إذا كان العرف السائد في مباريات كرة القدم هو أن بطل التسعين دقيقة يكون اللاعب الأحسن على أرضية الميدان ويُمتع الجماهير الحاضرة بأهدافه الجميلة وفنياته الساحرة، فإن حكم مباراة أول أمس بين مولودية الجزائر وشباب باتنة بوهني كان له رأي آخر وفضّل أن يخطف هذا اللقب من اللاعبين بطريقته الخاصة.. وكان البطل دون منازع في المباراة بعد أن ساهم بشكل واضح ومباشر كما يقول مسؤولو المولودية في إقصاء فريقهم، ولخصوا معاناة “العميد” مع هذا الحكم في مباراة كان من المفترض أن تكون عرسا حقيقيا في جملة واحدة وهي أن الحكم بوهني ذبح فريقهم من الوريد إلى الوريد وحطم حلم أنصارهم في 48 ولاية في التتويج بالثنائية هذا الموسم بعدما إنحاز لأصحاب الأرض بطريقة مفضوحة يقول مسؤولو وأنصار مولودية الجزائر دائما. مسؤولو المولودية كانوا متحفّظين بشأنه منذ البداية وحتى لا يوجه أنصار مولودية الجزائر سهام المسؤولية لمسيريهم الذين لم يطعنوا في قرار لجنة منافسة الكأس بعد تعيين هذا الحكم، فقد تحدث إلينا هؤلاء (المسيرون) بعد نهاية المباراة وأكدوا أنهم كانوا متحفظين منذ تعيين هذا الحكم لكن الوقت لم يكن كافيا أمامهم لمراسلة لجنة خلايفية من أجل تغيير هذا الحكم الذي لم يسبق وأن أدار أي مباراة رسمية ل “العميد” في بطولة هذا الموسم، كما أن هناك بعض الأطراف كانت تعتقد أن بوهني سيفضل خيار النزاهة حتى يفرض نفسه على الساحة الوطنية في مباراة من هذا الحجم على أمل ترقيته إلى حكم دولي، لكن المباراة أثبتت كما يقول مسؤولو المولودية أن هذا الحكم لم يكن يهمه اسمه، وهمه الوحيد كان تحطيم فريقهم ومساعدة “الكاب” على التأهل وفقا للتعليمات التي تلقاها من الجهات التي اختارته- حسب مسؤولي مولودية الجزائر – دائما. جاء محرضا وركلة جزاء درّاڤ تكشف كل شيء فسر بعض المقربين من بيت مولودية الجزائر والذين كانوا حاضرين بملعب 8 ماي 45 ما قام به الحكم بوهني في حق فريقهم على أنه نتيجة مباشرة للضغوط الرهيبة التي مارسها مسؤولو شباب باتنة وأنصارهم على هذا الحكم منذ أن دخل الملعب لإجراء عملية التسخينات خاصة وأنه لا يملك من الخبرة ما يكفيه للتعامل مع مباريات بهذا الحجم، لكن الأغلبية وخاصة المسيرين أقسموا على أن هذا الحكم الذي يقطن بولاية معسكر قد تم تعيينه خصيصا لتحطيم “العميد” بعد أن أصبح يقلق الكثيرين، وأكد هؤلاء أن كل المؤشرات توحي بذلك خاصة في لقطة دراڤ لما عرقل من قبل مدافع “الكاب” دايرة داخل منطقة العمليات، وعوض أن يعلن ركلة جزاء واضحة –يقول مسؤولو العميد – أنذر دراڤ بحجة أنه حاول تمويهه. الجزائر كلها شاهدت أن عريبي يستحق الطرد إلاّ هو وإذا كانت ركلة جزاء دراڤ لم تغضب مسؤولي وأنصار المولودية كثيرا وتفهموا قرار الحكم الذي كان يعاني ضغطا رهيبا وتخوف على نفسه في ظل التهديدات التي كان يلقاها من مسؤولي “الكاب” قبل بداية المباراة، فإن اللقطة التي فضحت بوهني وجعلت حتى الجماهير المحايدة التي شاهدت المباراة خلف شاشة التلفزيون تتيقن أن “الحالة مخدومة على رأس المولودية” هي لما عرقل مدافع الشباب سليم عريبي عمرون بعد أن خطف منه الكرة في (د103)، ففي الوقت الذي كان الكل يتوقع أن بوهني سيكون شجاعا ويشهر البطاقة الحمراء في وجه عريبي على خلفية أنه كان آخر مدافع في فريقه، إلا أن هذا الحكم واصل مهازله واكتفى بإنذار قائد “الكاب”، وهو الأمر الذي صدم لاعبي المولودية والمدرب “براتشي” الذين