أكد رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أول أمس بالجزائر العاصمة، أن البحث في الطب البيولوجي يجب أن يكون الأساس اللازم لطب نوعي بالاستناد إلى جهد التكوين والتجهيز والتمويل الهائل الذي يحمله برنامج رئيس الجمهورية· ودعا السيد بلخادم في كلمة افتتاح ألقاها بمناسبة اليوم الدراسي الوطني في المجال الصحي "الأسرة العلمية إلى الانتظام من اجل إثمار إرادة السلطات العمومية المتوفرة والاستفادة من عزمها الراسخ على إنشاء مخابر مسخرة للبحث في الطب البيولوجي على مستوى كل مؤسسة معنية" · وقال رئيس الحكومة في الإطار أن "المخطط التوجيهي الذي صادقت عليه الحكومة الجزائرية مؤخرا في المجال الصحي يوفر الرؤية الضرورية لتجسيد تطلعاتنا"· وحث السيد بلخادم على "ضرورة وضع الآليات الكفيلة بضمان تآزر كل الكفاءات وتكاتفها في مجال تطوير البحث المتعلق بالصحة وتمكين سائر المتدخلين في ميدان الصحة من المساهمة في تطوير المعارف والاضطلاع بالمهام المسندة إليهم بشكل كامل"· وعلى ضوء التطورات المذهلة للمعارف الطبية والتطور الدائم للإمكانيات المتوفرة بفضل التكنولوجيا يرى السيد بلخادم بأنه "من الضرورة الملحة بالنسبة لكل مهنيي الصحة ولاسيما أولئك الذين يستهويهم البحث أن يكونوا خاصة في الإصغاء إلى حاجيات الإبداع الحقيقية وإيجاد أجوبة ملائمة للمشاكل الصحية"· من جهته صرح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عمار تو، أن الجزائر تتطلع إلى بلوغ المؤشرات الصحية الحالية لبلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في آفاق 2025· وأوضح السيد تو على هامش اليوم الوطني حول البحث في مجال الصحة "إننا نتطلع ضمن المخطط التوجيهي إلى بلوغ المؤشرات الصحية الحالية لبلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" التي "تبقى مرجعا بالنسبة لنا" كما قال· من جانبه؛ أكد الأستاذ نورالدين دكار رئيس مكتب المنظمة العالمية للصحة بالجزائر أنه ينتظر من "إعلان الجزائر" الذي ستخرج به الندوة الوزارية الإفريقية التي ستنعقد بالجزائر في جوان 2008 بالإعلان عن إنشاء مرصد إفريقي في مجال البحث العلمي· وقال الأستاذ دكار إن الندوة الوزارية الإفريقية التي ستحتضنها الجزائر تهدف إلى تجديد الالتزامات بتعزيز إنتاج المعارف وتقليص النقص فيها من اجل تحسين التنمية والعدالة الصحية بالقارة الإفريقية· وحول الوضعية الصحية لمنطقة إفريقيا، قال الأستاذ دكار أن "الأمراض تمثل عبئا ثقيلا، حيث أن الأمل في الحياة لا يتجاوز ال 47 سنة وهو المعدل الأضعف في العالم نظرا لضعف الأنظمة الصحية والنتائج الاجتماعية والاقتصادية المحدودة"· على صعيد آخر، أكدت السيدة زهية منتوري مديرة الوكالة الوطنية لتطوير البحث في المجال الصحي أن عدد الباحثين الجزائريين في هذا المجال 1378 باحث من بينهم 187 أستاذا جامعيا· وأوضحت الأستاذة منتوري أن البرنامج الوطني في هذا الميدان تم وضعه بموجب القانون 98/11 الذي يحدد البحث في عدة مجالات منها : الصحة العمومية والبحث التطبيقي العيادي والبحث الأساسي والبيولوجي والمواد الصيدلانية· وتشرف على هذه المجالات المذكورة حسب الأستاذة منتوري الوكالة الوطنية لتطوير البحث الصحي التي تسير 545 مشروعا من بين 750 مشروعا مسجلا·