اختلفت إقامة الأعراس بوهران عن ما كان متعارفا عليه في الماضي، فبعدما كانت تقام طيلة أيام وفق عادات وتقاليد أصيلة تم توارثها أبا عن جد، فيها مظاهر الحياء وتسودها صفات الكرم والجود، غيّرتها الأن مظاهر العصرنة التي أصبحت تتأثر بها جل العائلات الجزائرية مما أفقدها طعمها ورونقها، حيث اختزلت هذه الأعراس في يوم واحد وأصبح كراء قاعات الحفلات اختيار العائلات بمختلف مستوياتها الاجتماعية بغض النظر عن أسعارها. فهناك بعض العائلات تلجأ إليها مجبرة بسبب ضيق مساكنها ولاجتناب مضايقتها لجيرانها بأصوات الموسيقى الصاخبة، وهناك فئة أخرى تفضلها حتى لا تكلف نفسها عناء الاهتمام بالمدعوين وخدمتهم رغم سعة مساكنهم وكبر مساحتها. الشاب أحمد صاحب الثلاثين ربيعا وهو عامل بسيط يرى أن الأفضل إقامة العرس بالمنزل العائلي، لأن له طعما خاصا يجمع الأهل والأحباب والجيران، ولا يحبذ فكرة قاعات الأفراح لأنها حسب رأيه فكرة دخيلة على المجتمع الجزائري المعروف بكرمه وحسن ضيافته. وعلى عكسه تماما تفضل نادية صاحبة الخامسة والعشرين ربيعا وهي ماكثة بالبيت إقامة الأعراس بالقاعات المخصصة لها، كما أنها اشترطت ذلك لزواجها، فهي ترى أن إقامة الأعراس بالمنازل أصبح من الماضي. في حديثنا مع محمد أحد مالكي قاعات الافراح أكد أن رزنامة مواعيد زبائنه الذين سيقيمون أفراحهم بالقاعة امتلأت مع بداية موسم الصيف نظرا لشهرتها الواسعة، وتوفرها على خدمات ممتازة وبرنامجا مميزا يسطر خلال حفل الزفاف، ويتراوح سعر الكراء بين عشرة وثلاثة عشر مليون سنتيم وهذا حسب العروض المقدمة، بشرط أن يكون حفل الزفاف ليوم واحد فقط، كذلك منعه الاختلاط بين الجنسين وذلك حفاظا على سمعة القاعة.