بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى أسرة المرحوم شيخ الأزهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية أمس بالرياض إثر أزمة قلبية مفاجئة. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة "تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذنه تعالى الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف وإنه لحدث تهتز لوقعه النفوس وتجترح لخطبه القلوب لما للراحل العزيز من فضائل العالم الجليل والفقيه المجتهد أطبقت شهرته المشرقين والمغربين وأثمرت خدمته وإشرافه على الأزهر الشريف منارة العلم وقبلة العلماء أجيالا من الدعاة العارفين المتزنين والعلماء الوجهاء المجتهدين، فضلا عما خط يراعه المطواع في مجال علوم الدين والتوسع فيها". وأضاف رئيس الجمهورية إن الفقيد حاز في هذا المجال "الريادة مفتيا ومفسرا لآيات الذكر الحكيم متسما على الدوام بالاعتدال والنظر بالقياس متصديا لكافة أشكال التطرف والتزمت والتشدد في أحكام الله بوسطية المتدبر في النص وأحكامه والسنة الشريفة ومقتضياتها لا غاية له إلا خدمة الدين الحنيف وتنوير الأمة الإسلامية للسير بها قدما على المحجة البيضاء". وأردف رئيس الدولة قائلا "إذ لا غرو فالجزائر تحفظ له ودا وعهدا طيبا لما خصها به على الدوام من محبة خالصة لله ومساندة لا سيما في محنة التطرف التي ابتليت به في السنوات الماضية". وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن "وفاة المغفور له في هذه الحقبة الزمنية التي نحن أحوج ما نكون فيها له ولأمثاله من المتنورين العاملين لخطب جلل على الأمة الإسلامية التي فقدت فيه قطبا نذر حياته لرقيها وتطورها وأمضى سنوات عمره فيما يحب الله ويرضي العباد مختطا بما وهبه الله من علم غزير وخلق كريم طريقا قويما ونافعا لأجيالنا الحاضرة والقادمة". "إنني أمام هذا المصاب الجلل -يقول رئيس الجمهورية في برقيته- أشاطركم والشعب المصري الشقيق باسمي الخاص وباسم الشعب الجزائري مرارة الفاجعة مبتهلا إلى المولى الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم وفادته ويحتسب له أجر مسعاه في الدنيا خيرا وبرا و ثوابا في الآخرة وأن ينزله منزلا مباركا في جنات النعيم مع عباده المخلصين". "كما أتضرع إليه تعالى -يضيف رئيس الدولة- أن ينزل في قلوبكم وفي قلوب أسرته الكريمة ورفاقه العلماء وطلبته في العالم كافة الصبر الجميل والسلوان العظيم وأن يعظم لكم في صبركم عليه أجرا ويعوضكم فيه خيرا". (واج)