اضطرت إسرائيل أمس إلى الإفراج عن المئات من المتضامنين في أسطول الحرية والمعتقلين منذ يومين في سجونها إثر الهجوم الذي نفذته قواتها البحرية ضد الأسطول وأدى إلى مصرع عشر من المشاركين فيه وإصابة العشرات الآخرين. وأفرجت إسرائيل عن هؤلاء المتضامنين الذين ينتمون إلى دول مختلفة عربية وغربية بعد تصاعد موجة التنديد والضغوط التي أطلقها قادة ورؤساء العديد من الدول خاصة تلك التي يوجد رعاياها ضمن المعتقلين والذين طالبوا حكومة الاحتلال بالإفراج الفوري عن كل المحتجزين. وأبعدت إسرائيل أمس إلى الأردن 250 متضامنا من أصل 682 الذين كانوا على متن سفن أسطول الحرية ينتمون إلى 42 دولة من بينهم الوفد الجزائري المكون من 32 عضوا ومتضامنين من موريتانيا والكويت وتركيا ودول غربية أخرى. وأعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتني أن الايطاليين الستة الذين كانوا ضمن المتضامنين في أسطول الحرية تم الإفراج عنهم ونقلوا إلى مطار بن غوريون ليتم إعادتهم إلى ايطاليا. وسارعت حكومة الاحتلال في تنفيذ إجراءات الإبعاد بعد قرار مجلس الأمن الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مساء أول أمس بإخلاء سبيل المحتجزين في ظرف 48 ساعة. لكن نتاياهو حذر من أن إسرائيل ستواصل فرض حصارها على قطاع غزة زاعما أن ''فتح طريق بحري باتجاه غزة يشكل خطرا كبيرا على امن المواطنين الإسرائيليين''. وقال ''إذن يجب مواصلة الحصار البحري''. وليس ذلك فقط فرغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اقر بوجود انتقادات دولية لسياسة إسرائيل فإنه اعتبر أن ما تقوم به حكومته من انتهاكات وخروقات للقانون الدولي أمر ضروري من اجل حماية امن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. واعتادت إسرائيل على رفع ورقة حماية أمنها لتبرير كل الجرائم البشعة والانتهاكات الخطيرة التي تقترفها في كل مرة ضد الفلسطينيين وضد كل من يسعى لدعمهم أو مساعدتهم وحتى وان تعلق الأمر بمجرد مساعدات إنسانية لسد رمق أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني محرومين من ادنى متطلبات الحياة. لكن قرار نتانياهو بمواصلة الحصار الإسرائيلي عبر البحر قد يضع حكومة الاحتلال أمام أزمة دبلوماسية مع ايرلندا التي حثت أمس إسرائيل على ضرورة السماح لباخرة جهزتها منظمات ايرلندية في طريقها إلى القطاع من الرسو في ميناء غزة. وقال وزير الخارجية الايرلندي ميكائيل مارتن بلهجة حادة ''أنني أجدد دعوتي العاجلة للحكومة الإسرائيلية للسماح للباخرة ''ام في رشال كوري'' الايرلندية من العبور'' وأضاف انه ''من غير الممكن أن تحدث مواجهات جديدة أو إراقة الدماء في مهمة إنسانية بحتة''. وحذر من أن الحكومة الايرلندية ستبقى على اتصال في الأيام القادمة مع نظيرتها الاسرائيلية حول هذا الموضوع. وكانت الباخرة الايرلندية قد تأخرت في الالتحاق بأسطول الحرية وهي تتواجد الآن في المرتفعات البحرية بالبحر الأبيض المتوسط والسواحل الشمالية للقارة الإفريقية في طريقها باتجاه غزة.