في محاولة لامتصاص الإحباط الذي يلازم المغرب بسبب القضية الصحراوية ارتأت القناة التلفزيونية المغربية ''أم ''2 في حصة ''مباشرة معكم'' سهرة يوم الأربعاء تخصيص حيز لما أسمته ب''هروب المحتجزين في مخيمات تندوف إلى الوطن الأم ''بسبب ''معاناتهم من سوء المعاملة هناك'' ! ولحد الآن لاندري إلى أي أساس تستند الاطروحات المغربية بخصوص ''تدفق هؤلاء اللاجئين الصحراويين على المغرب'' في الوقت الذي تفتقد فيه للدلائل القاطعة، وهو ما تبين في الحصة التي طغى عليها الكلام دون صور هؤلاء الفارين المزعومين، اللهم إلا بعض الشهادات التي تعد على الأصابع لبعض ''الصحراويين'' الذين باعوا ذممهم مقابل حفنة من ''الدريهمات''، أوكلت لهم مهمة رواية الأكاذيب واصطناع المعاناة التي عاشوها في مخيمات تندوف في تمثيلية نسجت بالأستوديو لإضفاء المصداقية على الأطروحات المغربية. والأدهى من كل ذلك ذهب ضيوف الحصة الذين اختلقوا الكذبة وصدقوها من قانونيين وسياسيين مغربيين الذين ''عاثوا في تناقضاتهم فسادا'' بوصف من يتواجدون بمخيمات تندوف أنهم محتجزون رغم تصنيفهم وفق اللوائح الدولية على أنهم لاجئون ويحظون بزيارات منتظمة للمفوضية السامية لحقوق الانسان، في حين ذهب بعضهم الآخر الى بعث الأطماع التوسعية للمخزن، من خلال الادعاء بأن الجزائر تأوي المحتجزين فوق الاقاليم الخاضعة لسيطرتها.. والمؤكد أن إطلاق مثل هذه الإشاعات التي تفتقد للمصداقية تبقى مجرد جعجعة بلا طحين وتعكس دوران النظام المغربي في حلقة مفرغة بعد فشل مخطط الحكم الذاتي، بل وحتى التناقض الذي يميز سياسة المغرب تجاه هذه القضية منذ بدايتها والذي لطالما سبح عكس التيار بعد تصنيف القضية الصحراوية ضمن قضايا تصفية الاستعمار في الأممالمتحدة وتمسك الشعب الصحراوي بأحقيته في تقرير المصير.