انتهى مشوار مولودية الجزائر في سباق كأس الجمهورية لتتبخر أحلام الفريق في تحقيق الإزدواجية هذا الموسم. فقد وجد زملاء بوقاش في طريقهم تشكيلة باتنية كانت أكثر عزيمة. وحسب ما جاء في تعاليق لاعبيها ومسيريها، فقد كان بوسع تشكيلة المولودية تفادي الإقصاء لولا التحكيم الذي كان حسب رأيهم منحازا لصالح ممثل عاصمة الأوراس. وقد كان لخروج العميد من الكأس وقع كبير على أنصاره الذين كانوا يأملون في اجتياز عقبة ''الكاب'' والذهاب بعيدا في هذه المنافسة الشعبية التي ذاقوا طعم تتويجاتها في المواسم الفارطة. لكن لكل بداية نهاية، وهو ما سيحتم على العميد التركيز فقط على البطولة التي يملك فيها حظوظا وافرة لنيل لقبها، ولا شك أن انتصاره الأخير الذي عاد به من الخروب وضعه في السكة للسير نحو التتويج باللقب، في وقت تلاشى أمل شبيبة بجاية وشبيبة القبائل في الإلتحاق به في مقدمة الترتيب وأن الخطر الوحيد الذي سيهدد العميد قد يأتي من وفاق سطيف الملاحق المباشر، لكن يتعين على هذا الأخير كسب أكبر عدد ممكن من النقاط لتقليص الفارق الذي يبعده عن الرائد. ولا شك أن الخروج من منافسة الكأس من شأنه أن يقلل من الضغط القوي الذي كان يشعر به زملاء بوقاش، ذلك أن الجري وراء هدف واحد أسهل من البحث عن تحقيق هدفين، وهو العامل الذي سيسمح للمدرب فرانسوا براتشي وعناصره بإعادة ترتيب البيت على نحو يمكنهم من الحفاظ على قوة الفريق قبل انتهاء مشوار البطولة بسبع جولات التي سيتنقل خلالها فريق المولودية ومرتين فقط خارج قواعده (سطيف ووهران). وتنتظر المدرب براتشي مهمة كبيرة تتطلب منه الحفاظ على تماسك تشكيلته ومحاولة بعث الروح في نفوس لاعبيه، فضلا عن ضرورة الأخذ بعين الإعتبار بعض العوامل التي قد تحد من عزيمة هؤلاء منها بشكل خاص الإصابات والاقصاءات التي قد تطرأ في أية لحظة، حيث يتعين عليه تسيير التعداد بكثير من الواقعية وعدم الوقوع في متاهات الضغوطات التي تشكك في قدرته على إيصال الفريق إلى التتويج. فقد استطاع براتشي أن يحافظ على استقرار وتماسك فريقه بعد انسحاب مواطنه المدرب ألان ميشال وكان له الفضل في إعطاء انطلاقة جديدة للتشكيلة رغم انتقادات الأنصار الذين أعابوا عليه في البداية توجهه الدفاعي في الخطة التكتيكية التي كان يرسمها لفريقه في كل مباراة. غير أن براتشي استطاع مع مر الوقت أن يرسم لفريقه ملامح تشكيلة تلعب بتضامن كبير فوق أرضية الميدان صمدت في أصعب المباريات سيما تلك التي لعبتها خارج قواعدها في كل من تيزي وزو والبليدة والخروب حيث كسبت تعادلين وانتصار. وبرأي الملاحظين فإن مولودية الجزائر تملك فريقا قادرا على تجاوز كل الصعوبات التي قد تواجهها في المشوار المتبقى من عمر البطولة التي قطعت فيها شوطا كبيرا لتحقيق الهدف الذي سطره مسيروها.