صدر مؤخرا في إطار "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" للأديب الروائي الدكتور واسيني الأعرج، كتاب تحت عنوان "مجمع النصوص الغائبة، أنطولوجيا الرواية الجزائرية التأسيسية" في جزئين، الجزء الأول محنة التأسيس والجزء الثاني التأصيل الروائي، عن دار الفضاء الحر·
من الصعوبة بمكان تقديم الكتاب في جزئيه أو حتى عرضه عرضا سريعا، خصوصا وأنه يتناول موضوعا حساسا قبل أن يدرس الرواية، فهو يدرس من خلالها تطور وتكوين مجتمع، ولهذا نجد الدكتور الأعرج بدأ من محنة التأسيس، أو محنة أبوليوس في كتابه، الذي يرى البعض أنه أول رواية عرفها الإنسان "الحمار الذهبي التحولات والأزاهير"، وهناك من ترجمه خلاف أبو العيد دودو ب "الجحش الذهبي"· يقول الدكتور واسيني في مقدمة كتابه عن محنة التأسيس: ··· كثيرا ما بدت غامضة ولا تشكل انشغالا أساسيا بالنسبة للنقاد الجزائريين، نلاحظ مجموعة من النصوص غير المتجانسة والمتفاوتة القيمة الفنية تبدأ من النص الحكائي ك"الحمار الذهبي" لأبوليوس و"حكاية العشاق في الحب والاشتياق" لابن إبراهيم· الجزء الأول قسمه الأعرج الى ستة أقسام هي "الحمار الذهبي، كتاب التحولات" و"حكاية العشاق في الحب والاشتياق" و"غادة أم القرى" و"الطالب المنكوب" و"الحريق" وأخيرا "صوت الغرام"· أما الجزء الثاني والذي يبحث في "التأصيل الروائي"· ويقول الأعرج في نفس المقدمة التي حبرها في الجزء الأول عن التأسيس :"هذه الأنطولوجيا التي نقدمها اليوم والغريبة بعض الشيء، لا تقدم إجابات عن هذه الانشغالات المعقدة، ولكنها على الأقل تضعها في المسلك الذي نظن أنه الصحيح"· وقسم واسيني الجزء الثاني "التأصيل الروائي" إلى أربعة أقسام زائد المقدمتين العربية والفرنسية، "ريح الجنوب" "اللاز" "ما لا تذوره الرياح"، وأخيرا "من يوميات مدرسة حرة"· ويبدو من خلال هذه الأنطولوجيا الروائية الجزائرية التأسيسة، وصول الدكتور واسيني الأعرج إلى خلاصة مفادها استطاعت الرواية الجزائرية أن تستدرك نقصا كميا وقيميا ولغويا مهولا، وتجاوزت الرواية كل النقائص التي لحقت بها وهزّت كيانها، بل، أصبحت جزءا من الرواية العربية من خلال تجاربها"·الجزء الأول يحتوي على 455 صفحة من القطع العادي، أما الجزء الثاني ف 404 صفحة من القطع العادي·