شرعت وسيلة تامزالي ابتداء من أمس الجمعة، في تقديم كتابها الجديد الصادر منذ أيام عن دار سيديا المعنون ب''امرأة غاضبة'' الذي يحمل رؤى وتصورات يصب أغلبها في الحديث عن مبادئ الحرية والإنسانية. يعكس الكتاب مسيرة هذه الحقوقية الجزائرية اللامعة، التي برزت في النضال من أجل نصرة القضايا النسوية بأوربا والمغرب العربي. يخاطب الكتاب عبر 152 صفحة، الطبقة المثقفة وجمهور الحقوقيين بفرنسا وأوربا، خاصة منهم الذين رفعوا على مدار سنوات طويلة لواء الدفاع عن حقوق الإنسان لإدراجها ضمن المبادئ العالمية السامية، لكنهم فشلوا حسب الكاتبة في أن يحققوا ذلك على أرض الواقع بالنسبة للدول النامية، لتبقى مبادئهم حكرا على العالم الغربي المتقدم ولا علاقة لها بالضعفاء.وتتساءل المؤلفة في مقدمة الكتاب بقولها ''هل تخلى المدافعون عن حقوق الإنسان ومجابهة مد الاستعمار عن معركتهم اليوم؟''. كما لم تكف تامزالي عن التنديد بالفكر الغربي أمام اتساع دائرة ''المجتمعات الواحدة'' المنغلقة على نفسها، وتتخذ حجة على ذلك قضية المرأة وظروف حياتها الاجتماعية، إضافة إلى قضية التعددية الثقافية، موضحة نظرتها إزاء أفكار ومبادئ التسامح بأوربا وحقيقة اللائكية ''المنفتحة'' و''الإسلام المعاصر'' وانعكاس ذلك على الدول العربية والإسلامية.وتشمل جولة تامزالي العاصمة اليوم السبت على الثانية والنصف بمكتبة العالم الثالث. كما ستقدم الكاتبة العديد من المحاضرات على امتداد الأسبوعين القادمين وذلك بعنابة، سكيكدة، قسنطينة، والعاصمة أي إلى غاية 25 ماي. للتذكير، فإن هذا الكتاب يصدر سنتين بعد كتابها ''تنشئة جزائرية'' وكتاب ''من الثورة إلى القبلية'' الذي فتح فضاءات نقاش واسعة بالجزائر وفرنسا. السيدة تامزالي من مواليد ,1941 وتعتبر من أشهر المحامين الجزائريين، تقلدت منصب مديرة حقوق المرأة بمنظمة اليونيسكو، كما أنها من أبرز المناضلات في مجال حقوق المرأة على الصعيد الدولي.