يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ابتداء من اليوم بزيارة رسمية إلى روسيا تهدف إلى بعث التعاون الثنائي والحوار السياسي بين البلدين· وقد دخلت العلاقات الجزائرية الروسية، التي تعود إلى أكثر من 45 سنة خلت، مرحلة "الشراكة الإستراتيجية" منذ2001 بعد زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى موسكو ويهدف "إعلان الشراكة الإستراتيجية" الجزائرية الروسية الذي وقع في أفريل 2001 إلى "بعث التبادلات الثنائية في مختلف الميادين" · وتعد هذه الوثيقة الأولى من نوعها توقعها روسيا مع دولة عربية أوافريقية والثانية بعد تلك التي وقعتها مع الهند· ومنذ ذلك التاريخ شهدت العلاقات بين الجزائروموسكو وتيرة متسارعة ميزتها الزيارة الأولى من نوعها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجزائر في مارس 2006 واجتماع اللجنة المختلطة للتعاون مرتين متتاليتين وإنشاء مجلس للأعمال وتبادل العديد من الزيارات بين مسؤولي البلدين· كما تم وضع إطار قانوني للتعاون يضم حوالي عشر اتفاقات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم في الميادين الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية· كما اتفق البلدان في مارس 2006 على إلغاء الديون الجزائرية تجاه روسيا المقدرة ب 4.7 مليار دولار والتي اقترضتها الجزائر مقابل شرائها لممتلكات وخدمات روسية بقيمة تعادلها· وكانت الجزائروروسيا التي خلفت الإتحاد السوفياتي قد احتفلتا يوم 23 مارس الفارط بالذكرى ال45 لقيام العلاقات الدبلوماسية بينهما مؤكدتين بهذه المناسبة على "العمق المتواصل للحوار السياسي بينهما" · كما أبرز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة "نوعية" العلاقات الدبلوماسية في رسالة وجها إلى الرئيس بوتين في جوان الماضي، معربا عن "ارتياحه" للحوار السياسي الذي ساعد على "تقريب مواقف البلدين حول القضايا الدولية" · إلا أن الجانب الاقتصادي لم يكن مسايرا حيث أن حجم المبادلات التجارية تراجع خلال سنة 2007 بالمقارنة مع السنة المنصرمة· بالفعل بلغ حجم المبادلات141 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2007 بعدما بلغ 600 مليون دولار في سنة 2006 · وتتكون هذه المبادلات أساسا من الواردات الجزائرية من المواد الخام ومواد التجهيز ومواد الاستهلاك غير الغذائية· ومن جهتها تصدر الجزائرنحوروسيا الفوسفات ومواد التشحيم· ولمواجهة هذا الوضع تنتظر الجزائر "ديناميكية أكبر" من المؤسسات الروسية وتأمل في تحديد مشاريع تعاون ملموسة· وحسب وزير التنمية الإقليمية الروسي السيد فلادمير ياكوفليف فان قطاع الطاقة لاسيما قطاع الغاز الطبيعي الذي تحتل فيه الجزائروروسيا موقع الصدارة على الصعيد العالمي قد يمثل "المحرك" الذي سيسمح بتسريع وتيرة التعاون الاقتصادي وتوسيعه وفي الواقع فإن هذا التعاون الطاقوي لم يتجسد، حسبما رغبه الطرفان· وأشار الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك السيد محمد مزيان مؤخرا أن مذكرة التفاهم بين شركة سوناطراك ومجمع الغاز الروسي "غاز بروم" التي انتهت مدة صلاحيتها في شهر أوت الفارط لم توفر "فرص شراكة" وبالتالي لم تجدد إلا أن التعاون قد يشهد تطورا في مجالات أخرى· وبذلك فإن روسيا قد أعربت عن استعدادها لتقاسم خبرتها في مجال التقنيات الفضائية والطاقة الكهربائية من أصل نووي· وفي مجال السياحة تمت الإشارة بالجزائر العاصمة إلى أن المؤسسات الروسية قد تشكل شريكا هاما بالنظر إلى قدراتها المالية الهامة وذلك بغية المساهمة من خلال استثماراتها في تطوير المنشآت السياحية بالجزائر·