كشف السيد عبد العزيز حملات رئيس الإتحادية الجزائرية للرماية في حديث لالمساء أن الرماية الجزائرية في السنوات الاخيرة أصبحت لها كلمتها على الساحة الدولية سواء الافريقية أو العربية رغم السيطرة الكاملة على هذه اللعبة من طرف مصر ودول الخليج العربي، التي وصلت الى المستوى العالمي على عكس الجزائر التي انحصرت نتائجها الايجابية اكثر في البطولات العربية، المغاربية والإفريقية·وأضاف محدثنا ان الجزائر تملك كل مؤهلات ومقاييس التقدم وبإمكانها ان تتغلب على كل العراقيل وذلك مرهون بالاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية الموجودة من خلال وضع استراتيجية رياضية واضحة الأهداف والمعالم· - غابت الفيديرالية عن الساحة الرياضية مدة سنتين، بما أنكم الرجل الأول فيها الى ماذا ترجعون أسباب هذا التوقف؟ *حقيقة توقفت الإتحادية عن نشاطها الرياضي لفترة عامين كاملين بسبب عراقيل عديدة واجهت مسيرتنا في مقدمتها ادعاء عدة أشخاص بأن الرماية لا يمكن إدراجها ضمن الممارسات الرياضية، وزيادة على ذلك غياب سياسة تطويرية مدروسة ما جعلها لعبة تفقد بريقها الحقيقي وتصبح مهمشة· والحمد لله عدنا من الباب الواسع، حيث استلمنا المهمة كمكتب مؤقت للتسيير فحاولنا لم شمل عائلة الرماية، وحققنا انطلاقة مقبولة وانتزعنا في وقت قصير نتائج جيدة على المستوى القاري سواء لدى الذكور أو عند الاناث، وعليه يمكن أن نؤكد أننا وجدنا العلاج للامكانات المادية وبدأ بيت الرماية في التحسن على المستويين الفني والاداري، وهذا بفضل الطاقم الاداري والفني الحالي الذي يعمل دون حسابات وهو في خدمة الرماية فقط· - تقولون إن الرماية الجزائرية عادت من الباب واسع وأصبح يحسب لها ألف حساب في المنافسات القارية والدولية، كيف ترون مستقبلها؟ * أصبحت للرماية الجزائرية كلمتها على الصعيدين الدولي والقاري، وهذا بفضل شبان رفعوا التحدي فأثبتوا علو كعبهم في كثير من المواعيد، وكذا البرنامج الفني الذي سطرته الاتحادية، حيث طبقنا جزءا منهه خاصة فيما يتعلق بالتنظيم وهيكلة الفرق الوطنية والسهر عليها، وسنعمل جاهدين في المدى القريب على تجسيد الجزء الآخر الذي تنصب فيه اهتماماتنا بالدرجة الأولى على تكوين المواهب الشابة باعتبارها القاعدة او الخزان الأساسي للنخبة الوطنية، لكن هذا المشروع ستواجهنا في تطبيقه بعض المتاعب وهي النقص الفادح في المكوّنين والمؤطرين المتخصصين بهذا المجال، ما جعل مستقبل الرماية يتوقف على يد التكوين· - أمام هذا الوضع، أكيد أنكم فكرتم في حلول تتجاوز كل العقبات؟ * بطبيعة الحال تسعى الاتحادية بالتعاون مع الاطارات المتخصصة في هذه الرياضة الى توظيف مجهوداتها لإيجاد الحلول المناسبة، خاصة وأن الرماية الجزائرية بدأت تنتعش وتكتب خطواتها بأحرف من ذهب، فقد اقترحنا الاستنجاد بخبراء عالميين يشرفون على تقديم دروس تكوينية لمدربينا حتى نضمن بلوغ المستوى العالمي، الى جانب الاهتمام بالمواهب الشابة من خلال اقامة دورات مفتوحة بغرض جلب عدد اكبر من الممارسين في معظم انحاء الوطن، بالاضافة الى ذلك انشاء مراكز رياضية خاصة بالرماية لإقامة التربصات· كما لا ننسى