فتح وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أول امس 90 كلم جديدة من الطريق السيار شرق - غرب في شطره الغربي، تمتد بين منطقة سيدي علي بوسيدي بسيدي بلعباس إلى غاية محول الطريق الوطني رقم 22 بتلمسان. ويضمن الربط بين الجزائر العاصمة وعاصمة الزيانيين مدة زمنية تقل عن 5 ساعات، كما يجنب مستعملي الطريق مشقة التنقل عبر المدن والمسالك الضيقة والنقاط السوداء التي كانت تؤرقهم، في انتظار إنهاء ال200 متر من المقطع الأخير من هذا الشطر لتوصيل المشروع بشكل رسمي بالنقطة الحدودية مع المملكة المغربية. وقد كان للوفد المرافق للوزير في زيارته الميدانية إلى أواخر مقاطع الشطر الغربي من مشروع القرن شرف الوصول لأول مرة إلى منتهى هذا الطريق عند النقطة الفاصلة بين الترابين الجزائري والمغربي، ليشهد الجميع على هذا المكسب الوطني والمغاربي الضخم، الذي يعد من بين أبرز المشاريع الإستراتيجية التي رفعت الدولة تحديها برسم برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. ولولا ال200 متر التي أخرت الطبيعة الجيولوجية للمنطقة استكمالها، لأتيحت كل الظروف للوزير والسلطات المحلية التي رافقته لفتح كل المسار الممتد من العاصمة إلى غاية الحدود الغربية للبلاد على مسافة رئيسية تقدر ب613 كلم. وهي الغاية التي يرتقب أن تتحقق بعد أيام قليلة حسب التعليمات التي أعطيت للجهات المشرفة ميدانيا على استكمال المشروع، والمطلوب منها إنهاء المسافة المتأثرة بفعل ظاهرة انزلاق التربة في ظرف أسبوع حتى يتسنى فتح ال53 كلم الأخيرة التي تربط مدخل مدينة تلمسان بالنقطة الحدودية. وقد شكلت مناسبة وصول الوفد الوزاري إلى هذه النقطة التي تنتهي عند بداية تراب المملكة المغربية الشقيقة فرصة مواتية لإعطاء إشارة انطلاق حملة التشجير لتشييد ستار أخضر يرافق هذا الانجاز الضخم، حيث أشرف الوزير ووالي تلمسان على غرس أولى الشجيرات على الحدود وذلك أمام أنظار أعوان حرس الحدود المغربي الذين عايشوا الحدث الجزائري الهام على بعد أمتار قليلة. وفي كلماتهم المتعاقبة خلال حفل التسليم الرسمي الذي انتظم بالمناسبة أبرز كل من وزير الأشغال العمومية ووالي تلمسان وسفير جمهورية الصين الشعبية الأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا المشروع الضخم بالنسبة للجزائر ولكل دول المنطقة المغاربية، معتبرين بأن تجسيد هذا الشطر الغربي من الطريق السيار بأكمله والذي أصبح حقيقة يشهد عليها الميدان، تؤكد وفاء الرئيس بوتفليقة بوعده برفع التحدي وتحقيق هذا المكسب الكبير لكل الجزائريين، كما أثنى السيد غول على جهود كل الذين ساهموا في تحقيق هذا الانجاز الاستراتيجي، الذي تم تجسيده بتفان وفقا لمواصفات دولية عالية وفي آجال محترمة، ظلت محل شكوك من قبل من وصفهم ب'' هاويي أحاديث المقاهي..''. وفي حين ذكر بأن مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يمتد على مسافة رئيسية تقدر ب1216 كلم ويصل في مسافته الإجمالية باحتساب المحولات ومداخل المدن إلى 1720 كلم، تم الانطلاق في انجازه في أواخر سنة ,2007 أكد بأن إنهاء كل المشروع في ظرف 3 سنوات ونصف يجعل منه مشروعا مميزا واستثنائيا على المستوى الدولي. ويمتد الشطر الجديد الذي تم فتحه رسميا أمام حركة المرور أول أمس على مسافة رئيسية تقدر ب60 كلم، منها 13 كلم على تراب ولاية سيدي بلعباس الذي يصل طول كل المقطع الذي يعبرها إلى 107 كلم، ويجري بها حاليا استكمال ثلاث محولات لربط الطريق السيار بأبرز مجمعاتها السكنية والتحضير لبعث مشروعي طريقين سريعين يربطان بني صاف بعين تموشنت وسيدي بلعباس بسعيدة مرورا بالطريق السيار. بينما تمتد ال47 كلم الأخرى من الشطر الجديد على تراب ولاية تلمسان التي يصل كل المقطع الذي يمر عبرها إلى 100 كلم كمسافة رئيسية، إضافة إلى 4 محولات تضمن الربط بين مختلف مناطق الولاية والطريق السيار، مع الإشارة إلى أن مقطع ولاية تلمسان يعتبر إلى جانب بعض مقاطع الشطر الشرقي من المشروع، من أعقد المقاطع من الناحية الجيولوجية، حيث استدعى انجازه استعمال نحو 9000 طن من المتفجرات لشق قرابة 10 كلم من هذا المقطع، مع استخدام تقنية تعبئة الارضية بالاسمنت المسلح لملء المغارات التي تم اكتشافها في باطن الأرض، لا سيما على مستوى المنطقة المحاذية لحمام بوغرارة. ولم يفوت وزير الأشغال العمومية مناسبة الاحتفال بفتح الشطر الجديد من الشطر الغربي لمشروع القرن، للإلحاح على المجمع الصيني المكلف بالانجاز بضرورة تكثيف كل جهوده لاستكمال ما تبقى من الشطر الأوسط على مستوى جسور وأنفاق منطقة ''بوزقزة'' ببومرداس، حتى يتسنى للقطاع تسليم كل المسار الرابط بين قسنطينة والحدود الغربية للوطن في أقرب الآجال، مشيرا من جانب آخر إلى ان مؤسسة ''نفطال'' شرعت في عملها لتجهيز الطريق السيار، وفق المخطط الذي تم ضبطه من قبل الحكومة والتي تتابع هذا الملف عن كثب في إطار مجلس وزاري مشترك يعقد اجتماعاته بصفة دورية.