تيقنوا أنهم لن يتأهلوا مع حكم كهذا حتى ولو يلعبون ليوم آخر. بوهني كان في واد... ومساعداه في واد آخر ولم تقتصر المهازل التحكيمية في مباراة أول أمس بين مولودية الجزائر وشباب باتنة على الحكم الرئيسي بوهني الذي كان بطل السهرة دون منازع، بل امتدت لمساعديه عوماري ومزروة اللذين كانا يغردان هما أيضا خارج السرب، وظهرت علامات نقص الانسجام بين هذا الثلاثي في أكثر من مرة حيث تجد الحكم الرئيسي يعلن عن مخالفة ومساعده عن وضعية تسلل، أو أن أحد المساعدين يعلن عن ركنية فيما يصفر بوهني ستة أمتار، وهي أمور وصفها مسؤولو “العميد” بالعار الذي سيلاحق لجنة بلعيد لكارن، وتبقى اللقطة التي لم يفهمها كل المقربين من بيت “العميد” لحد الآن هي كيف صفر وضعية تسلل ضد دراڤ في إحدى الكرات رغم أن هذا الأخير خرج من خلف مدافعي “الكاب” كما أثبتته صور التلفزيون في تلك اللقطة بالتصوير البطيء. اللاعبون “غاضتهم الحڤرة” أكثر من الإقصاء تسبب السيناريو المفضوح الذي أدار به ثلاثي تحكيم مباراة الكأس بين مولودية الجزائر وشباب باتنة في صدمة عنيفة لكل أعضاء وفد المولودية الذين سافروا إلى باتنة وخاصة اللاعبين الذين “كرهوا الفوتبال” وعجزوا حتى عن أخذ حمامهم بعد نهاية المباراة، حيث أكد لنا كل الذين تحدثنا إليهم أن “الحڤرة” أثرت فيهم أكثر من مرارة الإقصاء، خاصة وأنهم أدوا ما عليهم ولعبوا بحرارة كبيرة، وقد اعترف حتى المدرب المساعد كمال عاشوري في تصريحه لوسائل الإعلام بعد نهاية المباراة أن هذا الحكم سبب أزمة نفسية حادة للاعبين وأنه سيرغم الجهاز الفني على التركيز كثيرا في حصة الاستئناف على الجانب النفسي من أجل رفع معنويات زملاء بدبودة خاصة وأنهم شبان وليست لديهم الخبرة التي تسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه الإخفاقات. “كوفي كوجيا“ آخر في الكرة الجزائرية والمولودية ترفضه مستقبلا صرح لنا المسيّر عمر غريب بعد نهاية اللقاء أنه سيرفع تقريرا مفصلا عن الحكم بوهني إلى رئيس “الفاف” روراوة وسيرفقه بشريط المباراة حتى يشاهدها إذا لم يكن قد شاهدها على المباشر بسبب انشغالاته الكثيرة، ليقف بنفسه على الكوارث التي تسبّب فيها هذا الحكم، كما سيطلب غريب من القائمين على لجنة التحكيم عدم تعيين بوهني الذي وصفه ب “كوفي كوجيا” الجزائر لإدارة أي مباراة من مباريات “العميد” مستقبلا سواء في الكأس أو في البطولة، ليضاف بذلك إلى القائمة الطويلة للحكام المغضوب عليهم في بيت “العميد” والتي تضم بومعزة، بنوزة، حيمودي، بن عيسى وعبيد شارف الذي حرم المولودية من هدف شرعي في “داربي” الحراش كما يعتقد مسؤولو المولودية. ----------------------------------- عمرون: “الحكم نسي البطاقة الحمراء في بيته، لا أدرى لماذا يغارون منا وغير حنا اللّي ندّو الشمبيونا“ إقصاء مر في ربع نهائي كأس الجزائر أمام شباب باتنة، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، فالهزيمة دائما مرة سواء في الكأس أو في البطولة، لكن مع حكم كهذا فإن ما يحز في نفسي هي “الحڤرة” أكثر من الهزيمة والإقصاء، لأن في كرة القدم يوجد الفوز والهزيمة ويستحيل أن يكون الفوز دائما. أنت تضم صوتك لصوت المسيرين الذين يحملون الحكم بوهني مسؤولية الهزيمة، أليس كذلك؟ لست أنا أو مسيرونا الذين فهموا أن الحكم هو السبب المباشر في إقصائنا في مباراة الليلة (الحوار أجرى مباشرة بعد نهاية المباراة)، بل حتى الذين شاهدوا المباراة خلف شاشات التلفزيون أدركوا ذلك، مع حكم كهذا مستحيل أن تفوز وتتأهل، أخطاؤه كانت كثيرة وأعترف أنه تلاعب بأعصابنا كثيرا وكان السبب في خروجنا من المباراة وفقداننا تركيزنا. وما هي –حسب رأيك – الهفوات التي ارتكبها هذا الحكم في مباراة اليوم؟ هذا الحكم “حيلي بزاف” وعرف كيف يحقق ما يصبو إليه، ليس فقط من خلال أخطائه الفادحة بل حتى تصفيراته ضدنا كانت كثيرة وحاول تكسيرنا باستمرار، ناهيك عن ركلة جزاء دراڤ التي بدت لي واضحة بما أنني كنت قريبا جدا منه، لكن الحكم كان له رأي آخر وظن أن دراڤ حاول التمويه ولذلك سارع إلى إنذاره. وماذا عن اللقطة التي عرقلك فيها عريبي في الشوط الأول من الوقت الإضافي؟ هذه هي اللقطة التي صدمتني كثيرا “وحبستلي راسي“، لم أفهم كيف اكتفى الحكم بتوجيه إنذار ل عريبي رغم أنه كان يستحق الطرد مرتين وليس مرة واحدة فقط، لأنه كان آخر مدافع واعتدى عليّ من الخلف، لم أفهم ما الذي حدث بالضبط واعتقدت أن الحكم نسي البطاقة الحمراء في بيته، أتأسف لما وصل إليه مستوى الحكام في بلادنا والأخطاء التي ترتكب في مباريات من هذا الحجم. هل تعتقد أن الحكم تأثر بضغط المباراة أو أنه جاء خصيصا من أجل تحطيمكم كما يقول بعض المسيرين؟ لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال، لأنني لا أعلم نوايا هذا الحكم لكنه سواء جاء ليحطمنا أو تأثر بضغط المباراة، فإن النتيجة واحدة وهي أنه كان ضدنا اليوم وتسبب في إقصائنا من منافسة تستهوينا كثيرا، وكنا نحلم بالتتويج بها خاصة أننا حضرنا للمباراة من كل الجوانب. تبدو متأثرا كثيرا بعد هذا الإقصاء، أليس كذلك؟ اللاعب الذي لا يتأثر عند الهزيمة عليه أن يغير مهنته كنا نحلم بتحقيق “الدوبلي“، لكن في بلادنا لا يمكنك أن تحقق أهدافك حتى حينما تملك أحسن اللاعبين في العالم وأحسن مدرب، لقد أدركنا بعد مباراة باتنة أن لا أحد يحب المولودية باستثناء أنصارها الذين أكدوا وفاءهم مرة أخرى، وهناك حقائق لابد أن أكشفها ويعرفها العام والخاص. عن أي حقائق تتحدث؟ الحكم ليس وحده المسؤول عن إقصائنا فحتى الباتنية (يتحدث عن “الكاب“ وليس المولودية) استقبلونا كأننا أعداءهم أو جئنا من بلد آخر، لقد استعملوا كل الطرق للتأثير في معنوياتنا، تصور أننا لم ننم ليلة المباراة بسبب تصرفات بعض أنصار “الكاب“ الذين قضوا الليلة في الشوارع المحاذية للفندق يشتموننا ويستعملون منبهات سياراتهم ويغنون حتى الرابعة صباحا، هذا لم يحدث إلا في مباراة الجزائر أمام مصر في القاهرة، لذلك لا نلوم الآخرين إذا كانت هذه الأفعال موجودة عندنا، لم أفهم لماذا كل هذه الكراهية رغم أننا في ملعب 5 جويلية نستقبل ضيوفنا بحفاوة. وما الذي يجعل فريقكم يتلقى هذه المعاملة في كل مبارياته تقريبا؟ أحب من أحب وكره من كره لدينا فريق شاب ونلعب كرة نظيفة ولا يوجد فريق آخر غيرنا يستحق التتويج بالبطولة، لكن يبدو أن هذا الأمر يقلق البعض خاصة الذين لا يحملوننا في قلوبهم ويغارون منا، لكن أؤكد أن هؤلاء لن يغيروا التاريخ لأن المولودية ستظل عميد الأندية ولديها أكبر قاعدة جماهيرية في الجزائر. بعد أن ضاع حلم “الدوبلي” الآن ولم يبق أمامكم سوى البطولة، كيف ترى حظوظكم في هذه المنافسة قبل نهايتها ب 7 جولات؟ لا يمكننا أن نتصور أن لقب البطولة سيضيع منا أيضا هذه البطولة “تاعنا“، لأنه لا يعقل أن نتنازل عنها ونحن الذين نتربع على كرسي الريادة منذ الجولة الأولى، هزيمة وفاق سطيف اليوم أمام إتحاد العاصمة في بولوغين عززت حظوظنا أكثر فأكثر لأن الفارق مازال عشر نقاط، لكن علينا أن لا نلتفت إلى نتائج هذا الفريق وكل ما يهمنا هو أن نواصل المشوار بالعزيمة نفسها، ونلعب الكل في الكل من أجل جمع أكبر عدد من النقاط حتى نحتفل بالبطولة قبل الجولة الأخيرة. كيف تقيم أداءك اليوم أساسيا وأنت الذي لم تلعب منذ مدة طويلة في الفريق الأول؟ صحيح أنني لم أكن أتوقع أن ألعب أساسيا، والمدرب استنجد بي في آخر لحظة لتعويض بوڤش المصاب لكن رغم ذلك لعبت بحرارة وكانت تحدوني عزيمة فولاذية لأداء مهمتي على أحسن وجه، صحيح أنني تأثرت قليلا بنقص المنافسة حيث ليس من السهل أن تلعب 120 دقيقة بالوتيرة نفسها وأنت لم تلعب منذ مدة طويلة، لكنني راض عن مردودي وأعد أنصارنا بأنني سأقدم أفضل ما لديّ لو أتحصل على فرص أخرى في المباريات القادمة. وماذا تقول في الأخير لأنصاركم الذين تحملوا مشقة السفر وتنقلوا إلى باتنة من أجل مساندتكم؟ أطلب من أنصارنا أن يسامحونا على هذا الإقصاء، ولو أنني أعلم أنهم يعرفون كرة القدم جيدا ويدركون أن الحكم الذي كان ضدنا اليوم هو الذي حطمنا وأقصانا وليس “الكاب”، كما أعدهم بالاحتفال شهر ماي القادم بالبطولة لأنها “تاعنا“ ولن نسمح لأي فريق أن يخطفها منا. دلالو وبلعوّاد زارا المولودية في نهاية المباراة إستغل لاعبا مولودية سعيدة عياش بلعواد ورضا دلالو وجودهما في مركب أول نوفمبر بباتنة، حيث قضيا ليلتهما في إقامة المركب تحسبا لمباراتهم أمس أمام أمل مروانة وزارا وفد “العميد“ بعد نهاية المباراة وتحدثا مطوّلا مع المسيّرين وبعض اللاعبين الذين تربطهم بهم علاقة صداقة. للإشارة، فإن دلالو سبق له أن تقمص ألوان “العميد“ من 2003 إلى 2005، فيما كان بلعواد لاعبا في شبيبة القبائل الموسم الفارط. اللاعبون ضيّعوا 90 مليون مثلما أشرنا إليه في عدد أول أمس، كانت إدارة مولودية الجزائر قد وعدت لاعبيها بمنحة تصل إلى 90 مليون سنتيم في حال التتويج بكأس الجمهورية، لكنها تبخرت بعد الإقصاء... ومع ذلك فإن غريب رفع معنويات لاعبيه وطلب منهم أن يركزوا فقط على البطولة، حيث وعدهم بمنحة خيالية في حال التتويج بلقبها. الحكم الرابع لم يسلم من غضب مسيّري “العميد“ إمتد غضب مسيّري مولودية الجزائر على حكام مباراة أول أمس إلى الحكم الرابع نسيب، الذي أسمعه المسيّرون ما لا يرضيه لما كان متوجها إلى غرف حفظ الملابس، لأنه غض الطرف عما كان يقوم به بعض اللاعبين الإحتياطيين ل”الكاب“ الذين كانوا يتعمّدون رمي كرة ثانية في أرضية الميدان كلما قادت المولودية هجمة معاكسة حتى يوقف الحكم المباراة، وهذا ما لم ينبّه له نسيب الحكم الرئيسي بوهني رغم تكرار العملية أكثر من مرة. براتشي تأثر كثيرا ولم يُكلم أحدا كان المدرب فرنسوا براتشي أشد المتأثرين بالإقصاء من منافسة كأس الجمهورية، حيث رفض لأول مرة منذ إلتحاقه بالعارضة الفنية لمولودية الجزائر الإدلاء بأي تصريح إلى وسائل الإعلام وكلّف مساعده كمال عاشوري بذلك، كما عجز براتشي عن الحديث مع لاعبيه لرفع معنوياتهم، بل ظل صامتا إلى غاية مغادرة الوفد مدينة باتنة متوجها نحو العاصمة. للإشارة، صرح براتشي قبل المباراة أنه لو يتجاوز عقبة “الكاب“ بسلام، فإنه سيقود المولودية إلى الثنائية لأول مرة في تاريخها قبل أن تتبخر أحلامه في النهاية. المولودية لم تثأر بهزيمة 1997 عجز لاعبو