مع حلول شهر رمضان المعظم كثر الحديث عن ارتفاع الأسعار ودعوة التجار لاحترام حرمة الشهر والتحلي بالحكمة والضمير وكأني بهؤلاء التجار كانوا أكثر رحمة خلال الأشهر الماضية وهم الذين ألهبوا جيوب المواطن بالارتفاع الفاحش لأسعار الخضر والفواكه. ولا ندري إن كانت هذه الدعوات ستأتي أكلها،لا سيما وأن ظاهرة رفع الأسعار باتت ملازمة لشهر رمضان، فلا خطط الوصاية قد نجحت في وضع حد لها ولا دعوات الاتحادات المنضوية تحت لواء اتحاد التجار قد أفلحت في كبح جشع هؤلاء التجار. وإذا كانت مخططات تنظيم السوق لم تصب أهدافها طيلة أشهر كاملة، حيث بقيت معظم الأسعار على حالها، فكيف ننتظر منها أن تنجح في مهمتها خلال شهر واحد والذي عادة ما يكون فرصة التجار السانحة لتحقيق أكبر نسبة من الأرباح على حساب المواطن؟ فضمان استقرار الأسعار هي مسألة عام كامل وليس شهرا واحدا فقط ولا أشك أن يختلف شهر رمضان لهذا العام عن الأشهر الماضية ولا عن سابقيه، فعادة ما يبدأ الكلام بالحملات التحسيسية لمحاولة دغدغة مشاعر التجار من أجل الرأفة بالمشترين احتراما لحرمة الشهر الكريم، لكن سرعان ما يذهب ذلك في مهب الريح على طاولة التجار. وفي انتظار تطبيق مخططات أكثر نجاعة وفعالية يبقى على المواطن أن يفوت الفرصة على التجار الجشعين من خلال الاستهلاك العقلاني للمواد التي غالبا ما تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، وقبل كل ذلك يجب التذكير بأن مغزى الشهر روحاني أكثر منه مادي،، فلنستغل الشهر إذن لتغذية أرواحنا بدل بطوننا.