أبدى عدد كبير من المتعاملين الاقتصاديين في الآونة الأخيرة قلقهم الشديد إزاء التأخرات الكبيرة المسجلة منذ أسابيع بميناء الجزائر العاصمة والتي ألحقت -حسب هؤلاء- بالعديد منهم أضرارا وخسائر بسبب تأخر وصول المادة الأولية المستعملة في العديد من المصانع بلغت حد تهديد العمال بالبطالة التقنية. وأوضح مسؤول عن شركة مختصة في تعليب الأجهزة الإلكترونية أن مؤسسته تستورد مادتها الأولية بكميات محددة ومنتظمة وذلك حسب مخطط إنتاج شهري. مضيفا أن في الآونة الأخيرة تأخرت المادة الأولية عن موعد وصولها المحدد إلى ميناء الجزائر بثلاثة أسابيع مما الحق بها خسائر معتبرة. وينتقد بعض المتعاملين الاقتصاديين التباطؤ المسجل في إجراءات استلام السلع، وأرجعوا ذلك للصيغة المجزأة المعتمدة من طرف ''موانئ دبي العالمية'' التي تسير ميناء الجزائر منذ مارس .2009 ويخشى متعاملون آخرون من أن يزيد الإضراب المعلن من طرف الدواكرة ليوم 23 جوان الجاري من صعوبة الوضعية، علما أن نقابة هؤلاء العمال دعت إلى التوقف عن العمل لحث المسؤولين على مستوى ميناء الجزائر على توقيع الاتفاقية الجماعية المتوصل إليها. وكانت ظاهرة انتظار السفن لمدة أسابيع قبل إفراغ شحنها من السلع قد اختفت تماما منذ مجيء شركة ''موانئ دبي العالمية'' التي تحترم المعايير المعمول بها عالميا في هذا المجال وهي المعايير المبنية على أساس الشفافية في التسيير حسب العديد من المختصين. كما ساهمت عملية تحويل التفريغ نحو عدد من الموانئ الأخرى من الوطن وبشكل كبير في التخفيف عن ميناء الجزائر وأزالت الاكتظاظ والضغط الذي كان يعاني منه هذا المرفأ.