وعد وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي المتربصين بالتكفل بقائمة الانشغالات التي عبّروا عنها خلال الندوة الوطنية حول السياسة القطاعية الموجهة للشباب في قطاع التكوين المهني، وأضاف أن كل العراقيل المرتبطة بقطاع التكوين سيتم الشروع في معالجتها ابتداء من شهر مارس القادم· كانت الفترة الصباحية من اليوم الثالث والأخير من الندوة التي احتضنتها القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف بالعاصمة فرصة للشباب المتربص لعرض قائمة طويلة من الانشغالات، والحديث عن مشاكلهم أثناء التكوين وبعد التكوين، وسلمت كل اقتراحاتهم إلى مسؤولي الوزارة الذين تابعوا تداول ممثلي كل الولايات على المنصة كما سجل حضور وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة· ولم تختلف "عريضة المطالب" التي رفعها كل متربص عن الآخر باستثناء بعض التباينات بخصوص مناطق الجنوب والهضاب وولايات الشمال· واشتكى المتربصون من مشاكل كثيرة تعترض مجال التمهين وبالأساس نقص غياب التكوين التطبيقي في بعض الأحيان مما يؤثر على مستوى التكوين، ودعوا الوزارة إلى التدخل عبر عقد اتفاقات مع القطاع الاقتصادي والخدماتي لقبول المتربصين في مؤسساتهم· وقال متربص من ولاية سوق أهراس الحدودية أن هناك من المتكونين بالمراكز المتواجدة بالولاية يجبرون على ترك مقاعد التكوين بمجرد اصطدامهم بانعدام فرص للتكوين التطبيقي· كما عبّروا عن استيائهم لانعدام برامج تدخل في إطار "أنسنة" التكوين المهني حيث تفتقر المراكز إلى مرافق ثقافية ورياضية إلى درجة إهمال المشرفين على تسيير هذا القطاع محليا لهذا الجانب الأساسي في كل مراحل التكوين، وطالبوا بتفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية داخل المؤسسات أو من خلال عقد اتفاقيات مع القطاعات المعنية تسمح لهم بالاستفادة من دور الشباب ومن مختلف القاعات الرياضية· وأثار متربص آخر من ولاية باتنة مشكل مرافقة الشباب ما بعد التكوين حيث يكون هؤلاء عرضة للبطالة بمجرد حصولهم على شهادة التخرج، وألح في هذا السياق على مشكل تملص البنوك من منح قروض لفائدة المتخرجين من أجل إنشاء مؤسسات مصغرة·والتقت العديد من التدخلات حول هذه النقطة واعتبروها أساسية في معالجة أزمة البطالة· واستغل المتربصون حضور وزير القطاع السيد الهادي الخالدي لجلب الانتباه لبعض المشاكل التي تعاني منها فئة المعوقين، وقال أحد المتحدثين باسم هذه الفئة بصريح العبارة" أن المعوق في قطاع التكوين مهمش"، واستوقف متربصون آخرون الوزير عند مشكل غياب التجهيزات والإمكانيات في بعض المراكز· ورفع متربصون يمثلون الولايات الجنوبية إلى الوزير، انشغالات تتعلق بغياب النقل، إضافة إلى مطالبتهم بحصتهم في التوظيف في المؤسسات العاملة في قطاع البترول·وفي سياق ترحيبهم بقرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لإعادة فتح مدرسة أشبال "الثورة" دعوا القاضي الأول في البلاد إلى الترشح لعهدة رئاسية ثالثة· وفي تدخله للرد على انشغالات المتربصين، وعد السيد خالدي بالتكفل بكل الانشغالات وأوضح أن ذلك سيتم بطريقة موضوعية حيث يتم معالجة تلك المرتبطة بقطاعه ابتداء من شهر مارس القادم· وبخصوص غياب ونقص التربصات الميدانية، أوضح الوزير أن هذا المشكل يؤثر تأثيرا مباشرا على نوعية التكوين ولذلك بادرت الوزارة منذ سنوات في مراجعة ميكانيزمات التكوين وقامت بتنصيب لجنة لإعادة النظر في مدونة التكوين وأصدرت قانونا توجيهيا خاصا بالقطاع، وبحسبه فإن أكبر مشكل يعاني منه القطاع هو عزوف الشباب عن التكوين، ومن ثمة وضعت الدولة آليات وميكانيزمات لتذليل كل الصعاب وجعل القطاع أكثر استقطابا للشباب·وحول مشكل البطالة أشار الوزير إلى وجود مفارقة كبيرة في سوق الشغل، إذ في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن وجود بطالة في بعض القطاعات ونقص اليد العاملة المؤهلة نجد هناك فائضا في اليد العاملة في بعض القطاعات الأخرى· وبالنسبة للوزير فإن عرض السياسة الوطنية للتشغيل من طرف وزير القطاع السيد الطيب لوح في الأيام القادمة سيسمح بمراجعة كل آليات التشغيل بما في ذلك التكفل بالوكالة الوطنية للتشغيل وكل الهيئات التي استحدثت من أجل المساهمة في القضاء على البطالة، واعترف في هذا السياق بعدم مسايرة البنوك الوطنية لسياسة التشغيل التي أقرتها الحكومة· أما عن أنسنة قطاع التكوين عبر بعث النشاطات الرياضية والثقافية فقد قال الوزير أن هناك اتصالات مع الوزارات المعنية منها الشباب والرياضة والثقافة لتذليل هذه المشاكل· وكان الوزير صريحا في رده على كل الإنشغالات، ففي الوقت الذي تعهد فيه بحل المشاكل المرتبطة بقطاعه ابتداء من شهر مارس القادم، أشار إلى أنه "لا يملك عصا موسى ولا خاتم سليمان" بخصوص المشاكل الأخرى ووعد بطرحها على كل القطاعات الأخرى قصد المشاركة في إيجاد حلول لها·وفي هذا السياق تحدث وزير الاتصال خلال كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة عن إلتزام الحكومة للتكفل الحقيقي بمشاكل الشباب واعتبر عقد هذا اللقاء دليلا على ذلك·