أكد طوني بلير مبعوث الرباعية الدولية بالعاصمة المصرية أمس أن المفاوضات الجادة ذات المصداقية هي "الوسيلة لمعالجة القضايا المتعلقة بالقدس والحدود واللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية". وقال خلال ندوة صحفية مشتركة عقدها رفقة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بوجوب تحويل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مفاوضات مباشرة "تنتهي بإقامة دولة فلسطينية". (الوكالات) ولكن موفد اللجنة الرباعية لم يشأ الحسم في قضية معاقبة إسرائيل في حال فشل المفاوضات غير المباشرة المقترحة وكان رده غير حاسم واكتفى بالقول انه يجهل ما يحدث وانه "سيتم بحث الخطوة القادمة في حالة فشلها وتكون فرصة لحل هذه القضايا". ووصل بلير إلى العاصمة المصرية في إطار جولة إلى المنطقة تزامنا مع وصول الموفد الخاص الأمريكي جورج ميتشل وقبل وصول جو بادين نائب الرئيس الأمريكي في جولة لتحريك عملية السلام المتعثرة. كما اكتفى بلير بالقول بخصوص تدنيس إسرائيل للمقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية بضرورة "الحفاظ على حقوق سكان القدسالشرقية والعمل على رفع الحصار على قطاع غزة وتخفيف الإجراءات العسكرية التي تفرضها حكومة الاحتلال على سكان الضفة الغربية". ولم تفوت الحكومة الإسرائيلية زيارة بلير لتوجه له رسالة رفض واضحة عندما أقدمت على إعطاء الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية في تعارض واضح مع لوائح اللجنة الرباعية التي تدعي العمل من اجل تحقيق السلام وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة. ووصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من جهته قرار إسرائيل بإقامة هذه المساكن عشية وصول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل بمثابة "رسالة سلبية "باتجاه الإدارة الامريكية. وأعرب موسى خلال الندوة التي عقدها مع بلير عن "استغرابه" لإعلان إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية مع قرب وصول المسؤولين الأمريكيين اللذين يحاولان تحريك عملية السلام. وأضاف أن هذا الإعلان "يضع علامات استفهام حول طبيعة رد فعلهما على مثل هذا التصرف". وفي سياق مواصلة مساعيه لتحريك عملية السلام اجتمع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل أمس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس برام الله في الضفة الغربية حيث ناقشا استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانيين الفلسطيني والإسرائيلي بعد توقفها منذ أكثر من عام. وكان ميتشل التقى أولا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء المسؤوليين الفلسطينيين. وأكدت مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس سلم الموفد الأمريكي ورقة تتضمن اقتراحات لشكل المفاوضات غير المباشرة ومرجعيتها والسقف الزمني لها والنقطة التي ستبدأ من عندها والتساؤلات عما يمكن أن يحدث في حال فشلها. وأشارت نفس المصادر إلى أن الورقة تتضمن مقترحات بقيام إسرائيل بخطوات مهمة لبناء الثقة وتخفيف الإجراءات التي تعطل استمرار العملية السياسية وفي مقدمتها الاستيطان.