أعرب سكان حي موحوس الواقع ببلدية برج الكيفان عن امتعاضهم من الانتشار الواسع لورشات صناعة الرخام التي تنشط بطرق فوضوية، والتي عمد أصحابها إلى فتحها في وسط سكاني يعرف كثافة عالية. وما أثار حفيظة المواطنين وزاد من امتعاضهم هو سكوت المصالح المعنية وتسامحها مع فتح ورشات من هذا النوع من النشاطات في منطقة تشهد كثافة سكانية عالية، وهو ما تسبب في إصابة العديد من السكان بأمراض مختلفة ناجمة عن تنفسهم يوميا للغبار المتناثر في الهواء جراء عمليات تقطيع الرخام، أهمها الربو والحساسية التي لم يسلم منها لا الصغار ولا الكبار، مما يضطرهم إلى غلق نوافذ منازلهم طيلة أيام الأسبوع، خاصة أن هذه الورشات متجمعة في منطقة واحدة بجانب الطريق الرئيسي بشكل متراص وكذا الإزعاج الذي تسببه الآلات المستخدمة، ما يؤثر أيضا على راحة المواطنين خاصة التلاميذ الذين يجدون صعوبة في مراجعة دروسهم في ظل الضجيج الذي تسببه. وحسب المواطنين الذين التقيناهم، فإن هذه الورشات كانت تعتبر بمثابة نعمة كبرى في السنوات الأولى لبداية نشاطها، حيث خلقت مناصب شغل للكثير من شباب المنطقة وحتى من المناطق المجاورة، لكن ومع مرور الوقت بدأت الآثار السلبية لهذا النشاط تظهر تباعا، وهو ما دفع السكان إلى إيداع شكوى لدى مصالح البلدية، لتقوم هذه الأخيرة بمراسلة أصحاب ورشات صنع وبيع الرخام مطالبة إياهم بغلق أو تحويل نشاطهم إلى مناطق أخرى تكون بعيدة عن المجمعات السكنية، كما حدّدت مهلة 21 يوما على أقصى تقدير لتنفيذ الأوامر التي وصلتهم، إلاّ أنهم لم يلتزموا بها وظلوا يمارسون عملهم بصفة عادية دون أن يكترثوا لمعاناة السكان جراء ما تسببه لهم تلك الورشات من أمراض وإزعاج.