بخطوات مسطرة وأكيدة يقطع المطرب طارق الصغير ابن الاغواط مسيرته الفنية، خصوصا أنه اختار الفن الأصيل الذي يستمد سحره وجاذبيته من جذور التراث الجزائري وأصالته، ''المساء'' استضافته ونقلت لكم هذه الدردشة حيال جديدة الفني وأمور أخرى... ''المساء'' : حدثتنا عن جديدك؟ طارق الصغير : أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على الألبوم الجديد الذي اخترت له اسم نداء الروح، وهو مزيج من الأغاني العربية والأغنية الجزائرية، وقد استلهمت بعض الأغاني من الألياذة. كيف تقيم هذا العمل؟ إنه يحمل جهد ثلاث سنوات كاملة من العمل الجاد والمتواصل، فيه أغان محلية أغواطية وأخرى بالفرنسية وأغنية خليجية، وهذا هو الجديد الذي لم يسبق لي الغوص في أعماقه، أما أغنية نداء الروح فهي خاصة بالغالية فلسطين، هو عمل متنوع وأتوقع أن ينال إعجاب الجمهور. هل ترى أن النوع الغنائي الذي تقدمه مطلوب؟ بالنسبة لهذا النوع من الأغاني سواء الأغواطي المحلي أو العربي الفصيح، لديه جمهوره الغفير الذي يحبه، فأنا شخصيا من الجانب التجاري لا أنتظر الكثير، لكن من الجانب الفني يمثل الكثير، فهو خلاصة جهد فني سواء على مستوى التلحين أو الموسيقى، لكن الأكيد هو وجود شخصيات فنية لديها طاقة عالية المستوى بالجزائر وتحتاج إلى الدعم، وكذا المتذوقين للفن الذين نود تقديم الأحسن لإرضاء أذواقهم، وهذا ما يبين أن الأجواء الفنية إيجابية 100، لكن الشيء الذي أود الإشارة إليه، هو أنني لم ألق دعم من القائمين على الثقافة، فنحن نكافح للوصول الى مستوى معين، إلا أنني وجدت مساعدة من الأصدقاء. ما هو المستوى الذي يطمح طارق إلى الوصول إليه؟ المستوى الذي أطمح إليه ولن أتنازل عنه، هو الوصول الى سمع الجمهور، أي أن ينال فرصة الاستماع الى لب الأعمال، خاصة أن الكثير من الفنانين لم تتح لهم فرصة الظهور رغم أنها مشرفة. هل فكرت في تغيير النمط الغنائي الذي تقدمه؟ بالنسبة للتغيير الجذري، لا، لأن هذا النوع من التغيير معناه المساس بالشخصية الفنية ومنه ضياع هوية الفنان، ولكن لابد من تقديم الجديد الذي يتواكب مع العصرنة والجيل الجديد يشترط المحافظة على القديم، وأنا شخصيا أحاول البحث عن الجديد الذي يتماشى مع المجتمع دون المساس بالأسس الفنية، علما أنني أرفض التجارة الفنية كالانتقال بين الطبوع والألوان حسب الطلب، وأنا شخصيا أعمل بالمثل القائل ''من داوم على شيء نال مثله أو بعضه''. هل صادف وأن طلب منك منتج ما تقديم ألبوم لايف أو لون غنائي آخر؟ لا، صراحة لم أصادف هذه الحالة من قبل، كما أنني معروف بالتزامي باللون الفني الذي أقدمه، وقد وجدت أصدقائي المقربين وهم عطاء الله رحمون وعبد القادر وكنز الأخبار القيصري دائما الى جانبي. هل قدمت لك عروض للمشاركات الفنية؟ للأسف لا يزال الوضع على حاله رغم وجود برامج فنية قوية، فأنا شخصيا أتابع توصيات السيدة وزيرة الثقافة التي قدمت مشاريع ضخمة تدعم المواهب، إلا أن كل هذا العطاء يتوقف على المستوى المحلي، لهذا فنحن بحاجة إلى التفاتة وتشجيع.