة، إذ أن المواجهات الودية تخوضها الفرق من أجل معرفة النقائص والقيام بتصحيحها، وهذا ما سنجتهد في القيام به حتى نكون مستعدين لنهائيات كأس العالم". وبغض النظر عن قوة المنتخب الصربي، وخاصة من حيث اللياقة البدنية، برر سعدان الهزيمة بغياب بعض اللاعبين الأساسيين بسب الإصابة، وخص بالذكر مدافع نادي غلاسكو رنجرز، مجيد بوقرة، ومتوسط ميدان لازيو روما الإيطالي، مراد مغني. بالإضافة إلى ضعف لياقة بعض اللاعبين الآخرين بسبب نقص المنافسة أو العودة مؤخرا فقط من الإصابة كزياني وعنتر يحيى وحليش، وهي الحالة التي كما قال سعدان "جعلتني أحدث تغييرات على التشكيلة الأساسية". واشتكى "الشيخ" مجددا من نقص الوقت الكافي لتحضير المباراة، بحيث لم يتمكن من جميع لاعبيه في معسكر مغلق سوى يومين فقط قبل اللقاء. وأوضح في هذا الشأن قائلا: "من الصعب، بل من المستحيل تحضير مباراة قبل يومين فقط عن موعدها، إذ من الصعب على اللاعبين التركيز على المواجهة في وقت ضيق حتى ولو تعلق الأمر بمباراة ودية". ومن جهته، قال لاعب وسط الميدان كريم زياني، إنه يفضل الانهزام بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر في مباراة ودية ثم الفوز في مباريات كأس العالم، بدل الانتصار في اللقاءات التحضيرية ثم الإخفاق في المونديال. وأوضح قائلا: " لا داعي للقلق، إذ تبقى ثلاثة أشهر عن المونديال وهي مدة كافية لتطوير لعبنا والعمل على الظهور بوجه أفضل، فيجب وضع الثقة فينا وليس العمل على إثارة المشاكل". وختم : " أطلب العفو من أنصارنا فهذه هي كرة القدم، إذ يمكنك الفوز مثلما أنت معرض للهزيمة أيضا، كما أن مباراة صربيا مجرد مواجهة ودية وأن المونديال هو الأهم.. وأضرب موعدا لأنصارنا في شهر جوان القادم". وهو الكلام نفسه تقريبا الذي تحدث به المهاجم كريم مطمور بقوله: " لقد لعبنا شوطا أول جيدا حيث سيطرنا على منافسنا وأحدثنا عدة فرص للتسجيل، و لكن هذه هي كرة القدم فلما تفشل في تسجيل الأهداف فإن الفريق المنافس يمكنه مخادعتك والتسجيل عليك وأنا أتفهم استياء الجمهور ولكني أقول له لا يجب أن يقلق، إذ لا تزال هنالك العديد من المباريات وكل شيء سيكون على ما يرام في المستقبل القريب". وتابع موضحا: " من المؤكد أننا لن نظهر بالوجه نفسه في كأس العالم، وما على أنصارنا إلا وضع ثقتهم فينا ومواصلة مساندتهم لنا مثلما تعودوا على القيام به من قبل ".