مع حلول الذكرى ال48 لعيد الاستقلال بعد غد، تسابق المجالس المحلية البلدية الزمن من اجل إقامة الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى لإبراز مآثرها وزرع قيمها في نفوس جيل ما بعد الاستقلال، لاسيما حب الوطن الذي نجحت كرة القدم في الآونة الأخيرة في إنعاشه بشكل عفوي. وإذ أضحى تنظيم هذه الاحتفالات عادة مألوفة عند إحياء المناسبات التاريخية، فإنه لابد أن نقف عند مدى نجاح أهدافها المسطرة وما إذا تمكنت حقا من دغدغة المشاعر المكبوتة لدى شبابنا في مسألة حب الوطن. فلا أحد يمكن أن يشكك في وجود هذه المشاعر لدى شبابنا، فما شهدناه خلال الأشهر الماضية عقب النتائج المشرفة التي حققها الفريق الوطني لكرة القدم لدليل على الحماس الكبير لهذا الشباب، ويشهد العديد من المؤرخين بأن رفع الأعلام الوطنية خلال تلك الفترة حطم رقما قياسيا كبيرا لم يسبق للجزائر أن شهدته إلا يوم 5 جويلية 1962 عندما خرج الشعب الجزائري للاحتفال باستقلاله. وقد رأينا كيف تحولت المبادرات المبرمجة سابقا ''لإذكاء'' الروح الوطنية إلى واقع ملموس كما هو الشأن لمبادرة علم في كل بيت، حيث جسدها الشباب بشكل عفوي ليس في البيوت فحسب بل في مختلف الأماكن وعبر ربوع الوطن الذي التحف بوشاح الألوان الزاهية للأخضر والأبيض والأحمر، فكانت الصور التي تناقلتها الكاميرات ابلغ من أي تعليق. وإذ لا يمكن إنكار أهمية إقامة هذه الاحتفالات كون مثل هذه المناسبة العزيزة علينا لا يمكنها أن تمر علينا مرور الكرام، فإنه لابد من العمل على اعطاء تضحيات شهدائنا مكانتها بتحقيق انتصارات جديدة في مجالات أخرى غير كرة القدم ،، وعند ذاك سنعيش مشاعر حب الوطن بشكل عفوي دون المناسبات.