مولودية الجزائر من الثأر لفريقهم من شباب باتنة الذي أقصاهم من منافسة كأس الجمهورية موسم 1996/1997 في الدور نصف النهائي والثأر ل 13 سنة، حيث كرست “الكاب“ سيطرتها على مواجهات الفريقين في منافسة الكأس، ولو أن هزيمة أول أمس لم تكن منطقية مثلما حدث عام 1997 في ظل الانحياز الفاضح للحكم بوهني حسب مسيري “العميد“ الذين يرون أنه هو الذي أقصاهم وليس “الكاب“. تغييرات طرحت أكثر من علامة إستفهام... بعض الأطراف تنقلب على براتشي وتُحمّله مسؤولية الإقصاء في الوقت الذي رمى مسيّرو ولاعبو مولودية الجزائر سهام الإقصاء إلى الحكم بوهني ومساعديه، الذين ارتكبوا أخطاء بدائية وغير منطقية تماما، حاولت بعض الأطراف أن تُقلّل حجم الأخطاء التي إرتكبها الحكم وأكدت أنه ليس المسؤول الوحيد عن خروج “العميد” من منافسة الكأس، بل نظر هؤلاء إلى الأمور من زاوية أخرى، حيث أكدوا أن المدرب براتشي يتحمّل جزءا من المسؤولية، رغم أن كل المقربين من المدرب يتفهّمون الوضعية الحرجة التي واجهها الطاقم الفني بعد إصابة هدّاف الفريق الحاج بوڤش 24 ساعة قبل المباراة، وكان الفريق قد خسر قبله خدمات كودري وبابوش للسبب ذاته. غياب بوڤش في آخر لحظة أخلط حساباته وقد إعترف المدرب براتشي لمقربيه أنه كان يُعوّل كثيرا على ثنائي الهجوم دراڤ – بوڤش لأجل قهر “الكاب“ في ملعبه والعودة إلى العاصمة بتأشيرة المرور إلى الدور القادم، لكن الإصابة المفاجئة التي تعرض لها الثاني في الفخذ في آخر حصة تدريبية أجراها التعداد في الخروب كلّفت الفريق الكثير وأخلطت حسابات براتشي الذي كان مطالبا بتحدّي عاملي الوقت ومحدودية التعداد في ظرف قياسي من أجل إيجاد خليفته، بالتالي لم يكن له خيار آخر سوى المهاجم الشاب محمد عمرون الذي لم يكن ينتظر أنه سيكون أساسيا إلاّ صبيحة المباراة وكان يشعر بعبء ثقيل جدا. إشراك عمرون 120 دقيقة لم يكن مفهوما ومن الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها المدرب براتشي في مباراة الكأس أمام شباب باتنة إشراكه المهاجم محمد عمرون طيلة 120 دقيقة، رغم إدراكه أنه غير جاهز من الناحية البدينة إلى مثل هذه التحديات لأنه أصبح “جوكير“ في الجولات الأخيرة وفي بعض المباريات لم يكن حاضرا فيها ولو دقيقة واحدة، وحتى اللاعب نفسه اعترف أنه تأثر كثيرا بنقص المنافسة، رغم أنه قدم ما عليه. ويرى بعض المقربين من بيت “العميد“ أنه كان على المدرب براتشي إقحام لاعب الوسط داود مكان عمرون في الوسط وتحويل مقداد إلى لاعب جناح مع وضع دراڤ رأس حربة من أجل الضغط أكثر على دفاع “الكاب“، خاصة بعد هدف بوخلوف، لكن براتشي كان له رأي آخر ودرس المباراة من زاوية أخرى، بالتالي فضّل إخراج بصغير وإدخال رأس حربة ثان واللعب بثلاثة مهاجمين. إقحام حمرات أكبر خطأ وبن سالم دخل متأخرا كما أكد هؤلاء أن الغيابات أثرت كثيرا في الطاقم الفني الذي لم يجد الحلول وأجرى بعض التغييرات التي لم تفد التشكيلة في شيء، خاصة عندما استبدل بصغير ب حمرات، حيث يرى بعض العارفين بشؤون “العميد“ أنه ما كان ليثق في هذا اللاعب إطلاقا في مباراة من هذا الحجم وهو الذي ظل خارج قائمة 18 في كل مواجهات البطولة والكأس منذ عودة “العميد” من تربص سوسة. كما أكد لنا أحد المسيرين أنه كان من الأفضل إقحام بن سالم مكان بصغير في منصب جناح أيسر وتحويل دراڤ إلى رأس حربة صريح مع تكليف بومشرة بتغطية الرواق الأيسر، لكن براتشي لم يقحم بن