تشير كل معطيات بطولة القسم الأول لكرة القدم إلى إمكانية حصول فريق مولودية الجزائر على لقبه السابع في منافسة هذا الموسم والتي لم يبق على نهايتها سوى جولتين يلعب فيها زملاء بوقاش لقاءيهما الأخيرين بملعب 5 جويلية ضد شباب بلوزداد ومولودية باتنة على عكس ملاحقه المباشر الذي ينتظره تنقل صعب يقوده في الجولة الأخيرة إلى بجاية. وكان فريق العميد المستفيد الأكبر من الجولة الثالثة والثلاثين التي جرت أول أمس، في أعقاب انتصاره ( 3-1) أمام مولودية العلمة وتعثر وفاق سطيف (2-1) بتلمسان، مما مكنه من قيادة المجموعة بمفرده، حيث يتقدم على تشكيلة ''النسر الأسود'' بثلاث نقاط كاملة وهو مستعد الآن للحفاظ على مكسبه إلى غاية نهاية البطولة. وكان لاعبو المدرب فرانسوا براتشي قد أدخلوا الشكوك لدى أنصارهم حين انهزموا في الجولة ما قبل الأخيرة ضد وفاق سطيف، وتمكن هذا الاخير من تقاسم معه المركز الأول في الترتيب، لكن لحسن حظ تشكيلة مولودية الجزائر أن وداد تلمسان استطاع أن يقلب الأوضاع في المقدمة ويهدي لها فرصة ذهبية لتقوية حظوظها للإستحواذ على اللقب. ولا شك أن عودة المولودية إلى السيطرة على أطوار البطولة لا يعد بالمفاجأة بل يعد شيئا طبيعيا بالنظر إلى المواضبة التي سار عليها الفريق في كيفية حصد النتائج الإيجابية ومكنته من البقاء في أعلى هرم الترتيب منذ انطلاق البطولة، وهو ما أشار إليه رئيس النادي السيد الصادق عمروس، الذي قال بعد المباراة ضد مولودية العلمة: ''أظن أن مسيرتنا الإيجابية تؤكد بوضوح مدى استحقاقنا لإحتلال صدارة الترتيب التي لم نتنازل عنها منذ انطلاق البطولة، لأن التعثر الذي سجلناه مؤخرا في سطيف زادنا عزيمة كبيرة للتشبث بأمل الفوز بلقب المنافسة، وها نحن على مرمى حجر من تحقيق هذا الحلم الذي يراود أنصارنا وكل العائلة الرياضية للنادي. لكن المنافسة لم تنته بعد لأن أصعب شيء ينتظر لاعبينا في الجولتين القادمتين ضد بلوزداد وباتنة. يجب خوض هذين اللقاءين بكثير من الرزانة حتى نتفادى الوقوع في فخ الغرور بالنفس ولا يفوتني أن أشيد بهذه المناسبة بفريق وداد تلمسان الذي احترم الأخلاق الرياضية بعد انتصاره على سطيف وأكد ضرورة الإلتزام بالأخلاق الرياضية''. وبالمقابل، كانت الخيبة كبيرة لدى السطايفيين بعد خسارة فريقهم في تلمسان وفقدانه للمركز الأول، حيث تقلصت حظوظه في إمكانية الإستحواذ على لقب البطولة كون ما تبقى من عمر المنافسة يرشح أكثر مولودية الجزائر للوصول إلى التتويج. ورغم ذلك، فإن الوفاق لم يفقد الأمل في قلب الموازين لصالحه مثلما حاول تأكيده رئيسه عبد الكريم سرار الذي صرح من تلمسان قائلا: ''لقد لعبنا خلال الفترة الأخيرة من البطولة مباريات في قمة الصعوبة، ذلك أن كل الفرق التي واجهتنا حاولت الإطاحة بنا. لكن رغم انهزامنا اليوم أمام تلمسان، فإن الأمر لم يحسم بعد لتعيين الفائز بلقب البطولة .. أتمنى فقط أن يجري التنافس في الجولتين المتبقيتين من عمر البطولة فوق أرضية الميدان وليس في الكواليس. فلا بد من احترام أخلاقيات الرياضة حتى يكون الفائز باللقب بطل حقيقي''. ويراهن الوفاق كثيرا على شباب بلوزداد لكي يتوصل هذا الأخير إلى الإطاحة بفريق مولودية الجزائر في مباراتهما القادمة، لكن ذلك يتطلب أيضا من السطايفية حصد ستة نقاط في الجولتين القادمتين ضد كل من مولودية وهران وشبيبة بجاية. أما في مؤخرة الترتيب، فلم يتم التعرف بعد على الفريق الثالث الذي سيرافق مولودية باتنة ونصر حسين داي إلى القسم الثاني حيث لا يزال التنافس على أشده بين الفرق المعنية بالسقوط وقد يستمر الترقب إلى غاية الجولة الأخيرة.