قضت ولاية الجزائر نهاية الأسبوع الماضي على 39 بيتا قصديريا بحي سعيد حمدين بلدية بئر مراد رايس قبالة مقر مديرية وكالة تطوير السكن وتحسينه ''عدل'' وتم ترحيل العائلات نحو سكنات لائقة بكل من عين النعجة، تسالة المرجة والسحاولة تكفلت بإنجازها دواوين الترقية والتسيير العقاري للعاصمة، وتعد هذه العملية الثامنة من نوعها على مستوى العاصمة والمندرجة ضمن المخطط الولائي المخصص للقضاء على البيوت القصديرية والبناءات الهشة والشاليهات والذي خصص له أزيد من 12 ألف وحدة سكنية. وتعد هذه العملية الثامنة من نوعها والخاصة بالقضاء على البيوت القصديرية الواقعة بقلب النسيج العمراني والحضري بولاية الجزائر مع إسكان قاطني هذه الأحياء القصديرية، وقد مكنت عمليات إعادة الإسكان التي شرعت فيها سلطات ولاية الجزائر من إعادة اسكان أزيد من 4000 عائلة وزعت جميعها على عدة مواقع سكنية ومن بينهم سكان الشاليهات الذين سيتم التركيز عليهم بقوة خلال الأيام القادمة بعدما توصلت سلطات الولاية إلى حل خاص بمصير الشاليهات المفرغة. وقد وقفت السلطات المحلية للدائرة الإدارية لبئر مراد رايس على عملية ترحيل ال39 عائلة المرحلة نحو أحياء جديدة بعين النعجة، تسالة المرجة والسحاولة بشقق من 3 و4 غرف وهي التي كانت تقطن بيوتا قصديرية تفتقر إلى أدنى شروط الحياة لمدة تزيد عن ال50 عاما ورغم ذلك فإن عددا منهم أبوا أن يفارقوا حياة البؤس والشقاء نحو حياة ملؤها الكرامة والاحترام والعيش الكريم متسببين بذلك في تعطيل عملية التهديم بالموقع التي تمت مباشرة عقب إخلائه من السكان. وقد تمت عملية الترحيل في ظروف جد محكمة بفضل التواجد اللصيق لمصالح الأمن الذين سيطروا بلغة الحوار على الوضع من خلال إقناع العدد المحدود من العائلات التي رفضت مغادرة المكان بالرحيل، علما أن مصالح الولاية تمكنت أثناء الليل من تعبئة الشاحنات بأغراض العائلات المرحلة قبل ان تعطى إشارة انطلاقها نحو مواقعها السكنية في حدود الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس، ليفسح المجال مباشرة للآليات والجرافات التي باشرت تهديم الموقع الذي أضحى مجرد ركام وذكرى حيث سخرت نحو 30 شاحنة خاصة بنقل الأتربة والتي انتهت في حدود الساعة 11 صباحا من تحميل الردوم والركام الناجمة عن هدم البيوت القصديرية. وتم إدراج مشروع حيوي هام على مستوى الموقع والأرضية التي تم استرجاعها، حيث تقرر انجاز محطة لنقل المسافرين بالإضافة إلى حديقة عمومية تعطي للمنطقة جمالا وتخفف من وقع البناءات السكنية والإدارية التي غطت المكان، علما ان عمليات القضاء على البناءات الفوضوية والأحياء القصديرية والتي وصلت إلى قرابة 15 حيا قصديريا تم القضاء عليها ومكنت من استرجاع أوعية عقارية هامة. وتتجه مواقع وعدد البيوت القصديرية بالعاصمة نحو التراجع الملحوظ لا سيما داخل المحيط الحضري والنسيج العمراني والتي شوهت وجه المدينة الذي طغت عليه البناءات القصديرية المقدر عددها بأزيد من 40 ألف بناء فوضوي موزع عبر 100 موقع، علما أن أكبر المواقع القصديرية والتي تحاصر مداخل العاصمة ومخارجها سيتم الشروع في القضاء عليها بدءا من نهاية السنة. للإشارة ستتواصل غدا الأحد عمليات إعادة الإسكان والتي ستخصص إلى سكان حي الجزيرة بباب الزوار وستمس العملية 270 عائلة قبل الشروع في ترحيل عدد هام من العائلات بباب الوادي وذلك يوم الإثنين.