سالم إلا في ست دقائق الأخيرة من الوقت الإضافي، وهي دقائق لا تكفى حتى “ميسى“ للدخول في أجواء المباراة كما قال المسير ذاته. التعثر ممنوع أمام تلمسان وعليه إيجاد الحلول وقد أجمع كل المقربين من بيت “العميد“ أن فريقهم سيكون من بين الأندية المستفيدة من توقف البطولة إلى غاية 23 أفريل، حيث ستكون فرصة لكي يستجمع اللاعبون قواهم بعدما أرهقتهم سفرية الشرق واسترجاع المصابين، خاصة كودري وبوڤش، ولو أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن بوڤش سيغيب بنسبة كبيرة عن هذه المواجهة، بالتالي حذّرت بعض الأطراف براتشي من مغبة الوقوع في أخطاء “الكاب“، خاصة أن لديه كل الوقت لأجل تحضير فريقه جيّدا للمباراة التي لن يكون ل “العميد” فيها خيار آخر غير الفوز. درّاڤ يُصاب ومشاركته أمام تلمسان غير مؤكدة مازالت الإصابات تطارد لاعبي مولودية الجزائر الواحد تلو الآخر، فبعد كل من بابوش، كودري وبوڤش، جاء الدور هذه المرة على المهاجم محمد دراڤ الذي غادر تربص المنتخب الوطني للاعبين المحليين صبيحة أمس بعدما أثبتت الفحوص التي أجراها عند طبيب “الخضر“ أنه يعاني من تمزق عضلي بعمق 10 ملمترات على مستوى عضلة الفخذ، لتزداد بذلك معاناة المدرب “فرنسوا براتشي“ الذي سيجد نفسه في وضعية حرجة للغاية قبل مباراة تلمسان المزمع إجراؤها يوم 23 مارس القادم بملعب 5 جويلية. يحتاج إلى راحة 10 أيام على الأقل وبعد أن شخص طبيب المنتخب الوطني للاعبين المحليين إصابة دراڤ واتضح أنه يعاني من تمزق عضلي في عضلة الفخذ، نصحه بالعودة إلى بيته من أجل الركون إلى الراحة كما قدم له برنامجا علاجيا خاصا نصحه يتبعه لمدة عشرة أيام قبل استئناف التدريبات، وهو ما يعني أن دراڤ لن يندمج في المجموعة إلا يومين فقط قبل مباراة تلمسان، وهو ما يعني أيضا أنه يستحيل أن يكون جاهزا للعب أساسيا، لذلك فمن المحتمل جدا أن يكون احتياطيا، وقد جاءت هذه الإصابة لتطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص أسباب هذه الإصابات التي تلاحق لاعبي المولودية. سرّار يعترف بأحقية المولودية في الفوز باللقب اعترف رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار خلال تدخله عبر أمواج الإذاعة الأولى صبيحة أمس في حصة “أستوديو الكرة“ للزميل عيسى مدني، أن فريق مولودية الجزائر الذي أكد علو كعبه في بطولة هذا الموسم يستحق أن يتوج باللقب عن كل جدارة واستحقاق، وذلك بعدما ظل يتربع على كرسي الريادة منذ الجولة الأولى، وصرح سرار في هذا السياق قائلا: “يمكنني أن أقول الآن مبروك لمولودية الجزائر بلقب البطولة بعدما أثبت فريقي أنه ليس أهلا لذلك عندما انهزم في مباراة الاتحاد أمام فريق يضم أربعة شبان ولا ناقة ولا جمل له في بطولة هذا الموسم، المولودية أكدت أنها فريق يعول على البطولة لذلك فعلينا أن نعترف بأحقيته في الفوز بهذا اللقب”. تصريحاته ستُذيب الجليد قبل “الكلاسيكو“ ثمّن عقلاء المولودية والوفاق تصريحات الرئيس عبد الحكيم سرار الذي يكون بذلك قد هدّأ قليلا من روع أنصار الفريقين الذين يعيشون حالة غليان قصوى عقب الأحداث المؤسفة التي تخللت مباراة الوفاق في بولوغين أمام إتحاد العاصمة والكمين الذي فاجأ به بعض المشوّشين نظرائهم من “الشناوة” في مدينة المهدية عند عودتهم من باتنة ، حيث سيكون اعتراف سرار بأحقية المولودية في التتويج بمثابة المهدئ الذي يجعل السطايفية لا يهتمون كثيرا باللقب