دعا السيد نور الدين يزيد زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية أول أمس رؤساء أمن الدوائر إلى تمثيل الدولة أحسن تمثيل على المستوى المحلي، من خلال ضمان احترام وتطبيق قوانين الدولة باستعمال المناهج والأساليب المثلى، ولا سيما تلك التي يتيحها مسار العصرنة الذي تبنته المؤسسة الأمنية بامتياز خدمة للمواطن وضمانا لحقه في الأمن والطمأنينة. وأشار السيد زرهوني خلال إشرافه بالمدرسة العليا للشرطة لشاطوناف بالجزائر على حفل اختتام الدورة التكوينية الثالثة التي استفاد منها رؤساء أمن الدوائر، على أن المواطن الجزائري ينظر إلى هؤلاء المسؤولين الأمنيين كممثلين مباشرين للدولة، ولذلك على هؤلاء أن يعرفوا كيف يضمنوا احترام وتطبيق قوانين الدولة، والسهر على مصداقية هذه القوانين، عبر انتهاج الأساليب المثلى للتسيير والتعامل مع الميدان، والتي يمنحها لهم مسار التكوين المتواصل الذين يستفيدون منه بشكل دوري ومستمر. ودعا الوزير ضباط الشرطة لتحسين إمكانياتهم باستمرار، ومواصلة محاربة ظاهرة الإرهاب، وكل أشكال الجريمة المنظمة، مؤكدا بأن تحسن الوضع الأمني في الجزائر، يدفع بالمؤسسة الأمنية إلى السهر على ضمان حق المواطن في الطمأنينة في حياته اليومية، والاهتمام بمختلف المجالات الأمنية الأخرى، مع اعتماد أحسن الطرق والأساليب لضمان مصداقية الدولة ودفع المواطن إلى احترامه". وفي حين أبرز التطور التكنولوجي الحاصل في العالم بفعل التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال والتي لا تعد الجزائر في منأى منها، شدد السيد زرهوني على ضرورة حسن استغلال هذه التقنيات المتطورة التي أدرجتها الدولة ضمن مسار عصرنة الإدارة بشكل عام والمؤسسة الأمنية بشكل خاص، مؤكدا بأن العصرنة تعني أيضا الاحترافية والتحكم الأمثل في وسائل وتقنيات الإعلام والاتصال المتطورة. وفي سياق متصل ذكر الوزير بإقبال الإدارة الجزائرية على إصدار أولى جوازات سفر بيومترية قبل نهاية الثلاثي الثاني، حيث سيتم اختيار دائرة نموذجية في كل ولاية للتكفل في مرحلة أولى بعملية تسليم هذه الوثائق التي ستتبع في مرحلة قادمة ببطاقات الهوية ورخص السياقة والبطاقات الرمادية حسبما أكده السيد زرهوني، الذي دعا بالمناسبة رؤساء أمن الدوائر إلى الإسهام في إنجاح هذه العملية، لاسيما وأن هذه الوثائق الإدارية الحديثة ستصبح أداة بالغة الأهمية في التحقيقات القضائية. وتوقف وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية مطولا في بداية مخاطبته ل103 رؤساء أمن دوائر الذين استفادوا من الدورة التكوينية الثالثة من نوعها، على فضل الفقيد العقيد علي تونسي المدير العام السابق للأمن الوطني، في ترقية وعصرنة المؤسسة الأمنية الوطنية، ولا سيما من خلال الاهتمام الخاص الذي ظل يوليه للتكوين، مشيرا إلى أن شعار "دولة القانون تبدأ من مصالح الأمن"، والذي نجده اليوم مرفوعا على مستوى مختلف المدارس والمؤسسات والمكاتب الأمنية، آمن به الفقيد وعمل جاهدا على تجسيده من خلال تنظيم دورات تكوينية متعددة لفائدة مختلف تشكيلات الأمن الوطني. وأشاد الوزير بخصال الفقيد علي تونسي المعروف ب"سي الغوثي" والذي كان رفيقه في السلاح قائلا في هذا الصدد "لقد التحقت أنا وسي الغوثي بجيش التحرير الوطني في نفس اليوم ونعرف بعضنا البعض منذ 53 سنة وكان لنا انشغال واحد هو الدفاع عن الوطن. وذكر السيد زرهوني في هذا الصدد بأن الفقيد علي تونسي تحمل مسؤولية إدارة المؤسسة الأمنية في مرحلة عصيبة عرفتها الجزائر مع بداية التسعينيات، "في وقت كان بعض الأشخاص يتهربون من المسؤولية". من جهته أبرز العقيد قارة عبد القادر بوحدبة مدير التكوين ومدارس الشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني، أهمية الدورة التكوينية الثالثة من نوعها التي يستفيد منها رؤساء أمن الدوائر منذ أكتوبر 2009، ولا سيما في مجال تلقينهم تقنيات التسيير الإداري العصري، ومناهج تسيير الموارد البشرية وأساليب الاتصال الداخلي والاتصال مع الهيئات الخارجية على غرار المؤسسات الإعلامية وجمعيات المجتمع المدني. وتم في ختام الحفل الذي أشرف عليه الوزير رفقة المدير العام بالنيابة للأمن الوطني عميد أول للشرطة عزيز العفاني تسليم شهادات تقديرية للمتفوقين الأوائل في الدورة التكوينية وكذا الحاصلين على المراتب الأولى في مسابقة الرماية التي انتظمت في إطار هذه الدورة التي دامت 5 أسابيع.