الاهتمام بتكوين قائد المنافسة ونعني به الحاكم خصوصا وأن الرماية الجزائرية اضيف إليها مؤخرا اختصاص ثالث بعد الاسلحة الملساء وغير الملساء هو الرمي بالقوس والسهم، وكان ميلاده بصفة رسمية خلال البطولة المغاربية التي احتضنتها الجزائر في شهر سبتمبر الفارط، حيث تمكنّا من تشريف الألوان الوطنية بإحراز ميداليتين واحدة ذهبية في الفردي وأخرى فضية حسب الفرق· - على ذكر انشاء مراكز للرماية، استفدتم في الصائفة الفارطة بمناسبة الألعاب الافريقية من مركز كبير للرماية؟ * صحيح، كانت الألعاب الافريقية التاسعة فاتحة خير علينا بكسب جوهرة ثمينة متمثلة في الحصول على مركز كبير للرماية، يحتوي على مواقع خاصة بالاصناف الثلاثة سالفة الذكر، وهو الثالث عالميا بعد مركزي سويسرا والمغرب ومازالت الاشغال فيه قائمة، ولا يخفى عليكم أنه أنجز في 42 يوما قبل الموعد القاري مما يؤكد أن إرادة الجزائريين قادرة على تجاوز كل العقبات· وأتمنى في أقرب وقت ان تصلنا اعانات من الدولة لإنهاء الاشغال بالمركز الذي يتمتع بمزايا جمالية كبيرة، حيث يتواجد في موقع استراتيجي سياحي مثالي تحدّ جوانبه الجبال وواجهته تطل على البحر، فهذا المركب يعد مشروع دولة ومصدرا للعملة الصعبة من قبل أكبر رماة العالم وكذا من الجانب السياحي، كما سيسمح للجزائر بتنظيم منافسات دولية عالية المستوى، ويصبح أيضا مركبا مركزيا يجمع أحسن الرماة الجزائريين من مختلف الرابطات (باتنة، الجلفة، تيارت ووهران)، يسهرون على تدريب الفئات الصغرى وكذا كبار الحكام لتكوين الحكام الشبان خصوصا وأنه يتوفر على اجهزة ذات مقاييس عالمية في جميع الاختصاصات مما يسهل عملية التأطير وكذا مواكبة المستويات العالمية· - حاليا، هل مركز تيبازة مفتوح في وجه الفرق الوطنية؟ * في الحقيقة لا، أردنا أن تكون الفائدة عامة وعلى اكمل وجه وذلك بعد انتهاء الاشغال به فأبوابه مفتوحة فقط للمنتخب الوطني بأصنافه الثلاثة الأسلحة الملساء، غير الملساء والرمي بالقوس والسهم، حيث يجري محطاته الاستعدادية· - وإذا عدنا الى مستوى البطولة، كيف تقيمونها؟ * الشيء الملاحظ والذي كان متفقا عليه من جميع المتتبعين للرماية هو ارتفاع المستوى وهذا لم يأت صدفة وإنما الاتحادية كانت قد وضعت برنامجا طموحا، خاصة في مجالي تنظيم المنافسات وذلك قصد انتقاء احسن العناصر التي تدعم التشكيلة الوطنية في الألعاب الافريقية التاسعة، لذا كل فريق بصفة عامة والرامي على وجه الخصوص قدم ما في جعبته من طاقات وفنيات· لقد سعينا لوضع الفرق تحت ضغط المنافسات للتحضير للموعد الافريقي من جهة، وكذا الرفع من المستوى من جهة أخرى، والحمد لله أن البطولة الوطنية في السنوات الماضية في تطور وهذا ما تعكسه نتائج النخبة على الصعيدين الدولي والعربي· - قبل أن نختم هذا الحديث، كيف تقيّمون مشواركم على رأس الاتحادية الجزائرية؟ * حقيقة، العمل صعب خاصة بالنسبة للشخص الذي يريد العمل حقا، وبالنسبة لي المسؤول الذي لا يتخذ قرارات ليس بمسؤول رغم أن اتخاذ القرارات غير سهل، لكن الاهم وبصفتي المسؤول الاول على هذه الاتحادية، اسعى جاهدا الى رفع مستوى هذه اللعبة في الجزائر·