ينتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك اوباما في السادس جويلية القادم بالبيت الأبيض بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لبحث مستجدات الوضع في المنطقة العربية وآليات تحريك عملية السلام المتعثرة. وقال راهم عيمانويل الأمين العام للرئاسة الأمريكية أمس أن اوباما اقترح يوم السادس جويلية القادم لاستقبال نتانياهو بعد تأجيل لقاء بينهما كان مقررا بداية الشهر الجاري قبل أن يضطر الوزير الأول الإسرائيلي إلى إلغائه بسبب ضغوط دولية على إدارته على خلفية الجريمة التي اقترفتها قواته ضد نشطاء إنسانيين كانوا على متن أسطول الحرية وقتلوا تسعة منهم يوم 31 ماي الماضي في عرض المياه الدولية. ويعد هذا خامس لقاء قمة بين الرجلين منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض في 20 جوان من العام الماضي حاول خلاله الرئيس اوباما فرض مقاربته الجديدة للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولكنه اصطدم في النهاية بضغط اللوبي اليهودي الذي أرغمه على إحداث تغييرات جوهرية على سياسته التي أرادها متوازنة بين الكيان الإسرائيلي المحتل والعرب ولكنه خضع في النهاية لمنطق الضغط الممارس عليه في الكونغرس الأمريكي حتى يواصل على طريق الوقوف إلى جانب إسرائيل مهما كان. وهو ما يفسر تكفل عيمانويل راهم ذي الأصول اليهودية شخصيا مهمة الإعلان عن هذه الزيارة بدلا من الناطق باسم البيت الأبيض أو كتابة الدولة للخارجية بما يدفع الى التأكيد أن اوباما وقع كغيره من الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه في شبكة هذا اللوبي المتغلغل في دواليب دوائر صناعة القرار الأمريكي قصد التأثير عليه بما يشتهون ويخدم إسرائيل حتى على حساب المصلحة الأمريكية. وعيمانويل راهم لمن لا يعرفه أمريكي من أصول يهودية ومازال والده يقيم في إسرائيل ويعتبره الإسرائيليون بمثابة عينهم في قلب البيت الأبيض الأمريكي وبقناعة انه مادام هو هناك فلا خوف على إسرائيل بسبب مواقفه المؤيدة لمنطق إسرائيل في تعاملها مع العرب والفلسطينيين تحديدا إلى درجة أن اللوبي اليهودي يفضل تسميته باسم ''رومبو'' الممثل الأمريكي المعروف الذي روج للفكر الاستراتيجي الأمريكي في أفغانستان تسعينات القرن الماضي. وقال عيمانويل الذي زار إسرائيل مؤخرا والتقى خلالها بالوزير الأول الإسرائيلي في القدسالمحتلة أن هذا اللقاء الخامس بين اوباما ونتانياهو سيتناول القضايا التي تخص عملية السلام وأمن إسرائيل وقضايا أخرى ذات صلة بالوضع في المنطقة، في إشارة واضحة إلى الموقف من إيران والضغوط الإسرائيلية الرامية إلى ضربها عسكريا والانتهاء مع ملف برنامجها النووي. وبلغة المدافع عن نتانياهو قال الأمين العام للرئاسة الأمريكية إن هذا الاخير هو القيادي المستعد لاتخاذ قرارات رغم خطورتها للتوصل إلى تحقيق السلام وأنه كان دائما واضحا في الدفاع عن نواياه وما ذا يريد فعله''. وهو تصريح يدفع على الدهشة ليس لكون مسؤول في الرئاسة الأمريكية يدافع عن مسؤول في إسرائيل لان ذلك لم يعد مستغربا ولكن لأن ما قاله لا يمت بصلة لواقع الحال في الشرق الأوسط ولأن نتانياهو يبقى اكبر عقبة في طريق السلام باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه الذي استهجن في العديد من المرات مواقف حكومته وتعمد إفشاله لكل مساعيه ولم يكن قراره ببناء 1600 وحدة استيطانية إلا مجرد شجرة غطت غابة العراقيل التي ما انفك يضعها نتانياهو في طريق السلام وفي وجه اوباما الذي حاول أن يعطي وجها آخر لبلاده أمام العرب والمسلمين ولكن فشل إلى حد الآن في تحقيق ذلك. ولا يستبعد أن تكون قمة السادس جويلية القادم مجرد لقاء لتأكيد التطرف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين وانسياق الإدارة الأمريكية وراءها وليفقد اوباما حينها كل أوراقه لإقناع العرب بأنه يريد إحداث التغيير اللازم تجاه قضاياهم.