حدث تغير كبير على عادات واعتقادات تربية الأطفال من إطعام ونوم وإلباس، فلم تعد التربية الحالية تعتمد على نصائح الجدة بالقدر الذي تستمد مفاهيمها من الكتب والمواقع الإلكترونية، حيث برزت بعض الخلافات بين جيلي اليوم والأمس في مسألة تربية الأطفال. عندما تواجه الأم تجربتها الأولى في الإنجاب تعتقد أنها أمام مشكلة كبرى يصعب حلها، غير أنه مع مراعاة بعض القواعد البسيطة يصير الأمر سهلاً. هذه القواعد التي تصير مع تكرار الحمل أمورا بسيطة قد لا تستحق السؤال، هي ذاتها التي تكون أوزارا بالنسبة للحامل لأول مرة بحيث تظهر تجربة الحمل الأولى بالنسبة إليها جديدة تحمل الكثير من الأسئلة التي تجد لها بالمقابل فيضا من الأجوبة سواء من الأم أو الحماة أو الأخت أو حتى زميلة العمل، ليس هذا فحسب، وإنما سهولة الإبحار على الشبكة العنكبوتية فتحت آفاقا أخرى أمام الأمهات الحديثات ل''التحري'' عن كل ما يدور في أذهانهن من أسئلة واستفسارات حول الحمل، الولادة وتربية الأطفال. ''المساء'' حملت سؤالا لقارئاتها الأمهات حول ما يفضلن لتربية أطفالهن: الكتب أم نصائح الجدة كما يتفق على تسميتها!
التربية.. علم وتجربة إن مسالة تربية الأطفال تبدو نسبية بحيث تختلف من أسرة إلى أخرى تماشيا مع الظروف العامة لكل أسرة، غير أن الطفل عندما يولد يكون محاطا بعائلته الكبيرة التي تضم أسرة الأم وأسرة الأب، وبالتالي فإن الأم المرضعة تكون هي الأخرى محاطة بكم هائل من الأوامر والنواهي فيما يتعلق بإرضاع وليدها وتحميمه وموعد نومه.. الخ... ويمكن حسم الأمر بالسماع من هذه وتلك، كما أن الكتب باتت تطلعنا على الكثير، لذلك لم تعد الأم الجديدة تجد نفسها في ظروف لا تحسن التصرف فيها. أم خليل تؤكد أنها وطوال فترة حملها قرأت كتابا باللغة الفرنسية بعنوان ''انتظر طفلا''، وهو الكتاب الذي تقول أنه جامع وشامل بحيث يتحدث عن مراحل الحمل وتغذية الحامل إلى الولادة وطرق العناية بالمولود الجديد وبأدق التفاصيل، فحتى إصابة الطفل بالحمى وكيفية التعامل معها مذكورة بالتفاصيل في هذا الكتاب. وتعتبر المتحدثة نصائح الجدة مكملة للكتب المتخصصة، التي تمنح من جهتها الفرصة للأم التي تعيش بعيدا عن محيط العائلة الكبيرة، وبالتالي عن مساعدة الوالدة أو الحماة في العناية بالمواليد والأطفال. من جهتها تفضل أم نسرين الحامل في شهرها الخامس، وهي أستاذة لغة فرنسية بمدينة الرويبة، الكتب وما تقدمه من جديد الدراسات العلمية في العناية بالأطفال على نصائح الجدة. مشيرة إلى أن النمط المعيشي العام شهد تغيرات كثيرة في السنوات الأخيرة وهي ذات التغيرات التي لا تغفلها الدراسات العلمية وتقدم دائما الطريقة الصحيحة لمسايرتها حتى فيما يخص تربية الأطفال، لذلك فأنا أفضل الاطلاع على جديد الكتب المتخصصة في هذا المجال ولاحظت ان كل عام هناك كتب جديدة تحمل العديد من النصائح والطرق المجربة في تربية الطفل منذ الولادة إلى ست سنوات ثم إلى المراهقة، وهكذا أستفيد من المطالعة وأكتسب التجارب من خلال العمل بالنصائح. وتؤكد ذات المتحدثة ان التربية علم وتجربة، لذلك فإن العمل بنصائح الجدة مفيد في بعض المواقف والاستفادة من الكتب العلمية مفيد في أخرى، والأم الذكية هي التي تحرص على الجمع بين الطرفين. في الأنترنت جواب لكل سؤال وقد وجدت ابتسام، أم لطفلين، طريقة سهلة للبقاء على اطلاع بمستجدات أخصائيي تربية الأطفال، بالتسجيل في بعض المواقع الالكترونية المتخصصة مثل موقع ''أو فيمينان'' أو ''خاص بالأنثى''، والذي تمكنت من خلال التسجيل به من تحميل كتب خاصة بالعناية بالحامل منذ الأسبوع الأول حتى الولادة ثم كتب أخرى تهتم بالطفل قبيل السنة الأولى وبعدها الى ست السنوات وهكذا. وبما ان المتحدثة تعاني من الحساسية تجاه بعض الأغذية فإنها لا تتوانى في إرسال أسئلتها إلى المشرفين على المواقع الالكترونية المتخصصة في الطفولة لتجد إجابات عما إذا كانت هذه الحساسية متوارثة وهل ستورثها بدورها لأطفالها، وتقول المتحدثة إن ''مثل هذه الأمور لا يمكن لأمي أو لحماتي إدراكها أو إجابتي عنها، كونها علمية ولا بد ان تستند لرأي أخصائي ممارس، أما أمور أخرى مثل إلباس الرضيع أو تدليكه أو العناية بحمامه، فتجارب الجدة بخصوصها مفيدة. إذ أن حمام الطفل مثلاً يجب أن يكون في منتصف النهار وقبل موعد الرضاعة بنصف ساعة على الأقل، ثم يتغير موعده مع نمو الطفل، كما يفضل أن يأخذ الطفل حماماً قبل النوم حتى يستغرق في نوم عميق" . كذلك ترى امرأة حامل في شهرها السابع، ان الجمع بين نصائح الجدة والكتب العلمية طريقة ذكية تعتمدها حاليا فيما يخص غذاء الحامل ونوعية الرياضة التي يمكنها ممارستها، وهي أيضا تجد أجوبة على عشرات المواقع بمجرد كتابة سؤال على صفحة ''غوغل'' ثم تختار الجواب الأدق بعد تصفح ما يمكنها من مواقع. وترى المتحدثة ان أسئلتها منطقية وتواكب مرحلة حملها وبعد الوضع فهي أكيد ستستمع لنصائح أمها وحماتها بالنظر إلى تجربتيهما في التربية.