تطالب شركات النقل الصحي وسيارات الإسعاف التابعة للقطاع الخاص، برفع مختلف العقبات التي تعيق نشاطها، وتحول دون اتساع تواجدها لتحسين خدمات النقل الصحي للمرضى المؤمّنين اجتماعيا، الذين يجدون صعوبات كبيرة في التنقل، خاصة في بعض الأحيان، حيث لا تفي إمكانيات القطاع العمومي بالغرض، وهو ما يستدعي تشجيع الخواص على العمل في هذا الميدان لتغطية العجز في الحظيرة الوطنية لسيارات الإسعاف، والتخفيف من معانات المرضى عندما يتطلب الأمر نقلهم من مكان الى آخر. وفي هذا السياق، أشار رئيس فرع النقل الصحي وسيارات الإسعاف، التابع للفدرالية الوطنية للخدمات الصحية، السيد محمد النذير بوعباس، في تصريح ل''المساء'' إلى أنه تم رفع عدة مطالب للجهات المعنية لتحسين ظروف عمل الناقلين الخواص في المجال الصحي وتشجيعهم أكثر على العمل، وتسهيل عملهم، خاصة أن الكثير من المتعاملين في العديد من الولايات توقفوا عن النشاط بسبب الافلاس. وقد تراجع نشاط النقل الصحي للخواص-حسب المتحدث- بسبب الصعوبات المالية المترتبة عن عدم دفع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لمستحقات نقل المرضى المؤمنين، وعدم مراجعة تسعيرة النقل ''12دينارا للكيلومتر'' والتي اعتبرها مصدرنا غير معقولة، مقارنة بتكاليف نقل المريض خاصة وأن وضعية الطرق وصعوبة المسالك في بعض المناطق، تؤدي الى إحداث أضرار كبيرة في سيارات الإسعاف المستعملة. وفي هذا الإطار، تطالب الفدرالية الوطنية للخدمات الصحية، فرع النقل الصحي بمراجعة التسعيرات المعتمدة من قبل ''لاكناس'' لتشجيع المتعاملين الخواص على مواصلة العمل، ودعم القطاع العمومي، حيث أودع ملفا خاصا بهذه المطالب لدى وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي منذ ,2009 إلا أن هذه المطالب لا تزال مطروحة، حسب السيد بوعباس الذي أكد ل ''المساء'' أن هناك قضايا تتعلق بمشكل دفع المستحقات ستفصل فيها العدالة. واعتبر المتحدث أن الحوار هو الوسيلة الكفيلة بحل هذه المسائل بين وزارة العمل، باعتبارها الوصية على الضمان الاجتماعي، معتبرا اعتراف وزارة الصحة بأهمية الخواص في نقل المرضى حلا لجانب من المشاكل يشجعهم أكثر خاصة أنهم يتمتعون بتجربة هامة، داعيا إلى إبرام اتفاقيات بين ممثلي النقل الصحي للخواص والمستشفيات للمساهمة في تنظيم المهنة أكثر. وفي السياق، تأسف السيد بوعباس، للفوضى التي تسود هذا القطاع، فبالإضافة إلى غياب التنسيق بين الخواص والمستشفيات لنقل المرضى، وهناك سوء تنظيم لهذه المهنة التي أصبح يقوم بها أشخاص غير أكفاء ''مثلما يحدث في أحد أكبر المستشفيات بالعاصمة''، رغم أن مهنة سائق الإسعاف فيها ضغوط نفسية بسبب متطلباتها المتمثلة بالسرعة والدقة ومعرفة العناوين وتحمل انفعال المريض والقدرة على التعامل مع أي مصاعب قد تحدث خلال عملية الإسعاف أو بعدها، الأمر الذي يتطلب -حسبه- فتح المجال للتكوين والاستفادة من الخبرة الأجنبية في هذا المجال، وعدم السماح لأي كان القيام بهذه المهنة، لأن اللجوء إلى توظيف أعوان لا يحسنون التعامل مع المرضى ينعكس على حالتهم، كما أن استعمال سيارات الإسعاف لأغراض شخصية هو مساس بحق من حقوق المريض. ولا يقتصر عمل النقل الصحي للخواص على المستوى الوطني، بل يتعداه الى خارج الوطن من خلال التعامل مع ''الجوية الجزائرية'' وشركات أجنبية أخرى، حيث تم مؤخرا-حسب مسير الفرع- السيد بوعباس محمد النذير، إمضاء عقد شراكة مع شركة إيطالية بغرض نقل المرضى من وإلى الجزائر، والمساهمة في تخفيف الضغط على النقل الصحي العمومي الذي لا يغطي كافة الحاجيات في بعض الأحيان، خاصة في بعض الحالات الطارئة والاستعجالات التي لا يمكنها الانتظار لأنها تتعلق بحياة المريض.