شكلت الندوة التضامنية التي نظمتها اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أمس، بمناسبة إحياء الذكرى ال 32 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية، فرصة لنشر كتاب أبيض تحت عنوان" جرائم تقترف في صمت"، صوّرت مأساة الصحراويين بالصورة والتوثيق لفضح ممارسات القمع المغربي ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة· وتضمن الكتاب الذي أنجزه لأول مرة اتحاد الحقوقيين الصحراويين حقائق تاريخية حول النزاع في الصحراء الغربية وزيف الإدعاءات المغربية بمغربية الصحراء الغربية· وتضمن الكتاب الذي جاء في 100صفحة سلطت الضوء على فظاعة مأساة الشعب الصحراوي وكشفت أبشع أساليب التعذيب الذي لم يستثن حتى الأطفال والنساء الذين بقوا يحتفظون بالآلام وآثار التعذيب المختلفة التي سلطت عليهم في زنزانات مخافر الشرطة والمخابرات المغربية· وكانت تلك الصور التي لا تحتاج في حقيقتها إلى التعليق بمثابة دليل على بشاعة القمع المغربي الذي يزعم أن سكان الصحراويين مغاربة وكيف لإبن الوطن أن يعذب شقيقه بتلك الغطرسة؟· وتضمن الكتاب صورا أخرى حول بداية الكفاح وفرار آلاف الصحراويين إلى مخيمات اللاجئين بمنطقة تندوف خوفا من قمع الآلة العسكرية المغربية بالإضافة إلى التجنيد وصور المساندة التي عرفتها القضية الصحراوية في المدن المحتلة· كما صور الكتاب أساليب القمع التي مارستها القوات المغربية المحتلة التي عملت على كتم كل صوت للحرية ومطالب للإستقلال وسخّرت أموالا طائلة لتحقيق ذلك بإرسال المزيد من قوات الجيش والشرطة إلى المدن الصحراوية المحتلة رغم إدعاء السلطات المغربية أن ذلك تم بتأييد السكان الأصليين· ورغم عمليات القمع المغربية في حق المدنيين والحقوقيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال إلا أن آلة القمع المغربية لم تتمكن من تكميم صوت الحرية بدليل انتفاضة المدن المحتلة يوم 25 ماي 2005 التي تولدت تحت ضغط الاحتلال المغربي· وتضمن الكتاب قائمة بأسماء المفقودين الصحراويين الذين اختفوا على أيدي قوات الاحتلال المغربية في ظروف غامضة ولا يزال مصيرهم مجهولا· ويُعد الكتاب الأول من نوعه يصدره اتحاد الحقوقيين الصحراويين وهو سيل من فيض مما يعاني منه الشعب الصحراوي من أساليب القمع والقهر والطغيان المغربي خاصة في ظل الرعب الذي يسكن أبناء هذا الشعب الذين يُفضلون التكتم على مأساتهم خشية قمع جهاز "دي· أس· تي" (المخابرات السرية المغربية)، بعد أن وضعت المدن الصحراوية المحتلة تحت الحصار وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام الدولية والمراقبين الحقوقيين والإنسانيين في العالم·