أعلن وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس، عن تمكن الجزائر ودولة النيجر من إقناع مؤسسات مالية افريقية وعربية بتمويل الشطر المتبقى من الطريق العابر للصحراء على مسافة 230 كلم والواقع داخل التراب النيجري. وذكر السيد غول في تصريح للصحافة أمس، لدى قيامه بزيارة تفقدية لبعض مشاريع قطاعه بالعاصمة رفقة وزير التجهيز لدولة النيجر السيد ديالو امادو، ان وضع حجر الأساس لاستكمال آخر شطر من مشروع الطريق العابر للصحراء الممتد بين منطقتي أسماكا وارليت سيكون قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام القادم على أكثر تقدير وذلك بعد تجاوز المشكل المالي وتمكن القمة الأخيرة المنعقدة بنيامي شهر ماي الماضي من إقناع عدة مؤسسات مالية إقليمية، منها البنك الإسلامي وبنك التنمية العربية والبنك الإفريقي للتنمية بدعم هذا المشروع الحيوي بالنسبة لكل القارة الإفريقية كونه يندرج ضمن برنامج التنمية من أجل دعم إفريقيا (النيباد). ووافقت تلك المؤسسات على منح تمويل ب100 بالمائة وهوما يعادل تكلفة إجمالية تقدر ب 100 مليون دولار. ويعتبر الطريق الرابط بين أسماكا وارليت آخر شطر من الطريق العابر للصحراء الذي يمتد من الجزائر الى لاغوس بنيجيريا مرورا بالنيجر على مسافة 4600 كلم. وتراهن عليه الدول الإفريقية خاصة من أجل تنشيط الحركة الاقتصادية بين دول المنطقة التي تبقى دون المستويات المأمول ان تبلغه. ويعد هذا المشروع وكذا أنبوب النفط الرابط بين نيجيريا والجزائر والذي يمتد نحو أوروبا من أهم الانجازات التي تراهن عليها دول المنطقة لتفعيل دورها الاقتصادي، ليس فقط على مستوى جنوب جنوب ولكن أيضا في التعاون جنوب شمال. وعلى ضوء هذه المعطيات الميدانية قال السيد غول ان مشروع الطريق العابر للصحراء أصبح واقعا ملموسا وسيكون تجسيده مفخرة لكل إفريقيا. وفي السياق، أشار الوزير النيجري السيد ديالو امادو، ان زيارته الى الجزائر سمحت بتباحث كل التفاصيل المتعلقة باستكمال الطريق العابر للصحراء في شطره الخاص بالنيجر. وأضاف ان التعاون بين البلدين فيما يخص هذا المشروع يسير في الاتجاه الصحيح بدليل النتائج التي توجت أشغال ندوة نيامي الأخيرة. ويذكر ان الشطر الواقع بالتراب الجزائري من الطريق العابر للصحراء والذي تم وضع خطوطه العريضة في بداية السبعينات قد تم استكماله حيث يمتد على مسافة 2400 كلم وتم تعبيد الجزء الأخير الواقع بين عين قزام وحدود النيجر على مسافة 415 كلم صيف العام الماضي. وكان وزير التجهيز النيجري شرع السبت الماضي في زيارة الى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من نظيره السيد عمار غول مكنته من استعراض كل ملفات التعاون بين البلدين في مجال الأشغال العمومية. وفي أجندة زيارته الى الجزائر تفقد العديد من المشاريع الكبرى وهو ما تم أمس، حيث رافق السيد غول في جولة بالعاصمة شملت مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 36 الرابط بين عين البنيان وتسالة المرجة الممتد الى بوفاريك على طول 52 كلم، وكذا مشروع تهيئة نفق وانجاز جسر ولمان خليفة بالعناصر المحاذي للمقر الجديد لوزارة الخارجية. وأبدى السيد ديالو امادو إعجابه بنوعية المشاريع التي تنجز في الجزائر واعتبرها نموذجا يمكن لبلاده ان تستلهم منه لانجاز مشاريع مماثلة. وتوقف الوزيران في أول محطة في جولتهما بالعاصمة عند مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 36 الرابط بين عين بنيان وتسالة المرجة واطلعا على سير الأشغال، حيث ينتظر ان يسلم هذا المشروع قبل نهاية الصيف الجاري. وتفقد الوفد الوزاري كذلك مشروع تهيئة نفق وانجاز جسر ولمان خليفة بالعناصر المحاذي للمقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية. وعرفت الأشغال في هذا المشروع تقدما كبيرا حيث تم استكمال انجاز النفقين في حين بلغت نسبة انجاز الجسر العملاق 90 بالمائة. وذكر وزير الأشغال العمومية بأن تدشين هذين المشروعين قبل نهاية الصيف من شأنهما ان يساهما في التخفيف من الضغط على حركة السير بالعاصمة.