تعرف شوارع العاصمة وضواحيها حركة دؤوبة في سهرات الشهر الفضيل ، حيث تخرج العائلات بعد الإفطار مباشرة لاقتناء ملابس العيد التي تزينت بها واجهات المحلات والمراكز التجارية الكبرى التي أصبحت تستقطب أكبر عدد من الزبائن. سهرات رمضان 2008 جاءت حيوية جدا حيث عرفت نشاط الناقلين الخواص وكذا النقل العمومي الذي ينطلق على الساعة الثامنة مساء لتقديم الخدمات للركاب بين مصلين يطرقون بيوت الله وعائلات تخرج لشراء ملابس العيد التي تعتبر جزءا هاما وأساسيا لاكتمال الفرحة التي يصنعها الصغار بملابسهم زاهية الألوان وبالوناتهم ولعبهم. والجدير بالذكر أن العديد من المحلات غيرت نشاطها التجاري، فبعدما كانت مختصة في بيع الملابس النسائية طوال أيام السنة عرضت تشكيلات مختلفة لملابس مستوردة بألوان الربيع، إلا أن الأمر الذي لا ينكره أحد هو غلاء أسعار تلك الملابس، حيث تبدأ من 2900 دج بالنسبة للأطفال دون سنتين لتصل إلى 5000 دج بالنسبة للذكور والفتيات من 8 إلى 12 سنة وهي الاسعار التي وصفها الكثيرون بالخيالية والمعجزة، حيث علقت إحدى السيدات وأناملها تلامس طقما متكونا من أربع قطع أنها بصدد تجهيز عروس وليس طفلة تحتفل بالعيد! دموع الأطفال لاقتناء ملابس العيد مثل أقرانهم تقابله أسعار السوق وجشع التجار، ناهيك عن نظرة الازدراء والاحتقار من الغير إن لم تشتر ملابس العيد، عوامل تضغط على جيب وأعصاب رب الأسرة. وهروبا من الأسعار الملتهبة يجول الآباء في العديد من الأسواق لإيجاد ملابس بمواصفات دقيقة، جميلة المنظر، معتدلة السعر، هذه المعادلة أيضا تصبح صعبة قبل العيد رغم أننا في موسم »الصولد« للأسف، إلا أن الكثير من المواطنين يقصدون الأسواق الشعبية التي تعرض الملابس والاحذية بسعر أقل على غرار ساحة الشهداء، ميسوني، باش جراح وبومعطي. حيث يتم عرض مختلف الألبسة بأسعار معقولة ومتفاوتة، فطاقم الجينز ذكور يتراوح سعره بين 1500دج و2500، أما سعر البدلة الرياضية لا يتخطى سقف 1000 دج، في حين تختلف أسعار الأحذية الرياضية في هذه الأسواق بين 200 دج و900 دج. ملابس الفتيات بالأسواق الشعبية أيضا بسيطة بساطة أسعارها إلا أنها لا تشبع نهم الراغب في ارتدائها ليوم العيد وهو ما يجعلها في مصف العادية جدا. ملابس الفتيات لعيد 2008 تشبه إلى حد كبير ملابس السنة الفارطة، كما أنها نسخة طبق الاصل عن ملابس المراهقات والسيدات ايضا. وهو الأمر الذي أفقد خصوصية البراءة التي كنا نعرفها ونعيشها لسنوات ظلت، فمن الفستان العادي الموجود بقبعة إلى فساتين وأطقم مصممة على الطريقة الانجليزية الهندية وكذا التركية والسورية وكلها مرصعة بالعقاش ومصحوبة بحقيبة يد من ذات القماش والذي يغلب عليه مسحة السطوع. وفي سهرات رمضان أيضا تخرج العائلات للترفيه عن ذاتها كل بطريقته وحسب قدراتها المادية، فهناك من يتجه إلى قاعات العروض الثقافية على المسرح الوطني وقاعة الموقار وقصر الثقافة وغيرها من المراكز الثقافية التي سطرت برامج فنية ساهرة من إحياء نجوم الأغنية الجزائرية والعربية، في حين تقصد العديد من العائلات محلات بيع المثلجات التي تشهد اكتظاظا كبيرا، كما تخرج السيدات في مجموعات لاقتناء فساتين أو أطقم العيد خصوصا أن المحلات عرضت تشكيلات رائعة من الجبات المستوردة بسعر 3500 دج فما فوق.