ويجعل “الشناوة“ يعترفون بحكمة سرار، خاصة وأن الوفاق مازال يلعب على عدة جبهات وبإمكانه أن يعوض إخفاق البطولة في منافسة أخرى. الأصاغر يقصون على خطى الأكابر ودع أصاغر مولودية الجزائر منافسة كأس الجزائر صبيحة أمس بعد انهزامهم في مباراة الدور نصف النهائي أمام نظرائهم من وداد تلمسان، في المباراة التي جرت بعين الدفلى بهدفين مقابل هدف واحد، ليسير بذلك الأصاغر على خطى الأكابر الذين أقصيوا كما هو معلوم أمام شباب باتنة، وحسب ما علمناه فإن الأصاغر بكوا بحرقة خاصة وأنه كانت تحدوهم إرادة كبيرة لرفع التحدي وتعويض إخفاق الفريق الأول. عطفان: “يجب أن نتجاوز صدمة الإقصاء بسرعة حتى لا نُضيّع البطولة” ما تعليقك على إقصائكم اليوم من الكأس أمام شاب باتنة؟ (الحوار أجرى صبيحة أمس) إقصاء مر وقاس جدا، لأنه لم يكن مستحقا تماما بالنظر إلى مجريات اللعب فقد كنا أحسن من المنافس وفرضنا منطقنا، لكن دون جدوى بسبب نقص الفعالية أمام المرمى وبالنظر إلى ما فعله بنا الحكم الذي تسبب هو الآخر في هذا الإقصاء. وما الذي فعله بكم الحكم؟ الحكم كان ضدنا “100 في الكونتور” فقد حرمنا من ركلة جزاء صحيحة لدراڤ في الشوط الأول، وكان متعاطفا كثيرا مع لاعبي المنافس بدليل أنه تسامح مع عريبي ومنحه البطاقة الصفراء رغم أنه كان يستحق الطرد، بصراحة ما يحدث لنا مع الحكام في الآونة الأخيرة يطرح عدة تساؤلات ويثير الغرابة فعلا، فمنذ عشرة أيام فقط حرمنا الحكم من هدف صحيح في داربي الحراش واليوم شاهدتم ما الذي فعله بنا الحكم، لكن يجب أن نحضر أنفسنا لمثل هذه المؤامرات مستقبلا ولن نستسلم. ألا تعتقد أن التعب قد نال منكم اليوم؟ صحيح أننا بذلنا مجهودات كبيرة في هذه المباراة وفي مباراة الخروب قبل ثلاثة أيام، لكن هذا العامل ليس له أي علاقة بالتعب بدليل أننا لعبنا بالوتيرة نفسها حتى صافرة النهاية، لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا كما يجب أن لا ننسى الدور الذي لعبه حارس “الكاب“ الذي تصدى لكل هجماتنا ولعب مباراة كبيرة. كيف ترى مستقبل فريقكم بعدما تبخر اليوم حلم الثنائية؟ (الحوار أجرى سهرة أول أمس) صحيح أن حلم الثنائية قد ضاع وعلينا أن نتجاوز صدمة هذا الإقصاء بسرعة حتى لا يؤثر فينا في البطولة، وفريقنا شاب ويحتاج إلى عمل نفسي مضاعف من أجل طي صفحة الكأس، لكن هذه هي كرة القدم ويجب أن لا نيأس حتى لا نضيع حلم البطولة أيضا. نفهم من كلامك أنكم سترمون بكل ثقلكم في البطولة، من أجل التتويج بها بعد ضياع الكأس هذا أكيد، لا يمكن أن نخرج بأيد فارغة بعد المشوار الرائع الذي أديناه إلى حد الآن في البطولة... صحيح أن البطولة مازالت طويلة وتنتظرنا عدة مباريات صعبة، لكن يجب أن نكون جاهزين فنيا وبدينا لكل هذه المباريات، ولابد أيضا أن نلعب المباريات المتبقية كأنها مواجهات كأس أيضا حتى نتفادى أي مفاجأة غير سارة. ماذا عن أنصاركم الذين تنقلوا بقوة إلى باتنة لكنهم عادوا خائبين؟ ما حز في أنفسنا أكثر هو أن أنصارنا الذين قطعوا كل تلك المسافة عادوا إلى ديارهم خائبين، لذلك أود أن أعتذر لهم وأعدهم بأننا سنعوض خيبة هذا الإقصاء بلقب البطولة. البطولة ستتوقف إلى غاية 23 أفريل القادم ،فهل تعتقد أن ذلك سيكون نعمة على فريقكم أو العكس؟ أظن أن فترة الراحة قد جاءت في وقتها لأننا تعبنا كثيرا بسبب البرمجة المكثفة، يجب أن نركز الآن على الاسترجاع ونحاول أن نبتعد في الفترة القادمة عن الضغط، كما أنها فترة مناسبة لاسترجاع المصابين، حتى نكون جاهزين لمواجهة وداد تلمسان يوم 23 أفريل الحالي بمعنويات عالية. حدث هذا في رحلة العودة... “الشناوة” عاشوا الجحيم في باتنة يبدو أن المخلفات السلبية التي لحقت بأنصار مولودية الجزائر بعد هزيمة الكأس أمام شباب باتنة لم تتوقف عند ضياع حلم التتويج بهذا اللقب الغالي عليهم، بل إمتدت إلى خسائر أخرى بعد أن عاشوا الجحيم في الملعب بسبب المعاملة التي تعرضوا لها مرورا بتجاوزات من طرف بعض أشباه أنصار “الكاب“ الذين تربصوا بهم في مخرج مدينة باتنة ورشقوا السيارات والحافلات التي كانت تقلهم بالحجارة، على طريقة الجماهير المصرية التي رشقت حافلة “الخضر” قبل مباراة القاهرة، وهو ما أدى إلى تحطيم زجاج بعض السيارات بشكل كلي، خاصة في ظل غياب رجال الأمن في تلك المنطقة. تنظيم كارثي ومدرج سعته 3000 كرسي فقط ل 5000 “شنوي” كانت معاناة أنصار مولودية الجزائر الذين تنقلوا بأعداد غفيرة إلى منطقة الأوراس قد بدأت منذ وصولهم إلى باتنة، حيث تعرضوا لمضايقات من بعض الأنصار في ليلة المواجهة وتفتيشهم من طرف قوات الأمن في أكثر من مرة قبل وصولهم إلى المدرجات وهو ما أقلقلهم كثيرا. وازدادت متاعب عشاق “العميد“ خاصة الذين دخلوا إلى الملعب متأخرين بسبب التنظيم السيئ لإدارة المركب التي وضعت “الشناوة“ في مدرج ضيق لا تزيد سعته عن 3000 كرسي، رغم أن إدارة نزار أكدت سابقا أنها خصصت 4000 كرسي ل”الشناوة“. وفي الوقت الذي حاولوا (الشناوة) الجلوس في المدرجات الفارغة المحاذية للمنصة الشرفية بعد أن امتلأت مدرجاتهم كليا. مناوشات وإعتداءات في مخرج المدينة ورغم أن أنصار مولودية الجزائر كانوا رياضيين إلى أبعد الحدود وصفقوا للباتنية في نهاية المباراة وغادروا الملعب تحت تعزيزات أمنية مشددة، إلا أن ما لم يتوقعوه هو أن يجدوا مفاجأة غير سارة تنتظرهم في مخرج مدينة باتنة في إحدى الدوائر، حيث تربصت بهم مجموعة من الشبان لم يتوقفوا عن رشق كل السيارات والحافلات التي تحمل الترقيم -16 –، ما أدى إلى تحطيم سياراتهم، كما أكد لنا شهود عيان أن بعض الأنصار أصيبوا بجروح خفيفة وتنقلوا إلى العاصمة في حالة يرثى لها وفي صور مؤسفة ومؤثرة تؤكد أن المصالحة الوطنية التي حققها تأهل المنتخب الوطني إلى “المونديال“ كانت مؤقتة فقط في هذه المنطقة. مناوشات في المهدية وخسائر بالجملة ولم تتوقف معاناة “الشناوة“ عند هذا الحد، بل تعرض هؤلاء إلى كمين آخر في المنطقة المسمّاة المهدية التي تقع في الطريق الرابط بين باتنةوسطيف وفاجأوهم بسيل من المقذوفات، وراح ضحية هذا الكمين الأنصار الذين غادروا الملعب قبل نهاية المباراة خوفا من أي إنزلاقات، حيث حطمت سياراتهم وأصيب بعضهم بشضايا الزجاج. الخبر وصل مسامع الإدارة وغريب يتفادى المهدية وقد سارع بعض أنصار المولودية، بعد تلك الإعتداءات، للإتصال بالمسيّرين ولجنة الأنصار وحذروهم من أن يسلكوا الطريق المحفوف بالمخاطر وحثوهم على تغيير المسار، وهو ما حدث، حيث أمر عمر غريب سائق الحافلة بسلك طريق الرمادة، عين ولمان - مزلوق – حمام واد يلس، قبل العودة إلى الطريق السريع في مدينة البرج من أجل تفادى المهدية. ورغم أن تفادى المهدية، ورغم أن الرحلة كلفت الوفد ساعتين إضافيتين، إلا أن ذلك لم يُقلق اللاعبين الذين أكدوا أن سلامة أرواحهم أهم شيء وكانوا مستعدين حتى للعودة إلى قسنطينة وتغيير الطريق لأجل ذلك.