الأخلاق عماد الدين لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والرسول عليه الصلاة والسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق، واللّه سبحانه وتعالى مدح نبيه الكريم بالأخلاق فقال "وإنك لعلى خلق عظيم"، هذه مكانة الأخلاق بل السلوكات الحسنة التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان في جميع مواضعه، لأن الأخلاق تشمل كل شيء وإذا نزعت من أي شيء تعببه، وقد قال الشاعر قديما: "لا تنه عن خلق وتأتي مثله·· عار عليك إذا فعلت عظيم" ومن الجرم والسلوك الأقبح من الذنب هو عض اليد من الطرف الذي أحسنت إليه، فينكر ويجحد ذلك الإحسان، ويخون الأمانة والسر الذي أودع ويكشفه للناس، وهذه السلوكات من الأخلاق الفاسدة والقلوب المريضة واليد التي تمسك المعول لتهد كل بناء كانت تفتخر أنها شاركت في إنجازه، وليس من الشيء الغريب أن يتنكر صاحب هذا السلوك لشيء كان يثني عليه بالأمس ويراه من الإنجازات العظيمة في تصريحات ولقاءات وحتى في تسجيلات ومقالات واليوم يعود ويسحب كل تلك التناءات التي كان يثنيها، والتهليلات التي كان يؤديها ويتهم تلك الإنجازات بالقصور والعيوب وتلك اليد بالسطو والجبروت أنها والله سلوكات غير أخلاقية والعذر الذي يتجاوز الذنب، رغم أن النقد ليس عيبا لكن السكوت عن الشيء المعاب سنوات وسنوات هذا إذا كان موجودا ثم إظهار هذا العيب إن أحس هذا الشخص أو ذاك بالمساس بمصالحه وفوائده التي كان يجنيها من هذا المنصب أو ذاك وهذا هو العيب الكبير لأنه ينضح من نفس مريضه ليس هدفها حماية المجتمع وإنما حماية مصالحها وهذا هو أقبح الذنوب·