الخوف من انتشار السلاح النووي لا يراود في الوقت الحالي إلا مالكيه وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية وربيبتها إسرائيل ثم تأتي مخاوف متفاوتة من استعماله عند هذا البلد أو ذاك. وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي على غرار سابقيه يعطي أهمية قصوى لخطر قد يحدث وقد لا يحدث وإن حدث فستكون له الغلبة باستعمال هذا السلاح الفتاك وقد استعملته أمريكا من قبل عندما شعرت بالخطر أمام اليابان في هيروشيما وناكازاكي، فإن الأحرى بهذه الإدارة أن تلتفت إلى إرهاب الدولة الذي فاق كل إرهاب في فلسطينالمحتلة، والأجدر بها أن تتحرك باعتبارها القوة العظمى لوقف عملية الإبادة للشعب الفلسطيني إن بالسلاح المحرم دوليا وإن بالحصار والتجويع قبل القوانين الجائرة التي تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها بدون سبب أو إخراج ساكنيها منها لتمنح إلى مستوطنين إسرائيليين بهدف اجتثاث كل الفلسطينيين لإقامة الدولة اليهودية. وإذا كان هناك ضمير يؤنب بسبب ما يتهدد البشرية فالأولى به أن يتفطن إلى أم الداء في أكبر منطقة تشهد توترا مزمنا ألا وهو الشرق الأوسط وداؤه إسرائيل التي تمتلك من السلاح النووي ما يهدد الإنسانية بالفناء. نقول هذا لأن الواقع يثبت أن إسرائيل موضوعة فوق القانون ومحمية بالفيتو الأمريكي في كل استراتيجية تنتهجها في الشرق الأوسط أو لتطوير ترسانتها النووية، ونؤكد عليه لأن المجتمع الدولي برمته عجز حتى على حمل إسرائيل على دخول مفاوضات مع الفلسطينيين بشروط تم الاتفاق بشأنها وكان قد عجز عن حمل هذا الكيان الدخيل على العالم العربي من احترام القرارات الأممية بخصوص الصراع في الشرق الأوسط منذ الوهلة الأولى. وبالتالي فإذا كان هناك ضمير حي فليدعنا أصحابه نراه في حماية الحق في الحياة في فلسطين ولا أذكر غيرها.