من بين العادات والتقاليد التي مازالت بعض العائلات الجزائرية محافظة عليها هي إعطاء مشروب (الشاربات) للصبي في أول يوم صيام له، حيث يقدم له كأس من الشاربات ويوضع له فيه خاتم من الذهب الخالص لتحفيزه على الصبر وتحمل مشقة الجوع والعطش، ومن أجل تشجيعه على أن يصوم رمضان، من هنا تبرز الأهمية والبعد الذي يتخذه الشاربات لدى العائلات الجزائرية. في الآونة الأخيرة شهدت مختلف المحلات انتشارا كبيرا للمشروبات الغازية ومختلف أنواع العصير، الطبيعية منها والغازية المركزة وغير المركزة، بالإضافة إلى المشروبات التي تباع على شكل مسحوق وغيرها.. وكلها تنافس من أجل الظفر بمساحة على مائدة الإفطار، وأصبحنا نسمع عن كثيرين يقصدون البليدة أو بوفاريك كل يوم من رمضان ومهما بلغت درجات الحرارة أو شدة الازدحام خصيصا من أجل شراء لترات من الشاربات اللذيذ. وما يميز الشاربات عن غيره من العصائر أنه خفيف ومزيج بين الحلاوة وطعم الليمون وينساب داخل الحلق بسهولة ليدغدغ العروق حتى ينعش الجسم الذي يكون قد أنهكه العطش والحر الشديد. أما فيما يتعلق بطريقة تحضيره فتجدر الإشارة إلى أن معظم البائعين الذين التقتهم ''المساء'' هنا وهناك امتنعوا عن الكلام أو الإدلاء بأية معلومات حول كيفية تحضير الشاربات خشية المنافسة، ونخص بالذكر البائع نواري الذي أخبرنا أنه توجه خصيصا إلى البليدة قبل 3 أعوام من أجل الحصول على وصفة تحضير شاربات لذيذ ولكن بفضل إصرارنا على معرفة الوصفة السحرية علمنا أن الشاربات يتم تحضيره بالماء والليمون والسكر، إضافة إلى القليل من الحليب ومسحوق الفانيلا، والمفتاح السري هنا هو الموازنة بين المقادير، أي يجب ضبط كمية الماء والسكر والليمون، كما يجب خلط القليل من الحليب وتحريكه بطريقة معينة حتى يتم الحصول على المشروب. لكن وللأسف، ونحن نقوم بجولة صغيرة في الأسواق صادف وأن رأينا بعض الأطفال وحتى الكبار ممن يبيعون الشاربات يفترشون الرصيف ويبيعون المشروب داخل أكياس غير صحية، فمنظر تلك الأكياس الملونة بألوان قوس قزح مثير للاشمئزاز والنفور، إذ يجهل المواطن كيفية تحضيره وإن كان البائع قد راعى شروط النظافة في تحضيره. وقد أخبرنا أحد الأطفال أنه يقوم مع والده بإعداد الشاربات في براميل تسع ل500 لتر، ثم يقوم بخلطه بالليمون وكثيرا ما يضيفون الملونات المختلفة ويبيع المشروب على أنه عصير للتفاح أو للبطيخ الأحمر والأصفر.. إلخ.. ولهذا فإن بعض المواطنين يتجنبون شراء مثل هذه المشروبات خاصة مع انتشار حالات التسمم، ويلجأون إلى اقتناء الشاربات المصنوع في شركات العصير الكبرى والتي تسوق في المحلات داخل قارورات.